مزاح.. ورماح

لأنه يشبه هتلر

أحمد حسن الزعبي

أن تشبه أحداً من المشاهير المحبوبين فإن ذلك قد يكسبك تميّزاً وقبولاً بين الناس ورغبة منهم في التقرّب منك، صورة من هنا، تعارف من هناك، ابتسامة عبارة «للمولات» إلخ.. لكن أن تشبه أحداً من المشاهير الذين يثور حولهم الجدل دائماً بين محبٍّ وكارهٍ، فإنك قد تخسر حياتك ــ لا سمح الله ــ أو تفقد «عينك» على الأقل.

هذا ما حصل مع القط البريطاني «باز» عندما قام مجهولون بركله وتعذيبه ورميه في حاوية القمامة فقط لأنه يشبه الزعيم الألماني «هتلر».. قد يستغرب البعض القصة برمّتها، وأنا مثلكم استغربتها في بداية الأمر عندما كنت أتصفّح الأخبار كالعادة، وقد مررت على العنوان سريعاً.. ثم عدت بــ«السكرول» لأعيد التأكيد على ما قرأت لأجد أن الواقعة حدثت فعلاً حسبما ذكرتها صحيفة الــ«ديلي ميرور»، حيث تعرّض قط يبلغ من العمر سبع سنوات للتعذيب والركل وفقدانه عينه اليسرى، انتقاماً منه على سياسة هتلر التي بالتأكيد لم يشارك فيها.. فلم يكن يشغل «القطّ» منصب وزير دفاع ولا وزير خارجية ولا قائد القوة البرية آنذاك، حتى يعامل بالسّحل و«الشقط» والرمي في مزبلة التاريخ.

ذنبه الوحيد ــ حسبما شاهدت صوره المرفقه بالخبر ــ أنه يتقاطع ببعض ملامح الزعيم الراحل «أدولف هتلر»، فعلى ناصيته وبرٌ أسود ناعم يميل مفرقها إلى الجانب الأيسر قليلاً، وعلامة مربعة سوداء تحت أنفه مباشرة تشبه شارب الزعيم النازي الشهير، وعين خضراء واحدة لكنها حادة تجعله يشبهه بعض الشيء، لكن هذا لا يعني أن يتحمّل «هرّ على باب الله» وزر الحزب النازي ومحاكمته التاريخية ونتائج الحرب العالمية الثانية، وكل ما جرى من «هوايل» من النصف السفلي من القرن المنصرم فقط، لأنه يشبه «مستر أدولف»!

التفسير الوحيد للتشابه الكبير بين صورة القط وصورة الزعيم أن الوالدة، أقصد «الست قطة»، كانت تتفرّج على فيلم «وثائقي» عن معركة «ستالينجراد» ولمحت أخونا يخطب ويهزّ الميكرفونات، فأعجبت بشخصيته في ظل عالم مهزوز خائف مغرق في التبعية، «فتوّحمت» عليه من غير قصد وتمنّت أن يرزقها الله بقطّ له المواصفات نفسها، فشرّف حبيبنا «باز» وعينه «بازّة»!

ما علينا، ما جرى من الأشخاص المجهولين من اعتداء على القط تصرّف همجي وغير مقبول على الإطلاق، فلو أن كل شخص انتقم من كائن حي يشبه في صفاته «شخصاً سياسياً» لا يحبّه، لقضينا على الأرانب منذ زمن طويل!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر