مزاح.. ورماح

رحمة الدوقة..

أحمد حسن الزعبي

اهتمت المواقع العالمية بشكل جنوني بوفاة دوقة إسبانية تدعى «ماريل ديل»، حتى لم يخلُ موقع، أو صفحة، أو صحيفة، من صورة المرحومة بشعرها المنكوش، وكحل عينيها الواصل إلى الأذن الوسطى، محاولين تعريف القراء بالدوقة الراحلة بأنها من أغنى أفراد الطبقة الأرستقراطية في أوروبا، وصاحبة أكبر عدد من الألقاب في العالم، حيث حملت لقب دوقة خمس مرات، ولقب كونتيسة 18 مرة، حسب كتاب «غينيس».

في ما يتعلق بالشق الأول من وصف الراحلة، حيث تعدّ من أغنى أفراد الطبقة الأرستقراطية في أوروبا، لا يسعني إلا أن أقول: الله يهون عليها، ويهنئ الورثة بما تركت، أما من حيث إنها صاحبة أكبر عدد من الألقاب في العالم، فاسمحوا لي هذا الخبر غير صحيح على الإطلاق، فأنا أعرف وزراء عرباً يحملون ألقاباً أكثر منها بعشرات المرات، حيث لم يتركوا مركزاً خيرياً، ولا نادياً ثقافياً، ولا جمعية للدجاج البياض إلا وكانوا إما مديرين عامين أو رؤساء مجلس إدارة.. إليكم نموذجاً واحداً حقيقياً لسيرة ذاتية لأحد الوزراء في إحدى الدول العربية:

عضو مجلس أمة، منذ 89 وحتى 2010، رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الأمة، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة، عضو لجنة التربية والتعليم والتعليم العالي بمجلس الأمة، وزير تخطيط، وزير تربية وتعليم، وزير خارجية، وزير الصناعة والتجارة، وزير التعليم العالي (هو نفسه والله نفسه)، وزير التنمية الإدارية، وزير الإعلام، أمين عام وزارة المالية، مدير عام ضريبة الدخل والمبيعات، مدير عام دائرة الموازنة العامة، نائب محافظ «بلده» لدى صندوق النقد الدولي، رئيس مجلس إدارة النادي الفرنسي الــ«...»، رئيس مجلس أمناء جامعة «....» الخاصة، المندوب الدائم لدى «اليونيسكو»، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة «.....»، رئيس مجلس إدارة شركة «....» المساهمة العامة، عضو مجلس إدارة البنك «....» الإفريقي، رئيس المجلس الأعلى لمكافحة الأمية، رئيس المجلس الأعلى لمكافحة التصحر.. صدقوني هذا جزء من مجموعة ألقاب اختصرتها، يعني لولا أن هذا الرجل لم يلتهِ بمنصب أكبر، لرأيناه أيضاً رئيس رابطة العاملات الهاربات!

وبيقلك الدوقة.. دخلت «غينيس»!

أي ادخلوا.. في «غينيس»!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر