كل يوم

الإمارات تكره الظلام.. وأهله

سامي الريامي

لن تعتذر قناة الجزيرة عن نشرها خبراً كاذباً «مفبركاً»، عن لقاء مزعوم بين وزير خارجية الإمارات ووزير الخارجية الإسرائيلي، لأن الاعتذار عادة يكون عن خطأ غير مقصود، في حين أنها لم تقع في ذلك الخطأ غير المقصود، بل نشرت خبراً مسيئاً بشكل متعمّد، باعتبارها أداة تنفيذ، وهي تنفذ تعليمات واضحة، ضمن خطة ممنهجة، لتشويه سمعة الإمارات والمساس بأمنها.

يكفينا ظهور الحقيقة على لسان الإسرائيليين أنفسهم، فهم في هذا الموقف أصبحوا أكثر صدقية من «الجزيرة» القطرية، ويكفينا وصول مشاهدي القناة الإخبارية القطرية إلى حالة عدم الثقة بـ«القناة»

عموماً لا يهمنا، ولا ننتظر اعتذار «الجزيرة»، ولا حاجة لنا إليه، وأعتقد أننا في الإمارات حققنا كثيراً من المكاسب جراء هذا التجني والافتراء، ومن باب «عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، فإن حبل الكذب والتزييف، الذي مارسته «الجزيرة»، والمواقع «الإخوانية» الأخرى المدعومة من قطر، التفّ على رقبة أصحابه، وانكشف كذبهم وتزويرهم للعالمين العربي والإسلامي، ولعل ثبوت عدم نشر القناة الإسرائيلية الثانية أساساً للخبر الملفق، أكد للمشاهدين والمتابعين والمراقبين أن أسلوب الكذب والتلفيق الساذج، والتأليب والتحريض على كل من يخالفهم الرأي، هو منهج وأسلوب حياة عند هؤلاء للوصول إلى أهدافهم، ما يرفع عنهم أي صفات أو قيم إسلامية أو عربية، فالدين ليس شعارات وشكلاً خارجياً، إنما الإسلام مبادئ وأخلاق ورقي في المعاملة بجميع حالاتها، سواء في السلم، أو الحرب، أو عند الخصومة!

لا يمكن الاستمرار بالكذب في زمن التكنولوجيا والانفتاح الإعلامي، هذا ما لم تدركه «الجزيرة»، ولا يمكن استغفال الناس بأساليب وحجج ضعيفة واهية، وهذا ما لم تدركه المواقع «الإخوانية»، ولا يمكن التشكيك في نزاهة وسياسة دولة الإمارات تجاه القضية الفلسطينية، وهذا ما يدركه جميع الأخوة الفلسطينيين، بمختلف توجهاتهم وفئاتهم، إذ إنهم رفضوا تصديق الخبر جملة وتفصيلاً، وسارعوا إلى نفيه، وأكدت «حماس»، على لسان الناطق باسم الحركة، أن الخبر كاذب، حيث قال فوزي برهوم: إن «هذه الفبركات المفضوحة تهدف إلى تشويه سمعة الإمارات الشقيقة، الداعمة للقضية الفلسطينية، والمعززة لصمود شعبنا».

ويكفينا ظهور الحقيقة على لسان الإسرائيليين أنفسهم، فهم في هذا الموقف أصبحوا أكثر صدقية من «الجزيرة» القطرية، ويكفينا وصول مشاهدي القناة الإخبارية القطرية إلى حالة عدم الثقة بـ«القناة»، بعد ثبوت كذبها وافترائها على الإمارات، وتلقيها ضربة موجعة في صدقيتها ومهنيتها، وتكفينا خسارتها أهم ما يمكن أن تملكه وسيلة إعلامية ناجحة، ويكفينا فخراً وقوف الشعب الفلسطيني وتأييده لجهود الإمارات الميدانية، وتعاونه التام في إنشاء المستشفى الميداني، وتسهيل مهمة أبطال الإمارات فريق الهلال الأحمر الإماراتي، الذين يعملون تحت النار، وبين أصوات القنابل، لتخفيف معاناة الأطفال والجرحى، وتقديم يد العون والمساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة كافة، في حين يكتفي الجبناء بالجلوس خلف مكاتبهم الوثيرة، لإطلاق الشائعات، وتلفيق الكذب، وقلوبهم الحاقدة تصور لهم أنهم بذلك ينالون من الإمارات وسمعتها، لكنهم في حقيقة الأمر يضرون كل طفل فلسطيني مصاب، وكل عائلة تحتاج إلى دواء، وكل امرأة فلسطينية ورجل فلسطيني من أبناء غزة، يبحثون عن وسيلة لإبقاء أطفالهم على قيد الحياة، هم بذلك ينالون من شعب معذب تحت حصار اللهب، ويعرون صدور الأبرياء لتلقي مزيد من أعيرة النار!

هم اختاروا طريقهم، والإمارات اختارت طريقها، اختارت طريق الترفع والاستمرار في نهج العمل والإنجاز، اختارت الانشغال بالتطور وبناء النهضة، وتكريس رخاء الشعب وسعادته، اختارت الوقوف مع الأخوة الفلسطينيين، ودعم صمودهم بالفعل لا القول، واختارت العمل في وضح النهار، بين أشعة الشمس، لأنها تكره الظلام وأهله!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر