‏‏

‏أقول لكم‏

محمد يوسف

‏‏بلادنا مرغوبة عند كثير من شعوب وأجناس العالم، فهي حلم قد ينام ويصحو بعض الحالمين بتحسين أحوالهم الحياتية والمعيشية وهم يعيشونه، ولهذا نحن مستهدفون من قبل المزوّرين والمحتالين الذين لا يعدمون الحيل المبتكرة للوصول إلى هذه الأرض، وفي المقابل تحاول أجهزتنا المعنية أن تسيطر على الموقف باستخدام الوسائل الكفيلة بكشف تلك الألاعيب والحيل، ونذكر عندما تحدثت وسائل الإعلام عن بصمة العين، وكيف تأففنا منها، ومازلنا عندما نرى تلك الكاميرا المسلطة على وجوهنا من خلف زجاج موظف الجوازات، بعضنا يبتسم لها، والبعض الآخر يكشّر عن أنيابه وكأنه يتعامل مع شبح، أما البعض الثالث، فهو ذلك المعجب بنفسه و«بكشخته»، فنراه يضبط وقفته ويمسح وجهه ويعيد ترتيب غترته، أما النساء، فأغلبيتهن تتعوذ وتتحسبن لعدم استعدادها مكياجاً وتنسيقاً، وتكاد الواحدة منهن تقتلع الكاميرا بنظرتها الغاضبة. وبالنسبة لي تعتبر كل وسائل التكنولوجيا الحديثة المستخدمة صديقة أحترمها وأقدرها، وقد زاد ذلك الاحترام، بعد أن قرأت الأرقام التي ذكرها مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي اللواء محمد المري، فهي أرقام مخيفة إذا نظرنا إلى ما يمكن أن يسببه أولئك المخالفون الذين حاولوا دخول البلاد، فهم 57 ألف شخص، فيهم، بلا شك، من أبعدوا بناء على أحكام قضائية، لارتكابهم جرائم، وفيهم من أبعدوا إدارياً، وفيهم من هم مطلوبون لهربهم من البلاد مع وجود التزامات مالية وحقوق تجاه الآخرين عليهم، وقد يكون فيهم من هم مطلوبون في قضايا تهريب وتشكيل عصابات، وقد يكون من بينهم من هو مطلوب من البوليس الدولي. وأسماؤهم وصورهم تزين القوائم السوداء، ولكنهم جاؤوا بأسماء جديدة وأشكال مختلفة، فوقفت أجهزة الكشف لهم بالمرصاد، فالعين لها بصمة، والعين لا تتغير أو تتبدل من الداخل، والمجرم لن يفقأ عينيه حتى يصل الأرض المرغوبة بشدة، وهذه الأرض تلفظ كل مجرم أو متحايل على القوانين، ولهذا ندعوكم جميعاً لتبتسموا لكاميرا الجوازات في المطارات، فهي صديقتنا وسد حماية لمجتمعنا، والصور التي تلتقطها لا تظهر للعيان، ولا يراها الغرباء أو المعجبون!

تويتر