5 دقائق

ابتسامة «عيشة الكيلاني»

ميره القاسم

لم تعد مساحيق التجميل كافية لتلبية مفاهيم الجمال عند المرأة أو تغطية العيوب المتناثرة على الوجه، بل تجاوز هذا المفهوم الكثير عند نساء العالم من نجمات السينما والسياسة والمجتمع، وحتى ممن لا يمتلكن ذرة جمال، فهنّ ينفقن الكثير على عمليات التجميل، ولا نستثني الخليجيات المشهورات كالممثلات والمطربات والمذيعات وغيرهن من بسطاء القوم. الملايين تذهب في تنفيخ «براطم» أو خدود، ورفع حواجب، وجوانب، واصطناع الغمازات، ونحت الأنف والذقن، وتوسيع حدقة العين، إضافة إلى ابتسامة هوليوود، وابتسامة دبي، وقريباً ابتسامة «عيشة الكيلاني»!

كثير من الإصلاحات، كأننا في ورش تزيين «موترات»، تذهب من ترغب في تغيير سحنتها، وما عليها سوى أن تختار من القائمة برطم هيفا وهبي، وخدود نانسي عجرم، وغمازات ميساء مغربي، لتصبح في النهاية نسخة مشوهة لكائن فضائي.

يا عنبوا أصبح شكل الحريم مثل بيوت الحكومة، كلهن مثل مثل!

هذا ما أفرزته عمليات التجميل، ومن شاهد مسلسلات رمضان الخليجية سيلاحظ ذلك «اللي ما عندها شفايف صار عندها براطم، والخدود منفخّات، والحواجب مقرونة، وأهلّة ونون وعين، ما عرفنا هذي من ذيج إلا يوم طالعت تتر المسلسل»! عافانا الله.

هكذا دأب نسائنا في الخليج، يسعين دائماً نحو التغيير وتكبيد أزواجهن الخسائر، للمساهمة في تحسين صورتهن لإرضائهم، ولو كانت جميلة، إلا أن واقع الحال لم يتغير، فمعدل الطلاق في ارتفاع متزايد، أما العنوسة فموضوع آخر.

بالأمس اختُرعت عمليات التجميل من أجل من تعرضوا لحوادث مرورية أو ولدوا بتشوهات خلقية، أما اليوم فهي لكل من تسوّل له نفسه اللعب بما خلقه الله عليه، بحثاً عن «نيو لوك» جديد يتماشى وسياسة التغيير التي تجتاح عالمنا العربي.

ولم يكن الرجل أيضاً بمعزل عن هذه العمليات، فهناك إحصائية تشير إلى غزوه عيادات التجميل، ليمني نفسه بأن يصبح «رشدي أباظة الفريج»، ويا حافظ على عيالنا.

وحده الجمال في دواخلنا أسمى وأعظم وأفضل وأطول عمراً من الجمال المقنّع، وحده حقيقة نمتلكها جميعاً ويمكن أن تنعكس على الخارج أكثر جاذبية.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر