ملح وسكر

شكراً يا الأبيض

يوسف الأحمد

أمام صاحب الأرض والضيافة ترجل البطل عن جواده وأعلن عن رحيله بعد أن انتهت المهمة في تلك الليلة. نعم، خرج الأبيض مرفوع الرأس وشديد البأس، لم ترهبه أرض أو جمهور، فقد لعب وكأنه في مكانه ليقدم أجمل العروض وأفضل المستويات، لكنها حكمة الأقدار و من يجرؤ أن يوقف الأقدار أو يمنعها؟ فحدث ما حدث وانتهت مهمته ليكون ذلك أبلغ مسعاه.

لم يكن الأبيض سيئاً باستثناء الدقائق المشؤومة التي حدثت فيها الربكة والهفوة، فاستغلها الأخضر وخطف الهدفين في غمضة عين. نعم الخط الخلفي يتحمل مسؤولية الأخطاء والاتكالية التي وقع فيها، حيث كلفت منتخبنا الكثير وجعلته يعيش تحت ضغط كبير لتصحيح الوضع ثم العودة من جديد.

خرج الأبيض مرفوع الرأس، لم ترهبه أرض أو جمهور، وقدم أجمل العروض وأفضل المستويات.

لكن الضربة المؤلمة كانت بخروج عموري مصاباً بعد أن تعرض لعنف غير مباشر، من دون أن يتدخل الحكم لحمايته، كيف لا وهو الرئة التي يتنفس بها الأبيض، ما انعكس سلباً على المعنويات التي تحطمت وقتها، ليأتي الانفجار في النصف الثاني عندما تحرر لاعبونا من تلك الضغوط وعادوا إلى طبيعتهم المعروفة، حيث حاصروا المنتخب السعودي في ملعبه ومارسوا الضغط عليه من كل جانب، حتى أتى الفرج من رأس العائد للتهديف أحمد خليل رجل الشوط الثاني، الذي تكفل أيضاً بالهدف الثاني وألجم الأصوات التي انتقدته ومدربه، مؤكداً الرؤية الثاقبة لمهدي التي كسبت الرهان.

وهذا ما أكد أن خليل هو رهان اللحظات والمباريات الحاسمة في البطولات الكبرى، حيث كان دائماً صاحب الأهداف الحاسمة التي قادت المنتخبات الوطنية للتتويج أو التأهل إلى بطولات كبرى، كما حصل من قبل حين فاز مع منتخب الشباب بكأس آسيا بالسعودية، وبعدها في التأهل إلى أولمبياد لندن، وفي العديد من المناسبات الأخرى التي أثبت فيها جميعاً خليل أنه رجل اللحظة الحاسمة، وهو الأمر الذي كان فيه المدرب مهدي على يقين منه وهو يدافع عن اللعب بعد الانتقادات بأنه غاب طويلاً عن التهديف.

وكما يقال إن المكتوب مكتوب ولا اعتراض عليه، حيث حضرت اللحظة القاسية بالهدف الثالث الذي جاء في غفلة من لاعبينا، ليطير الأخضر وعشاقه فرحاً بالوصول إلى النهائي المنتظر، فهو لم يكن أفضل منا لكنه لعب على أخطائنا حتى كسب المواجهة. فلا نملك إلا أن نقول هاردلك وشكراً من القلب، كنتم ومازلتم «بياض ويه».

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر