من المجالس

المركز الأخير أفضل.. أحيانا

عادل محمد الراشد

المركز الأول لا يكون دائماً علامة نجاح، وحاملو لواء هذا المركز ليسوا بالضرورة من السعداء أو الفخورين، فالكثير من الفاشلين أو التعساء يقفون في أول الصف، ولكنه صف الفشل أو التعاسة أو المرض أو التخلف أو الفساد على اختلاف أسمائه، وهناك شعوب أو أفراد تكيفت مع هذا النوع من «التفوق» السلبي، أو وصلت إلى قناعة بأنها لا يناسبها سوى تلك الصفة. وهناك أفراد، أو دول صاحبة رصيد من النجاحات والتفوق الإيجابي، ولكنها لا تسلم من الوقوع في شرك المراكز الأولى على إحدى قوائم التعاسة أو الفشل، إما في شكل ضريبة لابد منها على النجاحات التي تحققها، وإما لسوء في التقدير، أو تجاهل لخطورة إهمال تلك الأخطار والمطبات على رصيد المنجزات.

لذلك فإن احتلال دول مجلس التعاون المراكز الأولى عالمياً (الإمارات الثانية) في تفشي مرض السكر، وجلوس الإمارات في مقدمة الدول الخليجية في عدد حالات الطلاق، والمزاحمة على المركز الأول في عدد النساء المهددات بالإصابة بمرض هشاشة العظام، وتحقيق أرقام قياسية عالمية في عدد إصابات أمراض السرطان.. هو بالتأكيد تسجيل مراكز أولى في المؤخرة يشكل تحدياً لكل الإنجازات التي حققتها الدولة في مجالات عديدة، وفي فترات قياسية أبهرت بها العالم. فأين يمكن وضع هذه الإخفاقات التي يتم الاعتراف بها بكل ثقة وإحساس بالمسؤولية، هل في خانة الضريبة التي لا مفر منها لمسابقة العصر، أم في خانة الإهمال الذي سببه الاستلاب من قبل الاقتصاد على حساب الجوانب الأخرى لأسباب التقدم؟ أو هو مجرد سوء تقدير قلب معه الحسابات وخلط الأولويات حتى صارت النتائج لمن يتمتع بنعمة البصر أكبر وأوضح من عين الشمس؟

العلامات الكاملة التي تحققها دولتنا في العديد من المجالات تجعلنا نتفاءل بتغير في المراكز لمصلحة السعادة والصحة وليس العكس.

adel.m.alrashed@gmail.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر