كل يوم

منتدى ناجح ومتميز..

سامي الريامي

ناجح ومتميز، هما باختصار شديد الوصفان اللذان يمكن أن نطلقهما على منتدى الإعلام الإماراتي، الذي نظمه نادي دبي للصحافة أمس، للعام الثاني على التوالي، وأهم مؤشرات النجاح هو شعور جميع الإعلاميين وطلبة الإعلام الذين حضروا جلساته، بأنه جزء منهم، يناقش مشكلاتهم، ويطرح قضاياهم اليومية التي يواجهونها أثناء تأديتهم مهامهم المطلوبة منهم لإنتاج المواد الإعلامية، إضافة إلى تطرقه للتحديات المستقبلية التي تواجههم.

«منتدى الإعلام الإماراتي كان ناجحاً قبل أن يبدأ، وقبل أن تُقال كلمة واحدة في أي جلسة، فاختيار عناوين الجلسات ومحاورها كان سبباً مباشراً في ذلك».

ناجح ومتميز، وزاده نجاحاً حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، ونائب حاكم دبي سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد، والتقاؤهم بكل حميمية وود مع مختلف شرائح الإعلاميين، وجدوا بينهم، وتحدثوا معهم، ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كلمات التشجيع والدعم إلى الجميع بأسلوب أبوي جميل، دون كلمات مكتوبة، وجمل مزخرفة، فكان حديثاً مباشراً من قلب القائد لقلوب جميع الحضور.

منتدى الإعلام الإماراتي كان ناجحاً قبل أن يبدأ، وقبل أن تُقال كلمة واحدة في أي جلسة، فاختيار عناوين الجلسات ومحاورها كان سبباً مباشراً في ذلك، فالاختيار كان موفقاً ومناسباً لهذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة بشكل عام، لذا كان من المهم جداً ألا تخرج الجلسات عن هذا الإطار، وهذا ما كان، فكانت الجلسة الأولى عن تطوير المحتوى الإعلامي، والجلسة الثانية عن حرب الشائعات، وما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف يمكن محاصرة ومواجهة الشائعات.

الحرية كانت محوراً مهماً في النقاش، وإن لم تكن عنواناً رئيساً للجلسة الأولى، إلا أنها كانت حاضرة وبشدة، فطالب الجميع خلال الجلسة الصحف باستخدام الهامش الحالي الذي تتيحه قوانين الدولة، وعدم التشدد من قبل حراس البوابة، فلا يكونوا ملكيين أكثر من الملك، كان ذلك طرحاً جيداً، سمعه الجميع، وطالب به الجميع، لكن مع مراعاة الظروف والحساسيات الراهنة التي تجتاح دول المنطقة، وهذا أمر في محله، فليس كل ما يُعرف يُكتب، وليس كل ما يُكتب يُنشر، وليس كل ما ينشر حان أوانه، إنها معادلة صعبة لكنها ممكنة، وتبقى المصلحة العامة ورفعة ورقي الدولة هي الهدف الأسمى لصحافة الإمارات والعاملين بها.

الجميل هو أن النقاش كان حضارياً، والهموم مشتركة، والصوت كان مسموعاً، فالحضور هم مسؤولون وقيادات إعلامية في المجلس الوطني للإعلام والمكتب الإعلامي لحكومة دبي ونادي الصحافة، ورؤساء تحرير جميع الصحف المحلية، إضافة إلى الصحافيين والإعلاميين مواطنين وعرباً، من وسائل الإعلام كافة، لذا فإن النقاش لن يذهب هباء، والكلمات التي قيلت لابد لها من رجع صدى مناسب، وجميعنا نكمل بعضنا بعضاً، والهدف واحد، رفعة هذا الوطن الذي سنحتفل بعد أيام عدة، بعيده السنوي الثالث والأربعين، وخير احتفاء بالوطن هو العمل، وبذل الجهد لمصلحة رفعته وإعلاء مكانته.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر