كل يوم

تاريخ جديد يكتب في مصر..

سامي الريامي

تاريخ جديد يكتب الآن في مصر، تاريخ يضع ملامح المستقبل، وملامح المستقبل تدل على الاتجاه نحو مرحلة جديدة، عنوانها النمو والاستقرار والعمل الجاد، وهذا الاتجاه هو الذي سيؤدي إلى عودة مصر للموقع القيادي الرائد لها كدولة محورية مهمة في المنطقة والعالم.

تاريخ مصر الجديد يكتب الآن وبمساهمة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ونقول ذلك بكل فخر، لأن أجيال مصر المقبلة ستدرك قيمة ما فعلته الإمارات لدعم مصر وشعبها وقيادتها الحالية، بعد أن تحظى هذه الأجيال بفرص عمل مميزة في مشروعات حيوية نفذتها الإمارات، وتتعلم في مدارس الإمارات، وتتدرب في مراكز التدريب المهنية التي شيدتها الإمارات، وبعد أن يدرك الشعب المصري أن الإمارات فعلت ما فعلته من أجل الشعب المصري والعروبة، أولاً وأخيراً، ومن باب رد الجميل لمصر التي وقفت مع الإمارات منذ نشأتها في السبعينات، ومن أجل الحفاظ على مستقبل آمن للشعبين الإماراتي والمصري، لأنه لا أمن ولا أمان ولا استقرار في الإمارات، ولا في المنطقة بأسرها، إن كانت مصر ضعيفة وغير مستقرة، هذه حقيقة استراتيجية نؤمن بها إيماناً كاملاً.

«لا أمن ولا أمان ولا استقرار في الإمارات، ولا في المنطقة بأسرها، إن كانت مصر ضعيفة وغير مستقرة، هذه حقيقة استراتيجية نؤمن بها إيماناً كاملاً».

ما تفعله الإمارات في مصر شيء يصعب تصديقه، لكنه يحدث بكل دقة وجد وإخلاص، فالمشروعات التنموية تنجز بسرعة غير معهودة، وتسلّم في وقتها المحدد، وفي الغالب قبل وقتها المحدد، تسلم سريعاً للمواطنين، وهي تلامس المواطن المصري البسيط، وتستفيد منها العائلات بشكل مباشر.

ويكفي أن نعرف أن عدد المصريين المستفيدين من مشروعات الإمارات التنموية في أنحاء محافظات ومدن وقرى الجمهورية كافة، من شرقها لغربها، ومن أقصاها لأدناها، وصل إلى عشرة ملايين مواطن مصري، والإمارات استطاعت أن توفر من خلال هذه المشروعات 600 ألف فرصة عمل دائمة ومؤقتة، وهي تلقى دعماً غير عادي ولا مسبوق من الحكومة والجيش المصريين، وبشكل لا يصدقه المصريون أنفسهم، فالناس هناك مازالت متأثرة بالعمل الحكومي الروتيني المسيطر لسنوات طويلة على مناحي الحياة كافة، لكنهم الآن مصدومون من كيفية تغلّب الإمارات، من خلال المكتب التنسيقي للمشروعات التنموية الإماراتية، وبالتنسيق والتعاون مع الحكومة المصرية الحالية، على جميع أنواع التأخير الروتيني، والعمل بفكر جديد وأسلوب جديد لإنجاز المشروعات، وإتمامها بالجودة المطلوبة، في وقت قياسي بعيداً عن كل أنواع الروتين.

تاريخ مصر الجديد يُكتب من خلال رئيس يسابق الزمن للعمل والإنجاز، ويواكب بفكره المتطور كل تطورات العصر الحديث، فالرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، عندما شهد الإعلان عن مشروع شق قناة السويس الجديدة، قاطع رئيس الهيئة عندما أعلن أن فترة تنفيذ المشروع ستستغرق ثلاث سنوات، وقال له: «سنة واحدة فقط»، ثم خاطب الحضور قائلاً: «نحن نسابق الزمن، لا وقت لدينا كي نضيعه، فلقد تأخرنا كثيراً، ولا مجال لتأخير أكثر». وها هي الجرافات بدأت العمل وفق جدول زمني يشير إلى أن العمل سينجز بالكامل في الموعد الجديد.. في 12 شهراً فقط!

مشروع شق قناة جديدة في السويس من أهم المشروعات الحيوية التي تشهدها مصر منذ القرن الثامن، وهو يضاهي في أهميته فكرة قناة السويس نفسها، ومشروع السد العالي، ومن خلال المشروع الجديد ستتيح القناة الجديدة انسيابية وسهولة في عبور السفن، وسترتفع من نحو 43 إلى 97 سفينة، ما سيضاعف الدخل من العملة الصعبة لمصر، هذا المشروع الذي ينفذه تحالف شركات عالمية، تقوده شركة الجرافات الوطنية الإماراتية، دفع كلفته شعب مصر بجميع فئاته، حيث استطاعت الحكومة جمع ثمانية مليارات دولار في ثمانية أيام.. أليس هذا إنجازاً يضاف لأهل مصر؟ إنه بالفعل تاريخ جديد يكتب الآن.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر