مزاح.. ورماح

«صافي يا لبن..»

أحمد حسن الزعبي

كتبت الأسبوع الماضي على صفحات «الإمارات اليوم» مقالاً بعنوان «عتبي على مارك»، كان أقرب إلى الوشوشة أو الوسوسة بيني وبين نفسي، أشرح فيه كيف تصبح «الصفحات المسروقة» أو المنتحلة على «فيس بوك» مصدر إزعاج وقلق وتشويه للشخصية العامة، وعاتبت «مارك زوكربيرغ»، مؤسس «فيس بوك» ساخراً: بأن عتبي عليه كبير، لأنك «زبّطت» كل شيء في هذا الموقع الرهيب، لكنك لم تضبط قصة الصفحات المسروقة. لم أكن أعرف أن هذه الكلمات البسيطة جعلت القسم الفني في «فيس بوك» يبادر إلى حل مشكلتي جذرياً.

في اليوم نفسه لنشر المقال، وأثناء جولتي المسائية في المقبرة لتفقّد أحوال المراحيم وقراءة الفاتحة لوالديّ، رن هاتفي.. وإذْ بالمتصل مديرة الاتصال المؤسسي للشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا الشرقية في «فيس بوك» من مكتبها الإقليمي في دبي، تبادر إلى إزالة العتب بيني وبين مارك، وتسعى

لـ«إصلاح ذات اللايك» بيننا، فطلبت مني رابط صفحاتي المسروقة والمنتحلة ليقوم الفريق الفني بـ«فيس بوك» باستعادتها لي، وتسليمي «مفاتيحها» كما كانت. بالفعل قمت بتزويدهم بالصفحات المسروقة، لاسيما الصفحة الشخصية التي كان يقوم سارقها بالردّ عنّي بالتعازي والتهاني والدعوات والإفتاءات السياسية باسمي ودون علمي دون أن أستطيع إيقافه أو لجمه.

وبعد يومين من العمل المتواصل والاتصالات الهاتفية بين دبي وعمان للفريق الرائع لـ«فيس بوك» عادت الصفحة الأهم بين يدي، ويتم حالياً دمج الصفحات الأخرى بصفحة واحدة لتسهيل عملية التصفح.

شعور غريب أن تفتح صفحتك المحتلة والمستعملة من قبل غيرك لأكثر من سبعة أشهر، تماماً كمن يحتل منزلك طيلة هذه المدة، ثم يتركه مرغماً أو طائعاً، ستجد نظام البيت كله مختلفاً.. علب الكولا الفارغة هنا.. الدخان هناك.. بقايا وجبة شاورما قرب الكنبة.. الأثاث مبعثر.. الأكواب مدلوقة.. فتبدأ تنظيف بيتك شيئاً فشيئاً وترتيبه على مزاجك، وها أنا أزيل «بوستات» المحتل وصوره وأخباره ومواقفه، وأقوم بدهان الصفحة من جديد.

وبهذه المناسبة السعيدة فأنا أدعو فريق «فيس بوك» ــ الدعم الفني في دبي ــ ومديرة الاتصال في الموقع، والأخ «مارك زوكربيرغ» والمدام والأولاد.. والقراء والكتّاب وإدارة تحرير «الإمارات اليوم»، حتى «بريان أكتون» الذي باع الـ«واتساب» لمارك، أدعوهم جميعاً إلى منسف شرس بحجم حاملة الطائرات «يو إس إس إنتربرايز»، مشفوعاً بسدر كنافة نابلسية بحجم «يو إس إس دوايت أيزنهاور»، ممهوراً ببطيخة!

والله ولي التوفيق

**

مجرد «صفحة محتلّة» لسبعة أشهر كادت أن تفقدني صوابي..

فكيف لوطن محتل منذ سبعة عقود؟!

الوطن مثل الأم.. ستظل تشعر باليتم ما دمت خارج «حضنه»!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر