كل يوم

توقيت مهم.. للمنتدى الأهم

سامي الريامي

منتدى الإعلام العربي الذي تحتضنه دبي وينطلق صباح اليوم، هو الحدث الإعلامي الأهم على مستوى الوطن العربي، ويكتسب هذا العام أهمية خاصة، نظراً لحساسية التوقيت الذي ينعقد فيه، وأهمية القضايا الإعلامية التي تحتاج إلى مناقشة وبحث في هذه المرحلة الزمنية المرتبكة في معظم الدول العربية.

«الانكشاف والتحول» هو العنوان العام للمنتدى، «واختير هذا الشعار ليعكس زخم الموضوعات والقضايا المطروحة للبحث والحوار ضمن الجلسات الرئيسة وورش العمل، فالحالة العامة في المشهد الإعلامي العربي مضطربة بسبب التحولات والمتغيرات التي واكبت الحراك السياسي والاجتماعي في الوطن العربي»، كما تقول مريم بن فهد مدير نادي دبي للصحافة.

لذلك تكمن هذا العام أهمية المنتدى في إبراز المستجدات على ساحة الإعلام العربية والدولية من ظواهر وإشكاليات، والبحث في التغير الذي طرأ على وسائل الإعلام الحكومية والمنصات الإعلامية الجديدة التي فرضت نفسها على الأدوات والقنوات التقليدية.

شخصياً أعتقد أن أهم ما يمكن التركيز عليه وتباحثه سواء في الجلسات الرئيسة أو حتى في نقاشات الصحافيين الجانبية في الممرات والقاعات وطاولات الطعام وبهو الفندق، هو وضع الصحافة الحالية في الدول العربية وكيفية دفعها للأمام وبقوة لمواجهة التحديات المحيطة بها من كل زاوية، وأهم هذه التحديات كيفية مواجهة فوضى مواقع التواصل الاجتماعي بمهنية الصحافة، وكيفية الحصول على ثقة القارئ واهتمامه، في ظل هذا العالم المترامي في الفضاء الإلكتروني.

لن تعيش الصحف طويلاً، حقيقة يدركها معظم القائمين على الصحافة، وإن لم تتلاشَ لأسباب تقنية، فإنها حتماً ستتلاشى مستقبلاً لأسباب بيئية، لكن في كلتا الحالتين لا يمكن أن تحل مواقع التواصل الاجتماعي بديلاً للصحافة الورقية، بل الصحافة الإلكترونية هي الوريث الشرعي للورقية، لأنها في الحقيقة نسخة مطورة منها، وتالياً إن لم ترتقِ الصحف الحالية بتطوير محتواها بشكل يجذب اهتمام القارئ الإلكتروني، فإنها ستضع رقبتها طواعية تحت رحمة المواقع الشهيرة لتقضي عليها.

لا ننكر أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها، بل لا يمكن لنا الاستغناء عنها، والبعض أصبح شبه مدمن عليها، وفيها يشارك المسؤول والمواطن العادي والشباب من مختلف الأعمار، لكنها تبقى في إطار التواصل الاجتماعي بما في ذلك التواصل من سلبيات وإيجابيات، بالتأكيد لا مانع من استخدام الصحف لها وسيلة لنشر أخبارها، لكن تبقى الصحف هي المصدر الرئيس لهذه الأخبار، وتبقى المواقع الإلكترونية التابعة لها في حال تطويرها، هي الوسيلة الأفضل للحفاظ على مهنية ورسالة الصحافة.

منذ أيام بسيطة استشاطت مريم بن فهد غضباً، وتوترت بشدة بعد أن هاجم المنتدى مجموعة من المغردين، فأخبرتها أن ذلك أمر عادي لا يمكن مواجهته في ظل انعدام سقف المسؤولية، وغياب القيود المهنية والقانونية، لكن يمكن مواجهته بتطوير محتوى الصحافة وإبقائها في دائرة اهتمام الناس، حتى يفقد هؤلاء الناس ثقتهم بالمغردين السلبيين.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر