5 دقائق

لا تتردد.. افعلها الآن

الدكتور علاء جراد

التردّد مرض وآفة يعانيهما الكثير، ولا شك أننا بحاجة إلى نبذ هذا السلوك والبعد عنه. لا أعني هنا أن يكون الإنسان مغامراً على طول الخط، ولا أن يبتعد عن التخطيط، بالعكس، من المهم جداً أن يخطط الإنسان جيداً ويدرس خطواته بتروٍّ، لكن لا يجب أن يكون متردداً بطريقة مبالغ فيها، فالتردد الكثير يجلب الاكتئاب ويسبب كثيراً من المشكلات، أبسطها أن الإنسان المتردد لا يتقدم كثيراً في تحقيق أهدافه سواء على صعيد العمل أو الحياة الشخصية، كما أنه يتسبب في ضياع فرص ثمينة، لأن الفرص لا تنتظر كثيراً. يحدث ذلك في أبسط الأمور مثل الحجوزات عن طريق الإنترنت، حيث يمكن أن يتضاعف سعر تذكرة أو حجز فندق خلال دقائق ما لم تتخذ القرار في الوقت المناسب، وصولاً إلى القرارات الاستراتيجية كصفقات الدمج بين الشركات أو اقتناص فرص عمل جديدة، وقد ضاعت فرص من شركات، مثل «غوغل» و«آي بي إم» بسبب التردد. يؤدي التردد إلى مشكلات أخرى، حيث يعزز المشاعر السلبية لدى الإنسان بأنه غير قادر على الإنجاز، وقد يبدأ في التنازل عن أحلامه.

«حتى نتخلص من آفة التردد يجب أن نحدّد أهدافنا بوضوح، وسيساعدنا ذلك في معرفة ماذا نريد وإلى أين نتجه».

ومعظم أسباب التردد تعود إلى تكوين الشخصية، فقد يميل الإنسان للمثالية المفرطة فهو لا يريد أن يخطئ، وبالتالي يحتاج الى التأكد تماماً بأن قراره سيكون سليماً. وعلى النقيض قد يكون إنساناً مفرطاً في الأنانية ولا يقبل أن يخسر، وبالتالي يريد التأكد تماماً أن قراره سيجلب له كل المكاسب، وبالتالي فهو لا يقبل المغامرة، وأعرف كثيراً من هؤلاء ودائماً يتصفون بالبخل الشديد مادياً ومعنوياً. وقد يكون السبب في التردد الخوف من تحمّل المسؤولية، لأنه لم يتعود على تحملها. وحتى نتخلص من آفة التردد يجب أن نحدد أهدافنا بوضوح، وسيساعدنا ذلك في معرفة ماذا نريد وإلى أين نتجه، وعلينا بالتوكل والاعتماد على الله دائماً، من يعمل هو من يخطئ، وبالتالي لا تخف من الخطأ ولا من اللوم أياً كان مصدره. إذا استعصى عليك أمر دائماً اسأل نفسك، ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث، وستجد أنك قادر على اتخاذ القرار في أغلب الأحوال. إذا كنت لم تقرأ كتاب ديل كارنيجي «دع القلق وابدأ الحياة» فاقترح عليك قراءته فوراً ولن تندم. وتذكر أنه عندما تكون لديك قيم واضحة تؤمن بها فسيسهل عليك اتخاذ أي قرار.


@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر