‏أبواب‏

‏عن الهوية الإعلامية‏

ميره القاسم

‏جميل.. ما طالب به أعضاء المجلس الوطني المؤسسات الإعلامية بنسبة توطين تساعد على نقل الصورة الحقيقية للوطن بكل تفاصيلها وخفاياها، فقلة العنصر المواطن في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع.. ضئيلة جداً.. ولا تخفى حقيقتها على أحد.

وعلى اعتبار أن الإعلام بكل وسائله يمثل روح الدولة، ويعبر عن هويتنا، فمن الطبيعي أن يمثل هذا الإعلام أبناء الوطن، لأنهم الأقدر على نقل أفكارنا وهمومنا وأحلامنا والتعبير عن منجزاتنا ووجودنا على خريطة الإبداع العالمي، فالإمارات اليوم أصبحت قِبلة العالم في الفن والأدب والثقافة والعديد من الأوجه الإبداعية الأخرى التي جعلتنا في الصدارة، كما تشير الرؤى الاستراتيجية المستقبلية للدولة.

والغريب على صعيدنا المحلي أن نجد الصورة مقلوبة ومخالفة لكل التصريحات المعلن عنها في المؤسسات المعنية بالأمر، تلك التصريحات التي ملأت دنيانا أحلاماً وطنية.. فالمسيطر على الواقع الإعلامي غير «أهل مكة» باعتبار أنهم أدرى بشعابها، وعلى الرغم من الدعوات التي تطلق هنا وهناك من أجل تشجيع أبناء الوطن على شغل مواقع فيه، فلابد أن تكون النيات طيبة.. بحيث تترجم هذه الدعوات إلى واقع عملي ملموس ونرى بأعيننا الكفاءات الوطنية تطل علينا في كل وسائلنا الإعلامية.

وحتى ندخل المستقبل ونحقق هذه المعادلة ، علينا أن نشجع الخريجين وأصحاب الميول الإعلامية الموهوبة ونفتح لهم جميعاً أبواب المؤسسات الإعلامية للتدرب واكتساب الخبرات، ومن ثم تثبيتهم في مواقعها المتعددة.

وإذا كنا جادين في هذا الأمر أيضاً فعلينا أن نتفرد بإعادة صياغة هوية إعلامية مختلفة متميزة، وذلك لن يتأتى إلا بإكساب الإعلامي كل مهارات اللغة العربية بما يحقق أصالتنا، حيث لا يخفى على أحد أن هناك معاناة بشكل عام في الإعلام العربي تتمثل في ضعف الكثير من الإعلاميين في نطق اللغة العربية.

كما أنه من الضروري أن نعتني عناية تامة بإنشاء أكاديميات عالمية متخصصة على مستوى علمي ومهني كبيرين من أجل تدريب الذين يرغبون في الاطلاع على أحدث ما وصل إليه الإعلام الحديث، وبالتالي سنعد بهذا الشكل جيلاً من الإعلاميين قادراً على إدارة دفة المنظومة الإعلامية الإماراتية.

وما من شك أن كل هذا يتطلب من الإماراتيين الذين يجدون في أنفسهم الموهبة الحقيقية أن يدخلوا بثقة وقوة إلى حقل الإعلام، وأن يشيدوا جدرانه على أساس متين،، وأن يعملوا ويغيروا الفكرة السائدة عن كون المواطن لا يريد أن يتعب، ويكتفي بوظيفة مريحة، ولو استطعنا أن نحرك المياه الراكدة، ونكسر تلك الحواجز التي كبّلتنا ـ مع الأسف ـ بإراداتنا الحرة، فسوف نؤدي لإماراتنا الحبيبة ديناً ثقيلاً لم نوف ولو جزءاً قليلاً منه حتى الآن.

وأخيراً.. أنا لست ضد الكفاءات الإعلامية العربية المقيمة، فالإمارات فتحت ولاتزال تفتح لها كل الأبواب للمشاركة في بناء نهضتنا الحديثة، فكل الحضارات قامت على مبدأ تبادل الخبرات، غير أنني أحلم بأن يتحمل أبناء بلدي المسؤولية حتى نحقق هويتنا التي نطمح إليها جميعا، وأن تكتمل بجهد أبناء هذا الوطن.‏

wahag2002@hotmail.com

 

تويتر