فتحت تطبيقات «ويندوز» على «ري آكت».. وطرحت نسخة من «لينكس» لـ «إنترنت الأشياء»

«مايكروسوفت» تعتمد نظامَي تشغيل مفتوحَي المصدر للعمل مع برامجها

«ري آكت» يُعد من أقوى أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر القادرة على تشغيل برامج «ويندوز». من المصدر

أقدمت شركة «مايكروسوفت»، أخيراً، على خطوتين مهمتين وغير مسبوقتين في مجال تعاملها مع نظم التشغيل المنافسة لنظام تشغيل «ويندوز» الذي يمثل العمود الفقري لأعمال الشركة، حيث قبلت الشركة بفتح برامجها وتطبيقاتها الرئيسة العاملة مع إصدارات «ويندوز إكس بي» و«فيستا» و«ويندوز 10» و«ويندوز إن تي» و«ويندوز سيرفر» وغيرها، لتعمل على نظام تشغيل «ري آكت» المفتوح المصدر والمجاني تماماً، كما أعلنت عن طرح نسخة من نظام تشغيل «لينكس» الذي يعد أكبر منافس لـ«ويندوز»، والمخصصة لإدارة وتأمين وحدات التحكم الدقيقة التي تعمل بها أجهزة وأدوات إنترنت الأشياء.

«تغيّرات دراماتيكية»

نقاط ضعف

قال رئيس القطاع القانوني في شركة «مايكروسوفت»، براد سميث، إن نسخة «مايكروسوفت لينكس» تحاول التغلب على نقاط الضعف الأمنية الموجودة في أجهزة إنترنت الأشياء، إضافة إلى إتاحة مجال أوسع لإدارتها بكفاءة.

وأضاف سميث أن «مايكروسوفت» ستصدر رخصاً مجانية لتشغيل هذه النسخة من خلال وضعها على الشرائح الإلكترونية المخصصة للتعامل مع سحابة «مايكروسوفت» العامة العاملة على منصة «آزور».


الحديث عن البرمجيات

مفتوحة المصدر، كان

مثاراً للسخرية داخل

«مايكروسوفت»،

طوال 30 عاماً.

ووصفت مواقع تقنية عدة هاتين الخطوتين بأنهما «تغيرات دراماتيكية»، تعكس انقلاباً في الثوابت التاريخية لدى «مايكروسوفت»، لأنه لأكثر من 30 عاماً كان الحديث عن البرمجيات مفتوحة المصدر مثاراً للسخط والاشمئزاز والسخرية، بل والعقوبة داخل «مايكروسوفت»، باعتبار هذه البرمجيات النموذج الفكري والمالي والاقتصادي المعاكس والمناقض تماماً للنموذج الذي تعمل عليه الشركة، كجهة تنتج البرمجيات مغلقة المصدر التامة التصنيع المحمية بقوانين حماية الملكية الفكرية الصارمة.

لكن مع مطلع الألفية الجديدة قويت حركة البرمجيات مفتوحة المصدر، وعلى رأسها نظام تشغيل «لينكس»، وباتت تشكل تياراً واسع النطاق في صناعة البرمجيات، انجذب إليه قطاع كبير من المستهلكين والمستخدمين بالمؤسسات والشركات، وحتى على مستوى الافراد ايضاً، وشيئاً فشيئاً وجدت «مايكروسوفت» نفسها مجبرة على تغيير نهجها والتعامل مع ما كانت تعتبره مثاراً للسخرية والاشمئزاز، ومبرراً للعقوبة والطرد من الشركة، حتى انتهى بها المطاف إلى مثل هذه القرارات التي وصلت بالأمور إلى حد إقدام «مايكروسوفت» نفسها على طرح نسخ من نظم تشغيل مفتوحة المصدر، كما هو الحال مع نسخة «لينكس» المخصصة لتشغيل أدوات إنترنت الأشياء، أو فتح تطبيقاتها الرئيسة لتعمل بصورة طبيعية مع نظام تشغيل «ري آكت» مفتوح المصدر وكأنها تعمل مع «ويندوز» تماماً.

نظام «ري آكت»

وبالنسبة لنظام «ري آكت»، فإنه نظام تشغيل مجاني مفتوح المصدر، مرخّص تحت رخصة «جنو» العامة، التي تعد الاتفاقية القانونية الرئيسة أو الأكثر استخداماً في مجال البرمجيات المجانية مفتوحة المصدر، وأهم ما يميز هذا النظام أنه الأكثر شبهاً بنظام تشغيل «ويندوز»، ومن أقوى أنظمة التشغيل المفتوحة المصدر القادرة على تشغيل برامج «ويندوز»، وكذلك تعريفاته، بسبب توافقه مع «ويندوز» من حيث الفكرة والمبدأ.

وظهرت فكرة «ري آكت» للمرة الأولى عام 1996، وفي عام 2005 جرى تصنيفه ضمن نظم التشغيل المستقرة، وتم توفير واجهة خاصة به لبرمجة التطبيقات. وخلال أبريل الجاري تم طرح النسخة 0.4 من النظام، التي يمكنها العمل على أجهزة ذات مواصفات بسيطة.

غير أن الخطوة الأهم في هذا السياق أن النسخة الأحدث من نظام تشغيل «ري آكت» التي طرحت اخيراً حصلت على دعم «مايكروسوفت» من أجل تشغيل تطبيقات «ويندوز 10»، وعلى الرغم من أن هذا الأمر يعد المرحلة التجريبية، إلا أنه يمثل خطوة مهمة للغاية، لكونها تمثل فرصة لتشغيل برامج «ويندوز» جميعها في بيئة مفتوحة المصدر ومجانية يمكن الوثوق بها، مثل نظام «ري آكت».

«مايكروسوفت لينكس»

أما التطور الآخر الأكثر إثارة فهو أن يكون بالسوق نظام تشغيل يحمل اسم «مايكروسوفت لينكس»، أو نسخة «لينكس» طرحتها «مايكروسوفت» نفسها بصفة رسمية، وهو مصطلح لم يكن أحد يتخيل، حتى قبل سنوات قليلة مضت، أن يظهر ويتم تداوله.

وجرى الإعلان عن نسخة «لينكس» التابعة لـ«مايكروسوفت» في بيان صدر خلال مؤتمر عقدته الشركة في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية أخيراً، حيث قال رئيس القطاع القانوني في الشركة، براد سميث، إن «مايكروسوفت» قامت ببناء نواة «لينكس» خاصة بها، لخدمة أجهزة إنترنت الأشياء.

وأوضح سميث أن هذه النسخة الجديدة من «لينكس» ستعمل مع الأجهزة القائمة على وحدات التحكم الدقيقة التي تعرف باسم «إم سي يو»، التي تستخدم عادة في تشغيل الأدوات المنزلية والتطبيقات الصناعية، وغيرها من الأغراض المندرجة ضمن مفهوم «إنترنت الأشياء»، وعادة ما تعاني نقاط ضعف أمنية واضحة.

تويتر