كل يوم

توقيت الخبر «المفبرك» ليس عبثاً من «الجزيرة»!

سامي الريامي

الإمارات اختارت طريقها للرد على كل من يعاديها ويحقد عليها، اختارت طريقة حضارية راقية، بعيدة عن النزول إلى مستويات لا تليق بها ولا تناسبها، ولا تليق بأخلاق وقيم وعادات حكامها وشعبها، اختارت مواصلة العمل وتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز نحو رفعة الوطن ورخاء المواطن، اختارت هذا النهج وتمسكت به، وستظل قافلتها تسير نحو التطور بكل رقي وثقة.

«شتان بين من يعمل في وضح النهار ويصرف المليارات من أجل رقي وتطور وتنمية ونهضة شعبه وبلده، ومن يضيعها في الفتن ونشر الدمار وإزهاق الأرواح، وفي الرشاوى وشراء الذمم، واللعب من تحت الطاولة، لمحاولة شراء المنجزات!

من هنا تحد».

لن تحيد الدولة عن هذا النهج الواضح، لأنه بقدر ما يرفع هامتنا كشعب في هذه الدولة الراقية، التي نفخر بمنجزاتها بين شعوب وأمم العالم، بقدر ما يغيظ من في قلوبهم مرضا الحقد والحسد، ويجعلهم في طغيانهم يعمهون، يخططون للنيل من الدولة وسمعتها بوسائل وأساليب واهية، لا يستخدمها سوى العاجزين، في حين أن الإمارات ماضية في طريقها الذي يسبق طريقهم بعشرات السنين الضوئية المليئة بالتطور والتنمية وتحقيق المنجزات الحضارية والاقتصادية والعلمية، وشتان بين من يعمل في وضح النهار ويصرف المليارات من أجل رقي وتطور وتنمية ونهضة شعبه وبلده، ومن يضيعها في الفتن ونشر الدمار وإزهاق الأرواح، وفي الرشاوى وشراء الذمم، واللعب من تحت الطاولة، لمحاولة شراء المنجزات!

من هنا تحديداً، ومن هذا المنطق، فإن اختيار قناة الجزيرة توقيت نشر الخبر «المفبرك» عن التنسيق بين الإمارات وإسرائيل لغزو غزة لم يكن عبثاً، بل هو توقيت مقصود، فالخبر أساساً قديم تمت «فبركته» عبر مواقع إلكترونية ضعيفة المستوى لها صلة بـ«الإخوان المسلمين» قبل نحو 10 أيام، ولم يعرها أحد أي انتباه، لسببين أولهما فقدان تلك المواقع للصدقية، وهذا ما تأكد بعد انكشاف زيف الخبر، فهي مواقع ضعيفة، وغير معروفة، وموجهة، وثانيها حجم الكذبة التي لم يصدقها أحد، فالناس ليسوا سذجاً، وهم أدرى بمن ينسق ويتعاون ويلتقط الصور التذكارية في إسرائيل ومع قادتها، ويسعى للتطبيع المجاني، ومن يساعد الشعب الفلسطيني في محنته ويحاول التخفيف عنه من خلال المشروعات الإنسانية المتعددة.

لذلك فإن إعادة قناة بحجم الجزيرة نشر خبر كاذب، غير دقيق، وغير موثق، ومجهول المصدر، تعد مخاطرة حقيقية بحق القناة ومهنيتها وصدقيتها، ومع ذلك اختارت الجزيرة أن تخسر ما تبقى من «شرفها» المهني، وصدقيتها المتلاشية، ونشرت الخبر في توقيت مقصود!

التوقيت مقصود، وليس عبثاً أبداً أن تتعمد قناة الجزيرة «إعادة» نشر خبر قديم مسيء لدولة الإمارات، بعد يوم واحد فقط من إعلان الإمارات عن أحدث وأكبر منجزاتها العلمية بتأسيس وكالة لأبحاث الفضاء، والإعلان عن إطلاق أول مسبار عربي نحو المريخ في عام 2021، فكان الصراخ على قدر الألم، والألم هنا عميق، ويعمق الهوة والفجوة الحضارية بيننا وبين غيرنا، بشكل عميق جداً، فهو نقلة نوعية كبيرة، يضع اسم الإمارات في مكانة علمية عالية، ومستوى مختلف تماماً، لا يمكن مجاراته ولا تقليده، ولا منافسته، ويجعل كل ذي عقل يفكر ملياً في من يعمل من أجل رقي ورفعة وتطور بلده، وفي من يرمي أموال الشعب في مغامرات صبيانية غير مدروسة العواقب!

إنها محاولة يائسة للتشويش على إنجاز دولة الإمارات المبهر والمشرف لكل العرب، محاولة يائسة لإيقاف منجزات دولة الإمارات التي تغيظ حسادها والحاقدين عليها، ومحاولة يائسة لخلق عداوات لهذه الدولة بين الشعوب العربية المحبطة واليائسة، فـ«الجزيرة» القطرية تعرف تماماً أبعاد وخطورة الزج باسم الإمارات بجانب اسم إسرائيل، لذلك لم تجرؤ يوماً على بث أي خبر عن لقاءات وزيارات قادة قطر وإسرائيل المتبادلة في الدوحة وتل أبيب، ومع ذلك فما عميت عنه «الجزيرة» يعرفه العالم العربي بأسره، ومحاولات الجزيرة اليائسة لم تنجح في تحقيق أي من أهدافها، خصوصاً بعد انكشاف زيف الخبر، ومع نفي القناة الإسرائيلية الثانية الرسمي بثها أي خبر من هذا النوع، يكون السحر قد انقلب على الساحر، فخسرت الجزيرة «شرفها» المهني على الهواء مباشرة أمام المشاهدين، وزادت الإمارات شرفاً ورفعة وعزة وكرامة.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر