من المجالس

نحن وأطفال اليابان

عادل محمد الراشد

في حيّنا مسجد فخم بناه أحد فاعلي الخير، وما أكثرهم في هذه البلاد العامرة بالخير. وعند مدخل المسجد نصبت أربع خزائن خاصة بأحذية المصلين، ونظراً للعداء القديم بين المصلين وهذا «الديكور المليق»، صارت هذه الخزائن كما هي حالها في معظم مساجدنا، مكاناً للغبار وملاذاً للأتربة المتطايرة من المحيط غير المرصوف، الذي يحاصر المسجد من جهاته الأربع.

أحد المصلين يبدو أنه كان قد انتهى للتو من متابعة إحدى خواطر الإعلامي المتميز أحد الشقيري، فذهب إلى إمام المسجد مطالباً إياه بأن يقوم بدوره في إعادة الاعتبار لهذه الخزائن المعطلة، والعمل على رفع الوعي لدى المصلين للتكرم بوضع أحذيتهم و«نعولهم» في المكان المخصص لها بدلاً من رميها بشكل عشوائي أمام مدخل المسجد، في مشهد لا يحتاج الى تعليق، وأذى أشبه بالكمائن في طريق المصلين من كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة.

ألا نكون مثل أطفال اليابان على الأقل؟ يبدو أن صور الشقيري فعلت فعلها في أخينا المتحمس لتلك الخزائن المغبرة، فيرد عليه صوت: لايزال أمامنا الكثير، فأطفال اليابان يخلعون أحذيتهم قبل الدخول الى مدارسهم ويضعونها في خزائن خاصة أشبه بالتي نضعها أمام أبواب مساجدنا، ثم يستبدلونها بأحذية للاستعمال الداخلي فقط، فهم ينشؤون عليها من الصغر فلا يحتاجون إلى من يوجههم عند الكبر.

في إحدى المرات داهمني وقت صلاة الظهر وأنا في إحدى المدارس النموذجية، أكرر: نموذجية، فقررت الصلاة في مسجد المدرسة مع الطلاب ومعلميهم، فكدت أتعثر وأسقط من طولي على كومة من النعال لولا كتف مدير المدرسة الذي سبقني في التدرب على رياضة القفز العريض.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر