مزاح.. ورماح

«صبابي القهوة!»

عبدالله الشويخ

يعرف معظم الربع العاملين في أبوظبي وضواحيها الطقوس المعتادة التي يجب المرور بها قبل الخروج على الخط في مساء السبت، وقبل العودة من الخط في ظهر الأحد.. وضع الشنط في السيارة والتأكد من وجود «فوانيل» سبير، وفي طريق العودة بالطبع التأكد من وجود «سلة الغسيل»، ووضع الكنادير بطريقة «السدحه»، ثم التأكد من وجود شواحن الهواتف المتحركة والسماعة لقتل الملل، خصوصاً عند الاختناق المروري الأول والثاني إلى الرابع عشر في شارع الإمارات، وشراء علبتي «برنجلز» وأكياس عدة من «البوب»، ثم الطقس الأهم وهو التعريج على إحدى المحطات لتعبئة السيارة بالبترول وكسب الصلوات «جمع وقصر».. لم أكن أعلم بأن سيارتي فيها «ليك» إلا عندما رأيت تلك البقعة الكبيرة أسفلها في المحطة.. قمت بفحص سريع لتلك القطع التي تحمل أسماء غريبة لا يفكر اللغويون في تعريبها: «الراديتور، الكمبريسور، البيرينج، تمشيك، سلندر، بلك، بن عروه.. إلخ». لم أجد هناك ما يريب، حتى انتبهت إلى أن تلك البقعة ليست إلا من عرق جبين عمال المحطة الذين «يسقون» السيارات في فترات الظهيرة وأغلبهم صائمون!

حقيقة لا أفهم بأي منطق وأي إنسانية يفكر القائمون عليها وملاكها، وحتى نحن زبائن هذه المحطات! المسافة من نقطة وقوفنا بسياراتنا إلى «المتجر المكيف» في المحطة لا تتعدى 10 أمتار وحين نقطعها نعود ونحن نلهث ونرفع درجة المكيف إلى الحد الأقصى حتى تكاد «الفريره» تنكسر، ثم نشرب «دبتي» ماء! وأحياناً نقوم بفتح ثلاجة السيارة ومحاولة إدخال رأسناً كاملاً بها! ولكن حمزة لا بواكي له! ولا يوجد من يلزم الشركات بشيء!

عندما يتعلق الأمر برفاهيتنا فنحن لا نعدم الحلول، ففي مقاهينا تنتشر كل أنواع الحلول الممكنه؛ برادات ماء، مراوح رشاشة بالرذاذ، مياه مثلجة صغيرة منتشرة، مظلات واقية، وحتى الكاب «أبومروحة» الذي يبيعونه في تايلاند! وحين يتعلق الأمر بهؤلاء العمال، فلا يمكن، وهذه هي ظروف العمل والله يعينهم، بل إن البعض من الشلة إياها يقول: «ياخي هذيل ياخذون معاش وكل واحد في بلده مليونير!».

الغريب في نفوسنا المتناقضة أنك تستقبل يومياً عشرات الرسائل الإلكترونية التي تذكرك بوضع سطل من الماء في حوش بيتكم عشان «العصافير»، تتلوها صورة صفصوف وقد كتب تحتها بخط كبير «كيووووت يا حراااام»، ولكنك لا تستقبل أي ملاحظة من أجل «البشر»!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر