مزاح.. ورماح

(هناك خطأ ما!)

عبدالله الشويخ

قائمة «فوربس» للأشخاص الـ100 الأكثر تأثيراً تتجاهلني بشكل متعمد ومستفز! كلما اقترب موعد إصدار القائمة أجهز نفسي وأبدأ توزيع كروتي التعريفية على الصحافيين، لأفاجأ بخلو القائمة مني في كل دورة، واكتفائها بوكلاء السيارات وأباطرة الاتصالات وبعض السياسيين!

كثيراً ما كنت «أُداون أستميت» نفسي ولا أعرف قيمتي الحقيقية حتى لحظة سقوط بغداد، عندما وصلني ذلك البريد الإلكتروني من الخالة «سجودة»، الذي رجتني فيه أن أكون وسيطها الوحيد لإدخال أموالها إلى الدولة، تجاهلت الإيميل لخوفي في ذلك الحين من انتقام ولديها، لكن الأمر تكرر في ما بعد بشكل ملح عندما أرسلت لي السيدة «ليلى الطرابلسي» عشرات الرسائل لأوافق على استقبال عدد من السبائك التي سترسلها باسمي، ثم تلتها طلبات عدة بالطبع من «طنط سوزان» والسيدة الأنيقة «أسماء الأخرس»، وأرملة هبرا سيلاسي، وطليقة مانديلا، كلهن لم يجدن غيري ليثقن به، وبالطبع لا أزال بانتظار بريد (أم أحمد) الذي سيصلني من اليمن السعيد في أي لحظة! أنا الصدر الحنون لجميع المطلقات والأرامل وزوجات الديكتاتورية ومحنطات المتاحف!

استمرار تدفق ما يعرف بالبريد المزعج، وبدء تشكله ظاهرةً تخص المواطنين والمقيمين في الدولة، له دلالات عدة، اقتصادية واجتماعية، ولكن أهمها أنه ينجح! و إلا لكان قراصنة النت قد ملوا منذ زمن بعيد، كل بضعة أيام يتصل بك أحدهم وفي صوته الرجاء أن تؤكد له أن البريد الذي يقول إنه قد فاز بملايين عدة صحيح، بالطبع فإن إغلاق الهاتف في وجهه سيعطيه الجواب، ولكنها النفس البشرية التي لاتزال تبحث عن الفرص، وفي الطرف الآخر هناك من يبحث عن المغفلين!

بالطبع الأمر يتطور إلى إرسال ملف ومن ثم سرقة معلوماتك الشخصية وأرقام بطاقتك وشراء بضعة أمور بها، وقد حدثني أحد محترفي السرقة التائبين، عبر النت، أنه لم يتب إلا عندما سرق إيميل حبيبته ذات يوم للتلصص عليها، وصدمه أن كلمة سرها كانت عبارة عن اسمه! وعندها فقط صحا الضمير!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر