مزاح.. ورماح

الشعب يريد إسقاط الدجاج

أحمد حسن الزعبي

في إيران اندلعت الأسبوع الماضي تظاهرات نادرة تندد بارتفاع أسعار الدجاج في مدينة نيسبور شمال شرق البلاد، حيث جاب المتظاهرون أحياء عدة في المدينة لينتهي بهم الأمر في أحد أكبر الميادين الرئيسة، مردّدين هتافات قاسية ومناوئة للدجاج، كما لم يتوانوا عن توجيه نقد قاسٍ للحكومة الإيرانية بسبب تواطؤها بالسماح بارتفاع أسعار هذه السلعة، من دون رقيب أو حسيب في الشهرين الأخيرين، الأمر الذي قسم المجتمع الإيراني أفقياً إلى قسمين، ناس فوق خط الدجاج، وناس تحت خط الدجاج.

ولم يتسنّ لنا بعد كمراقبين معرفة إذا ما انتهت التظاهرة عند ذلك التجمع، أم أن هناك خطوات تصعيدية أخرى، مثل النزول إلى الشارع في «جمعة الدجاج»، أو التهديد باعتصام مفتوح ومحاولة اقتحام المزارع المسؤولة أو المطالبة بتقديم «الدجاج» إلى المحكمة، على خلفية قضايا فساد كبيرة، أو ربما يتطور الأمر إلى المطالبة «بإسقاط الدجاج» مرة واحدة، وإذا ظل المنحنى بالتصاعد، فقد تضرب التظاهرات وحدة الحلف التاريخي هناك ويتم انقسام «الدجاج اللاحم» عن حلف «الدجاج البياض» مما سييسر عمليات انشقاق كبرى في صفوف الديوك، يتبعها كتحصيل حاصل تشكيل «مجلس دجاجي انتقالي».

بالمقابل سيقوم الدجاج اللاحم بالردّ على هذه التظاهرات، من خلال قنوات «الأعلاف الرسمي» بأنه يعاني ظروفاً معيشية صعبة بسبب الحصار والعقوبات الدولية، حيث لا تأمين صحياً ولا ضمان اجتماعياً، ولا يوجد أي قانون يضمن الحد الأعلى «للبيض» أو الحد الأدنى من «الحبوب» داعين الناس إلى الانتباه إلى أن هذه التظاهرات ما هي إلا جزء من المؤامرة الخارجية الكونية التي يقودها الحلف الغربي الإمبريالي.

وهكذا، تبقى عملية الأخذ والرد حتى تضيع القصة، بحيث لم يعد يعرف المتابع من الذي على حق ومن الذي على غير حق حتى يرتفع طوفان الدم، على كـل ها نحن بانتظار «صفوت الزيات» ليحلل لنا ما لا سيحدث لاحقاً.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر