مزاح.. ورماح

«عرب - آيديوت!»

عبدالله الشويخ

بدأ موسم جديد للبرنامج الأهم عربياً، البرنامج الذي قض مضاجع اليهود والفرس، وهم يرون أن «أمتنا» تمتلك من المواهب ما يؤهلها إلى وضعهم في جيبها الصغير، بدأ البرنامج لموسمه الجديد بميزانية كان يمكن أن تكفل معيشة راضية لجميع سكان الملاجئ السورية المنتشرة في دول الجوار، بدأ البرنامج بمكافآت لمقدميه الأفذاذ تكفي للقضاء على مرض البلهارسيا تماماً في مصر، أو لدعم البحث العلمي في جامعة خليجية لـ‬10 سنوات إلى الأمام، ولكن الأهم فالمهم، لنبدأ أولاً باكتشاف المواهب، ثم نترك للموهبة تحديد الـ«كارير»، الذي تراه مناسباً!

حقيقة لا أتابع البرنامج لمشاهدة المواهب الموجودة فيه، فأنا على قناعة تامة بأن صوتي أجمل من جميع المغفلين المشاركين فيه، ولكني أتابعه لمعرفة المزيد حول ظاهرة الـ«سوبر ـ طقاقه»، التي تصبح حديث الساحة في كل موسم فمن قصة شعر عزرائيل إلى ارتداء ثوب دوق فليد «بعد التحول طبعاً هذاك دايسكي»، إلى افتعال مجموعة من المشاجرات والتصريحات الصحافية السخيفة، ظاهرة تستقطب جميع الأضواء واهتمام المجتمع في كل موسم، وهذا ما يحيرني فعلاً! لأني أولهم!

الحسنة الوحيدة التي أعرفها في تاريخ «دوق فليد» هي أنه خريج «دراسات إسلامية»، ولكن يبدو أنه كالحمار الذي يحمل أسفاراً وإلا لأشار بداية إلى منتجي البرنامج بالمعنى المقصود بكلمة idol في البرنامج المذهل وهل يتناسب هذا المعنى مع تراثنا وقناعاتنا الشرعية، بعيداً عن كل المصائب الأخرى في البرنامج وغيره!

المصيبة أن «دوق فليد» أصبح شئنا أم أبينا نموذجاً يمثلنا، وهو نموذج سيئ جداً كنا جميعاً سعداء في بداية المسرحية، ونأخذ الموضوع على محمل السخرية ونتفرج من باب «لنذهب إلى حديقة الحيوان ونرى ما هو الجديد»، ولكن الكم الكبير من طالبات المراحل السنية المتقدمة اللواتي يسعين للتقليد، خصوصاً في «الأمور البطالة»، وطريقة السلام على الرجال، وأن يصبح تقبيل زميل العمل «كوول»، وغيرها من التصرفات الباعثة على الغثيان تضرب جرس الإنذار الذي لا يسمعه أحد، لا تعنيني بنات الناس، ولكني لا أريد هذه التصرفات، ولا هذا المستقبل لبناتي، فمن الجهة التي توجه، بينما الإعلام يلمع؟! خصوصاً مع خبرة العطار وقدرته على صبخ وسمكرة ما أفسد الدهر.. أخيتش!

سؤال لا علاقة له بالبراءه! لماذا أصبح «دوق فليد» يصر أخيراً على وضع لقب قبيلته بجوار اسمه؟! أحس برائحة خبيثة في الموضوع، وأسأل الله أن يجعل حياتي وتفكيري واقعيين وبعيدين كل البعد عن أضغاث «الأحلام»!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر