من المجالس

البحرين ليست في خليج المكسيك

عادل محمد الراشد

بحساب موازين القوة بين الدولة والمحتجين في البحرين، فإن دخول طلائع من قوات درع الجزيرة الخليجي إلى المملكة الواقعة في قلب الخليج العربي، موقعاً ووجداناً، لا يحمل مضامين عسكرية وأمنية بقدر ما فيه من موقف سياسي أراد أن يؤكد أن الأمن القومي العربي في هذه المنطقة وحدة واحدة لا تقبل القسمة على ستة، ولا أقل من ذلك ولا أكثر. فلا يمكن الاستفراد بدول المنطقة بـ«القطاعي» بتسخين الوضع في مكان وتبريده في مكان آخر، حتى يصل إلى نهاية الثور الأبيض! وبعد أحداث البحرين لم تعد الرؤية مشوشة تجاه أطماع القريب قبل البعيد، وبعد أن أصبحت الأوضاع في العالم العربي محل تدخّل سافر من كل من هبّ ودبّ، تحت مظلة الأسرة الدولية والمصالح الدولية والإقليمية، صار على الدول العربية أن تعيد قراءة ما خبأته في أدراج حكوماتها وجامعتها وسائر منظماتها القومية من مواثيق واتفاقات تتعلق بمفهوم الأمن العربي. دخول مؤسسة مجلس التعاون الخليجي على خط الأزمة في البحرين جاء ليؤكد للخارج، الإقليمي والدولي، ونتمنى أن يذكر الداخل الخليجي والعربي، بأن هذه المملكة الصغيرة جزء من الكيان العربي الخليجي الكبير الذي يمتد من الخليج إلى البحر الأحمر، ومن تبوك إلى صلالة، ويتمتع بكتلة سكانية تزيد على 30 مليون مواطن، وتجمعها من القواسم المشتركة ما يجمع بين أفراد البيت الواحد. وبالتالي فإن التضحية بإحدى غرف هذا البيت تصبح ضرباً من الانتحار الوجودي قبل السياسي والأمني. وإذا كان لابد من موقف حازم، تمثل في دخول مؤسسة مجلس التعاون في صلب الأزمة البحرينية، فإنه قد آن الأوان لأن تقتنع دول المجلس بتطوير هذا الكيان، والتخلي عن وهم الدولة الأمة الذي فرض واقعاً تجزيئياً في الـ30 سنة الأخيرة، وتتجه بخطوات نوعية نحو تحقيق وحدة خليجية حقيقية، تستطيع أن تقطع كل إصبع يمتد إليها، كما قال وزير الخارجية السعودي.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر