‏أبواب‏

‏«الخليج السينمائي» شاشة للحلم‏

علي العامري

‏‏دورة بعد دورة، يغدو مهرجان الخليج السينمائي في دبي فضاء للمشتغلين في السينما، خصوصاً الشباب منهم، في الإمارات وفي عموم دول الخليج العربي.

هذا الفضاء الذي يتسع أكثر في كل عام، ليصبح بمثابة «مختبر إبداعي»، من خلال عرض تجارب شباب يحاولون التعبير بلغة الفن السابع، علاوة على «الاحتكاك» مع تجارب سينمائية متقدمة، واثارة جدل صحي حول هموم السينمائيين في المنطقة، والتي كانت «غائبة» عن الفعل السينمائي لعقود عدة.

يحسب للدورة الثالثة من المهرجان أنها أتاحت المجال أمام شباب طموحين، ولكن يلزم كثيراً منهم امتلاك أدوات صناعة فيلم، علاوة على التمويل.

وصار المهرجان «شاشة من لا شاشة لهم»، فمن مختلف دول الخليج والعراق أتى سينمائيون «مدججون» بالأمل والأفلام. وللمرة الأولى يحضر 26 مخرجاً من العراق نفسه، الذي ينزف يومياً نتيجة الاحتلال وتوابعه وزوابعه، في حين كان كثير من العراقيين يأتي من «أرض المنافي». هذه المرة أتوا من الجرح نفسه، ليقولوا كلمة، ويعرضوا حال بلد مدمى، أهله يمشون يومياً بين ضفتن من ألم وأمل.

ويحسب للمهرجان أتاحته فرصة لأفلام تحفر في «المسكوت عنه»، ويحسب له أيضاً إتاحة المجال لمخرجات خليجيات يصل عددهن في الدورة الحالية إلى 15 مخرجة شابة يقدمن 29 فيلماً تتناول ظواهر وهموم في مجتمعاتهن.

وكان فيلم «أششش» الإماراتي صرخة جريئة، لم يسكت على «المسكوت عنه»، إذ يناقش ما يسمى ظاهرة المسترجلات (البويات). وأكدت مخرجتا الفيلم شما بونواس وحفصة المطوع ومديرة التصوير شهد خالد وفريق التمثيل، صدف التي تخوض تجربة فيلم للمرة الاولى، وراية العامري وديما عياد، أنهن عانين ضغوطاً عدة لإيقاف مشروعهن، لكن بإصرار تحدين الظروف الصعبة، حتى انهن تكفلن بإنتاج الفيلم من جيوبهن، ما يطرح موضوع التمويل مجددا، خصوصا أن رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، أكد مرارا وتكرارا، أن صناعة سينما خليجية تتطلب توفير دعم كاف، ومن غير ذلك سيبقى الامل بإنتاج افلام «مكانك سر».

وفي جانب مكمل، طالب مدير المهرجان مسعود أمر الله بإنشاء معاهد وكليات للسينما في دول الخليج، لإعداد الموهوبين الشباب، معرفيا وفنيا. كما طالب في سنوات سابقة، هو ومهتمون بالشأن السينمائي، بإنشاء نوادٍ للسينما لتأسيس ثقافة سينمائية جديدة لدى الجمهور، يصبح فيها الفيلم مصدرا جماليا ومعرفيا، لأنه من دون ذلك سيبقى الهواة هواة، ما لم يهجروا «الكاميرا والشاشة».

ali.alameri@emaratalyoum.com

تويتر