سواليف رياضية

«لاتيني أو أوروبي»

عبدالله الكعبي

معظم الناس توقعت نصف النهائي في كأس العالم لكرة القدم بين عمالقة الكرة العالمية البرازيل وألمانيا وهولندا والأرجنتين، رغم الأداء غير المتوقع في بعض المباريات من هذه المنتخبات، خصوصاً من المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني.

والأكيد أن الإثارة قائمة حتى نهاية مباراة اليوم بين الأرجنتين وهولندا لكي نحصل على نهائي أوروبي لاتيني، أو العكس، وستكون القمة اليوم من الوزن الثقيل ولن تختلف عن مباراة البرازيل وألمانيا في نصف النهائي الأول يوم أمس.

تأهل الأرجنتين أعاد قليلاً من منتخب مارادونا وأيام الجيل الذهبي، خصوصاً في مونديالي 1986 و1990.


المدرب فان خال أعاد الهيبة إلى الكرة الهولندية على أرضية الملعب.

وقدمت الكرة الألمانية في مونديال البرازيل العديد من الأسماء التي تألقت على الرغم من الأداء غير المستقر للمنتخب الألماني ككل في بعض مباريات المونديال، ومنها مثلاً باستيان شفاينشتايغر ومسعود اوزيل ومولر وتوني كروس، وهي أسماء تشكل مع الحارس العملاق مانويل نوير العمود الفقري في المنتخب الألماني، وتزيد من قوته في المناسبات المقبلة بعد المونديال البرازيلي.

تأهل منتخب الأرجنتين أعاد قليلاً من منتخب مارادونا وأيام الجيل الذهبي، خصوصاً في مونديالي 1986 و1990، كما أنه لم يسبق لمنتخب التانغو أن خسر في نصف النهائي، ففي أربع مناسبات وصل فيها إلى دور الأربعة تأهل للنهائي، وصحيح أن المنتخب الأرجنتيني غير مقنع إلا أنه يتأهل بخبرة لاعبيه، وصدق من قال «فخامة الاسم تكفي».

إذا أشدنا بالمنتخب الهولندي فلابد من الإشادة بالمدرب، فان خال، الذي يستحق التحية لأنه مدرب غير موازين المنتخب الهولندي بلمساته السحرية، وبالمناسبة فإن فان خال أعاد الهيبة إلى الكرة الهولندية على أرضية الملعب، وستكون مباراة هولندا والأرجنتين تعيدنا إلى العام 1998، وذلك الهدف التاريخي للأسطورة الهولندية بيركامب في مرمى المنتخب الأرجنتيني.

المشكلة الكبرى التي كشفها المونديال البرازيلي أن منتخب السامبا يفتقد المهاجم النجم على غرار لاعبين بارزين في تاريخ كرة البرازيل من أمثال رونالدو ورونالدينهو وريفالدو وآخرين، واليوم لا نرى في منطقة هجوم السامبا إلا اللاعب فريد وجو، ويبدو أن مدرب البرازيل سكولاري لم يمنح نفسه فرصة البحث الجاد قبل البطولة عن لاعبين مهاجمين.

البرازيل منجم ذهب من المواهب والهدافين، وهي بلد السحر الكروي، ومن غير المنطقي أن يعاني هذا البلد الكبير كروياً بتاريخه العريق في الساحرة المستديرة لإيجاد لاعب يشغل منطقة قلب الهجوم، وفي بطولة عالم تقام على أرضه وبين جمهوره.

تعاطفنا جميعاً مع الكولومبي جيمس رودريغيز وهو أصغر لاعب في كأس العالم، حيث سجل ستة أهداف في كأس العالم، وللأسف قليل من الناس من يدركون من هو المنتخب الكولومبي.

والجميل أن كأس العالم متعة مستمرة، وفي الأيام التي تغيب فيها المباريات تصاب بالملل، كيف إذا انتهى المونديال، لكن يبقى أن ما هو مميز في المونديال البرازيلي التفاعل الجماهيري الكبير مع الحدث العالمي.

نحن على أمتاز قليلة ويسدل الستار على بطل العالم، ويبقى أن كرة القدم كان لها طعم في شهر رمضان، على الأقل «نستنا» المسلسلات التي لا تنفع ولا نستفيد منها كمشاهدين.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر