5 دقائق

كن منتجاً وابتعد عن السياسة

الدكتور علاء جراد

أصبحت «السياسة» من الكلمات التي نسمعها يومياً وبكثرة، والسياسة أنواع ومستويات عدة، لكن السياسة التي تهمنا في هذا المقال هي السياسة أو مجموعة السياسات المتعلقة ببيئة العمل، فلكل مؤسسة السياسات الخاصة بها التي يفترض أن تطبق، مثل سياسة الترقيات والحوافز والتدريب والتدوير الوظيفي، وما إلى ذلك. ولكن في أغلب المؤسسات توجد بالتوازي سياسة غير مكتوبة وأحياناً توجد مراكز قوى، وقد يحاول كل مركز قوى استقطاب الموظفين لمصلحته، فيؤثر ذلك سلباً على إنتاجية الموظفين وإنتاجية المؤسسة ككل، وينشغل الموظفون بتأمين أنفسهم، ويدخل الجميع لعبة «السياسة».3

«قد يحاول كل مركز قوى استقطاب الموظفين لمصلحته، فيؤثر ذلك سلباً في إنتاجية الموظفين وإنتاجية المؤسسة ككل».

تذكرت ذلك منذ فترة وأنا أشاهد فيلم «مباريات الجوع» Hunger Games، وحاولت الربط بين أحداث الفيلم وبيئة العمل في بعض الأماكن في وطننا العربي، حيث تكثر التحالفات، ويقول ويفعل الموظفون أشياء لإرضاء أشخاص معينين رغم عدم اقتناعهم بما يقولون أو يفعلون. وبدلاً من أن يركز الموظفون جهودهم لأداء المهام ينشغلون بالدفاع عن أنفسهم «وتأمين ظهورهم» أو ينشغلون بإرضاء أشخاص، فيتحول الولاء من ولاء مؤسسي إلى ولاء شخصي، وقد يكون ذلك جيداً في بعض الأحيان إذا كانت المحصلة تصب في المصلحة العامة.

ويردد كثيرون أن رزق كل إنسان مقسوم، وما إلى ذلك من مسلّمات، ولكن عندما ننظر للواقع نرى كثيراً ممن يقولون ذلك هم أول من يقلق على وظيفته ومركزه ليلاً ونهاراً، وأحياناً يكون هذا القلق بطريقة مرضية، وقد يتسبب في أو يتعمد إيذاء الغير من دون داعٍ.

لقد تناول هذا الموضوع مؤسس نظرية التعلم المؤسسي، كريس أرجيرس، عندما سلط الضوء على مفهوم اعتناق الموظف لنظريتين في آن واحد: «النظرية المطبقة»، و«النظرية المتبناة»، حيث إن الأولى هي التي ينفذها الموظف على أرض الواقع بحيث تتماشى مع الجو العام، فمثلاً عندما يطلب رأيه في موضوع ما يقول ما يود السائل أن يسمعه وليس رأيه الحقيقي الذي هو مقتنع به (النظرية المتبناة)، وكلما ساعدت بيئة العمل على طرد الخوف كلما قلت الفجوة بين النظريتين وحدث نوع من التكامل والنزاهة، لذلك فالاختيار الأفضل دائماً هو الابتعاد عن السياسة والتركيز على الإنتاج.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر