مزاح.. ورماح

«ملوك السمبوسة!»

عبدالله الشويخ

«السمبوسة سلاح ذو حدين».. كانت هذه العبارة هي بالضبط أول ما سمعته يوم الأحد الماضي حين انطلقت في سيارتي صباحاً بعد أن فتحت «الراديو» على أثير إذاعة الشارقة، عبر المذياع، كما يحب جماعة «بالعربي» أن يسموه.. وكما تعلم فالعبارة تشدك بقوة، وأول ما يجب عليك أن تفعله هو محاولة تحزير المعنى الحقيقي خلف العبارة.. «السمبوسة سلاح ذو حدين»، هل كان الحديث عن السلاح النووي الإيراني؟ لا أعتقد، فالأمر واضح مع السياسة الإيرانية الحالية، سلاحها ذو حد واحد فقط، أصبحت طهران تحتل فعلياً أربع عواصم عربية.. هل يقصد بالسمبوسة وانتقالها من يد إلى يد الواسطة التي تكاد تقضي على بقية الأمل الموجود لدى البعض؟ مع الحديث سيتضح المقصود من العبارة! لننتظر بعد الفاصل..

بعد الفاصل جاء صوت الزميل الإعلامي محمد بن دخين واضحاً وهو يسأل الضيف بشكل مباشر أربكه: وماذا عن الباكورة؟! إن السمبوسة وأجواءها لا تكتمل إلا مع الباكورة.. أها إذاً فالموضوع واضح، الحديث لم يكن عن السياسة، إنهما يتحدثان عن الاقتصاد! السمبوسة هي ارتفاع الأسهم الذي تشهده الشركات والمؤسسات مدفوعة بالمشروعات التفاؤلية التي نجحت الدولة في استقطابها، والباكورة هي المخاطر المتوقعة من الإفراط في التفاؤل.. يا لهما من!؟ يريدان طرق الموضوع دون إثارة الشبهات أو «تزعيل» أحد من المضاربين في السوق! فعلاً أنا أيضاً أتنبأ بباكورة تشبه باكورة رمضان 2004 المجيدة، التي جعلت نصف الربع يقبعون في «المركزي» بانتظار المحسنين ومشروع الفرج وفك الكربة!

استمر الحوار والضيف يجيب ويتحدث عن مكونات السمبوسة، لكي أكتشف بعد وقت طويل من تحليلاتي «الجيو - سياسية»، أن الحديث بريء فعلاً.. ولم يكن سوى برنامج صحي لطيف وخفيف وجميل.. لا يوجد به أي أجندات خفية، ولم يكن هناك أي «تورية» في الألفاظ.. كان البرنامج عن السمبوسة والصحة.. هكذا فقط! السمبوسة هي السمبوسة.. والباكورة هي الباكورة.. والجبن هو الجبن، وليست شهادات الأسهم المشتراة بالآجل بديون بنكية عبر معاملة التوريق «الشبه إسلامية».. والخضرة هي الخضرة، وليست محاولات نظام الملالي لتخصيب اليورانيوم لاستخدامه ضمن مفاعلات لا يبدو أنها سلمية جداً!

أسأل نفسي قبل أن أسألكم: لماذا أصبح الأصل لدينا أن نفسر الأمور بتعقيدات هي ليست عليها؟! لماذا أصبحنا نرى خلف كل جملة ألف ألف معنى هي بريئة منه؟! لماذا لا نسمع ونقرأ الكلام كما هو؟!

لماذا «بالعربي» ما ناكل سمبوسة.. ونسكت؟!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر