5 دقائق

«داعش»

د.عبدالله الكمالي

سألني أحدهم ما رأيك في «داعش»؟ فقلت له: لتعرف مدى موافقة أي فرقة للحق أو الباطل، عليك بعرض أعمالها على الميزان العظيم: الكتاب والسنة، بفهم الأئمة، فبهذا الميزان تتضح الأمور، ويُعرف الحق من الباطل إذا اشتبهت الأمور، وإذا عرضنا أعمال هذه الجماعة على الميزان السابق، وجدنا أنها جماعة دموية خطيرة تخالف الكتاب والسنة وطريقة العلماء الكبار بكل وضوح، بل هذه الجماعة تقدم خدمة مجانية إلى كل من يتعمّد تشويه سماحة ديننا العظيم، فهي تصور للعالم أن المسلم المتدين لا يعرف إلا السكين والذبح، فالتساهل في شأن الدماء عندهم سهل للغاية، فهم يقتلون من يشهد أن لا إله إلا الله، فضلاً عن غيرهم بدم بارد، مع تصوير لعملية الذبح، وقطع الرؤوس، ولم يسلم من شرهم أحد من الحكام أو المحكومين، بل وصل بهم الاستخفاف بشأن الدماء إلى توعد بعض العلماء الكبار بالقتل والذبح! نسأل الله العافية والسلامة، مع أنهم يزعمون محبة الدين والتدين، ولكن قادهم الجهل إلى هذه العظائم، فأي مسلم يخاف من الله ويؤمن باليوم الآخر لا يتساهل في شأن الدماء، فالله تعالى يقول: ﴿ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً﴾، والتساهل في الدماء ينبع من التساهل في التكفير، فأتباع «داعش» يصدق عليهم وصف النبي صلى الله عليه وسلم للخوارج: «يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام»، فهم صغار في السن، صغار في العقول، فلا يوجد بينهم العلماء أبداً، فهم غارقون في ظلمات الجهل والبدع العقدية، ومن كانت هذه حاله فلا تستغرب إن رأيت منه جهلاً بضوابط التكفير، وسيكفر بعضهم بعضاً بمرور الأيام والليالي، والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا أشد التحذير من الجرأة على التكفير، فقال: «أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه». ومن عادة الخوارج التساهل في تكفير المسلمين، وبهذا يتضح للجميع انحراف «داعش» وتعطش أتباع هذه الفرقة الضالة إلى العنف والإرهاب والدماء، ومن جنون هذه الجماعة مبايعتهم للبغدادي! فغرهم الشيطان وزاد شرهم وانحرافهم.

إن الواجب على العلماء وطلاب العلم أن يواجهوا إرهاب «داعش» بالرد عليهم، وبيان شدة انحرافهم ورد شبههم، فضررهم عظيم على أهل الإسلام وعلى جميع الناس، وكم تضرر المسلمون في بعض البلدان من تصرفات هذه الجماعة الضالة، خصوصاً في البلدان الغربية فكانت هذه الأعمال سبباً عظيماً لتطاول الناس على المسلمين، وتقديم صورة سلبية عن أخلاق المسلمين، فنسأل الله أن يرد كيد هذه الجماعة عليها، وأن يريح الناس من شرها.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

أتباع «داعش» يصدق عليهم وصف النبي صلى الله عليه وسلم للخوارج: «يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام».

@D_alkamali

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر