بعد إعلان «مايكروسوفت» توقّف التحديثات الأمنية لـ «النظام» اعتباراً من 14 يناير 2020

600 مليون مستخدم لـ «ويندوز 7» معرّضون للقرصنة

خبراء نصحوا بضرورة انتقال مستخدمي «ويندوز 7» إلى «ويندوز 10» لتمتّعه بميزات أمان كثيرة. من المصدر

مع مطلع العام المقبل، وتحديداً في 14 يناير 2020، سيصبح نظام تشغيل «ويندوز 7» أكبر ثغرة أمنية في مجال تقنية المعلومات على مستوى العالم، حيث أعلنت شركة «مايكروسوفت»، أخيراً، أنها منذ ذلك التاريخ ستتوقف عن تقديم تحديثات وترقيات التأمين التي يحتاجها النظام، ومن ثم سيصبح مكشوفاً تماماً أمام المهاجمين والمخترقين.

وأوضحت «مايكروسوفت»، في بيان، أن قاعدة مستخدمي نظم تشغيل «ويندوز» في مجال الحاسبات المكتبية والمحمولة، بقطاعات المؤسسات والشركات والجهات الحكومية والأفراد تناهز حالياً ملياراً ونصف المليار جهاز، تعمل بإصدارات ونسخ مختلفة من أنظمة تشغيل «ويندوز» العريقة.

وأظهرت البيانات الخاصة بحصص كل نظام من أنظمة «ويندوز» أنه بنهاية يناير الماضي تجاوزت حصة «ويندوز 10» الـ700 مليون جهاز، فيما توزع الباقي على «ويندوز 7»، وبعض الاصدارات الاخرى القليلة الانتشار. وتعني تلك الأرقام أن ما يزيد على 600 مليون حاسب تعمل حالياً بـ«ويندوز 7».

حالة من «الاعتياد»

ووفقاً للعديد من التحليلات التي كتبها خبراء في نظم تشغيل الحاسبات الشخصية وأمن المعلومات، ونشرت عقب إعلان قرار «مايكروسوفت» ونشرتها العديد من مواقع التقنية، ومنها موقع «بي سي ورلد» و«كمبيوتر ورلد» وموقع شبكة «زد دي نت»، فإن الـ600 مليون مستخدم حول العالم، الذين لايزالون يستخدمون نظام تشغيل «ويندوز 7» على حاسباتهم الشخصية المكتبية والمحمولة واللوحية، ظلوا يرفضون الانتقال إلى «ويندوز 10» طوال السنوات التي تلت طرح النظام.

وأضاف الخبراء أنه على الرغم من أن «مايكروسوفت» تدرجت في قرارات إيقاف «ويندوز 7»، حيث بدأت بمهلة استمرت لأكثر من عام، تركت فيها الخيار مفتوحاً أمام المستخدمين للانتقال مجاناً إلى «ويندوز 10»، واستمرت خلالها في تقديم التحديثات البرمجية اللازمة لـ«ويندوز 7» والدعم الفني الكامل له، ثم أوقفت التحديثات مع استمرار الدعم الفني، والدعم الأمني، وبعدها أوقفت التحديثات البرمجية والدعم الفني، وأبقت على التحديثات الأمينة فقط، لتعلن أخيراً قرارها بإيقاف التحديثات الأمنية تماماً في 14 يناير المقبل، ما يعني أن «ويندوز 7» سيكون قديماً وفاقداً للدعم الفني أثناء التشغيل، ومكشوفاً أمنياً بصورة كاملة.

وبيّن الخبراء أن تباطؤ الكثيرين في التخلي عن «ويندوز 7»، حدث بسبب اعتيادهم على هذا النظام، الذي بات بالنسبة لهم حالة من «الاعتياد» ثم الحنين للماضي، التي تجعلهم لا يرغبون في التحول عنه، وهي حالة معروفة في تاريخ التقنية، إذ حدثت من قبل مع بعض المنتجات العديدة، من بينها «ويندوز 95»، الذي ظل الكثيرون متعلقين به لفترة طويلة.

حاجة ملحّة

وفي هذا السياق، قال خبير أنظمة الحاسبات، ديفيد جيويرتز، الذي نشر تحليلاً حول هذه القضية في «زد دي نت»، إن الحاجة باتت ملحة حالياً للانتقال من «ويندوز 7» إلى نظام تشغيل آخر مصحح بالكامل، وليس الى نظام يتلقى دعماً أمنياً من وقت لآخر، لأن الجهات الفاعلة التابعة للمجرمين والمهاجمين أصبحت على دراية وثيقة بعيوب «ويندوز 7»، مضيفاً «إذا كنت تعمل على نظام تشغيل (ويندوز 7) بعد يوم 14 يناير 2020، فهذا يعني أن جهازك لم ينكسر أمنياً فقط، بل أصبح فراغاً أمنياً عملاقاً مفتوحاً امام المهاجمين».

وأاوضح أن جهازاً مصمماً للعمل مع «ويندوز 7» سيكون عمره سبع سنوات على الأقل، وهذه الفترة تعادل 50 عاماً في عمر الأجهزة الأخرى خارج عالم التقنية، فكل عنصر من عناصره الداخلية كالمعالج ووحدات الذاكرة الالكترونية ووحدات التخزين وشرائح الشبكات، وغيرها، شهدت تطورات ضاعفت قدرتها في السرعة والكفاءة مرتين على الأقل سنوياً.

ميزات أمان

وبيّن جيويرتز أنه في المقابل يتمتع «ويندوز 10» بميزات أمان جوهرية وكثيرة، أفضل بكثير مما هو موجود في «ويندوز 7»، معتبراً أن ذلك منطقي، لأنه عندما عرضت «مايكروسوفت» نظام «ويندوز 10» كان قد أصبح لديها ست سنوات إضافية في محاربة الهجمات الإلكترونية، لم تكن موجودة لديها عند تقديم «ويندوز 7».

وذكر أنه وفقاً لما تقوله «مايكروسوفت»، فإن «ويندوز 10» جرى تصميمه بمستوى أعمق من الأمان منذ البداية، ولذلك فهو يختلف داخلياً بشكل كبير عن «ويندوز 7»، حيث تم تطويره لعالم الحوسبة الحديث، المعتمد في جوانب كثيرة منه على الحوسبة السحابية، بما تضمنه من تهديدات ومشكلات لم يكن «ويندوز 7» مهيّأً لها من الأصل، ولذلك فإن التحديثات التي جرى تضمينها في «ويندوز 10» أغلقت معظم الثغرات الأمنية ونقاط الضعف التي كانت موجودة في «ويندوز 7»، ويعرفها القراصنة والمهاجمون جيداً.

خيارات للحل

أفاد خبير أنظمة الحاسبات، ديفيد جيويرتز، بأن هناك خيارات عدة متاحة حالياً أمام من لايزالون يستخدمون نظام التشغيل «ويندوز 7»، سواء من الأفراد أو الشركات، موضحاً انه بالنسبة للأفراد، فإن أمامهم خيارين: إما البقاء على ما هم عليه، ومن ثم مواجهة الفراغ الأمني والمواجهة المفتوحة المباشرة مع قراصنة ومهاجمين تتصاعد وتزداد هجماتهم عنفاً وضرراً كل يوم، أو التخلي عن اعتيادهم على «ويندوز 7» والتحول إلى «ويندوز 10»، وهي عملية تتم مجاناً مادامت نسخ «ويندوز 7» التي يملكونها أصلية وشرعية.

وبين جيويرتز أن الخيارات المتاحة أمام الشركات والمؤسسات، تتضمن البقاء على «ويندوز 7» إذا كانت تواجه صعوبة في تغيير تطبيقاتها الانتاجية العاملة على النظام بنسخ أحدث تناسب العمل على «ويندوز 10»، مشيراً إلى أنه في هذه الحالة إما أن تواجه حالة الفراغ والانكشاف الأمني، بما يتضمنه ذلك من مخاطر عالية جداً، أو تدفع لشركة «مايكروسوفت» مقابل تأمين «ويندوز 7»، والكلفة في هذه الحالة ستكون كبيرة، ولن تقدم للجميع.

وأضاف أن هناك خياراً آخر أمام المؤسسات التي ترفض التحول لـ«ويندوز 10» بسبب الكلفة المادية، وهو التحول إلى نظام تشغيل «لينكس» المجاني مفتوح المصدر، لافتاً إلى أنه من الناحية العملية يبدو هذا الخيار صعباً ومحدود النطاق، بسبب صعوبة نقل التطبيقات الانتاجية والتجارية العاملة على «ويندوز» إلى بيئة «لينكس» المختلفة بشدة، وما يصاحب ذلك من عمليات اضطراب وعدم استقرار في العمل.

تويتر