من خلال حزمة تطوير برمجيات جديدة تعتزم «مايكروسوفت» طرحها الشهر المقبل

تشغيل تطبيقات «ويندوز» الـ «64 بت» على الأجهزة العاملة بمعالجات «إيه آر إم»

قرار «مايكروسوفت» يمكّن من إزالة حاجز مهم يعوق انتشار «الحاسبات الخليوية دائمة الاتصال». من المصدر

تعتزم شركة «مايكروسوفت»، طرح حزمة تطوير برمجيات جديدة، تتيح تشغيل تطبيقات وبرامج «ويندوز» التي تعمل بمعمارية «64 بت» على الهواتف المحمولة والأجهزة العاملة بمعالجات «كوالكوم» من فئة «إيه آر إم» المحدودة القدرة ورخيصة الثمن، بعد أن كان ذلك قاصراً فقط على تشغيل التطبيقات والبرامج التي تعمل بمعمارية «32 بت»، وهي خطوة من شأنها أن تزيل واحداً من أهم العوائق التي تحد من انتشار الحاسبات والأجهزة المحمولة واليدوية العاملة بنظام التشغيل «ويندوز»، لاسيما الأجهزة التي يطلق عليها «دائمة الاتصال» أو الحاسبات الخليوية، لكونها تجعل من السهل تشغيل أي برنامج أو تطبيق تابع لـ«ويندوز» بكامل طاقته وكامل أدائه بلا مشكلات. وعملياً يتم ترجمة ذلك في أن تطبيقات «ويندوز» الكبيرة التي تعمل فقط على حاسبات تعمل بمعالجات باهظة الثمن، يصبح من الممكن تشغيلها على أجهزة صغيرة تعمل بمعالجات رخيصة.

عرض ومراجعة

خطوة مهمة

تأتي أهمية الخطوة التي تعتزم شركة «مايكروسوفت» الإقدام عليها الشهر المقبل، كونها تتيح تشغيل جميع تطبيقات «ويندوز» على الهواتف والأجهزة المحمولة بأداء عالٍ دون مشكلات، كما تفتح الطريق نحو انتشار فئة «الحاسبات الخليوية المحمولة»، الجديدة التي أعلن عنها في يونيو الماضي، والتي تدمج خصائص الهاتف المحمول والحاسب المحمول دمجاً تاماً في جهاز واحد، يحقق رخص السعر وخفة الوزن وقوة الحوسبة.

وقال المدير العام للشركة، إيرين شابل، في تصريحات أدلى بها إلى موقع «إن جادجيت»، إن تلك الحزمة من أدوات التطوير ستحمل اسم «إيه آر إم 64»، مشيراً إلى أن «مايكروسوفت» ستقدم الحزمة الجديدة للعرض والمراجعة خلال مؤتمر مطوريها الشهر المقبل، وذلك لمعالجة واحد من أهم أوجه القصور في البناء الاساسي لنظم «ويندوز» العاملة على معالجات «إيه آر إم»، لتصبح قادرة على تشغيل تطبيقات الـ«64 بت»، بدلاً من الاقتصار على تشغيل تطبيقات الـ«32» بت، كما هو الحال الآن.

وأكد شابل أن «مايكروسوفت» عازمة على إنجاز هذه المهمة حتى لو تطلب الأمر بعض الوقت قبل أن ترى النتائج.

وذكر أنه للتعرف أكثر الى أهمية وجدوى هذه الخطوة، لابد من التعرف الى الطرفين اللذين تحاول «مايكروسوفت» الجمع بينهما ليعملا معاً في بيئة عمل واحدة تحت نظام «ويندوز»، وهما معالجات «إيه آر إم»، وتطبيقات «64 بت».

معالجات «إيه آر إم»

وبين شابل أن معالجات «إيه آر إم» ظهرت للعمل على الاجهزة المحمولة والاجهزة محدودة القدرات، وهي نوعية مختلفة تماماً عن المعالجات الشهيرة في مجال الحاسبات الشخصية، موضحاً أن الاختلاف مرجعه إلى أنها تعتمد على بنية معمارية خاصة بها، يطلق عليها «ريسك»، وهي اختصار لمفهوم «الحاسب القائم على مجموعة محدودة مخفضة من الأوامر والتعليمات»، بينما تعتمد المعالجات المخصصة للحاسبات الشخصية على بنية معمارية أخرى، معروفة باسم «إكس 86»، يتم فيها تشغيل المعالج بالمجموعة الكاملة من الأوامر. وأضاف أن الشركة التي طورت معمارية «ريسك» هي شركة «أجهزة ريسك المتقدمة»، المعروفة اختصاراً بـ«إيه آر إم»، ولأنها المطور والمنتج الأكبر لهذه النوعية، بات اسم «إيه آر إم» يستخدم في وصف جميع المعالجات العاملة بمعمارية «إيه آر إم ريسك»، سواء المنتجة بمعرفة «إيه آر إم» أو غيرها، في حين أن معمارية «إكس 86» تستخدمها شركات «إنتل» و«إيه إم دي» و«أبل»، وغيرها.

«64 بت» و«32 بت»

أما بالنسبة لمصطلح الـ«64 بت» والـ«32 بت»، أفاد مدير عام «مايكروسوفت»، بأنه يشير الى سعة مخزن الذاكرة داخل المعالج، مبيناً أن المعالج عبارة عن مترجم للأوامر التي يصدرها المستخدم للحاسب الذي يعمل عليه، ولهذا المترجم مخزن يقوم بتخزين المعلومات به قبل التنفيذ، ويتم تخزين المعلومات لأنه يتم إدخالها على مراحل متقطعة أو توجد في أكثر من مكان مختلف في الذاكرة، ومن ثم يعمل التخزين على تجميعها وتنفيذها بطريقة صحيحة، وعادة ما يقاس حجم المخزن وسعته بالـ«بيت».

وأشار إلى أن السعة شائعة الاستخدام تاريخياً في هذا المخزن كانت «32 بت»، أو المعالج ذا المخزن الذي يستوعب «32 بت» من البيانات، ثم ظهرت المعالجات التي تعمل بمخزن بسعة تصل الى ضعف السعة التقليدية، أي بسعة «64 بت».

وتابع شابل، لأن سعة المخزن تعتبر هي الركيزة المستخدمة في نقل البيانات بين المعالج وبقية مكونات الحاسب، فإن ذلك يعني أنه كلما زاد عدد «البتات» زادت سرعة المعالجة، وأصبح الحاسب أكثر قدرة على تشغيل التطبيقات والبرامج، فيرتفع أداؤه وسرعته، كما أنه كلما زاد عدد «البتات»، زادت قدرة الحاسب على قبول عدد كبير من وحدات ذاكرة الوصول العشوائي المؤقتة «رام»، ولذلك تستخدم معمارية «64» مع البرامج المعقدة الكبيرة التي تستهلك حجماً كبيراً من الذاكرة، وتتطلب سرعة أكبر في نقل البيانات، لذلك ظلت معمارية «32 بت» عاجزة عن العمل مع عدد «رامات» أكبر من أربعة غيغابايت، حتى لو كانت موجودة بالحاسب ومثبتة به.

وأضاف أن تأثير «32 بت» و«64 بت» لا يتوقف على المعالج فقط، وإنما يمتد الى نظام التشغيل والبرمجيات والتطبيقات العاملة عليه ايضاً، حيث إن كلاهما لابد أن يكون مهيأً للعمل مع المعالجات الموجودة في الجهاز، وعليه كان لابد من تصميم وبناء نظام التشغيل والبرامج والتطبيقات بطريقة إما تناسب العمل مع معمارية «32 بت» فقط أو الاثنين معاً.

تويتر