منصة بصرية معظم مستخدميها من الشباب والأثرياء والإناث.. ومتاحة بـ 25 لغة

«إنستغرام» وسيلة إضافية لأرباح «فيس بوك»

صورة

مع كل إعلان عن العائدات ربع السنوية لشركة «فيس بوك»، يُفصّل المديرون التنفيذيون حديثهم عن الوضع المالي للشركة للمستثمرين ووسائل الإعلام، ويتطرقون إلى الإيرادات والأرباح، والأشكال الإعلانية الجديدة، وأعداد المستخدمين عبر أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة، وحتى ما إذا كان «فيس بوك» يخسر شعبيته بين المراهقين.

ومع ذلك، يتجاوزون سريعاً تقديم تفاصيل عن نمو تطبيق «إنستغرام» الذي يتيح مشاركة الصور ومقاطع الفيديو القصيرة، مع إضافة مُرشحات جاهزة.

وكانت «فيس بوك» استحوذت على «إنستغرام» في أبريل من عام 2012 مقابل نحو مليار دولار، كما يُؤجل مسؤولو الشركة بيان خططهم الإعلانية للتطبيق، وتوجهاتهم بشأن تحقيق «إنستغرام» لأرباح مالية.

وفي يناير 2014، قال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «فيس بوك»، مارك زوكربيرغ، خلال الإعلان عن الأرباح ربع السنوية للشركة: «لا نزال نحاول تعلم الطريقة الصحية للتعامل مع هذا المنتج، وسنتحرك ببطء لاعتقادنا أن هذا هو الشيء الصحيح الذي نفعله لإنستغرام».

لكن الواقع أن «إنستغرام» أعلن في سبتمبر 2013 عن وصول عدد مستخدميه النشطين شهرياً إلى 150 مليون مستخدم. وضمن بيان الأرباح الأخير من «فيس بوك» وردت إشارة إلى وصول العدد إلى 180 مليون مستخدم مع نهاية عام 2013 ارتفاعاً من 90 مليون أواخر عام 2012. ويُشير ذلك إلى نمو استخدام «إنستغرام» الذي يمزج اسمه بين «إنستانت كاميرا» أو الكاميرا الفورية و«تليغرام» أو برقية، حتى إن تقريراً نشرته صحيفة «ذا نيويورك تايمز» الأميركية، شبّه نمو التطبيق بشجرة الفاصوليا في الحكاية الخيالية «جاك وشجرة الفاصوليا»، إذ نمت الشجرة السحرية لارتفاع كبير من دون عناية.

ويبدو النمو السريع لتطبيق «إنستغرام»، في سرعة زيادة أعداد مستخدميه، مقارنة مع الشبكات الاجتماعية الأخرى؛ إذ استغرق نصف الوقت الذي احتاج إليه «تويتر» للوصول إلى رقم 150 مليون مستخدم، كما حقق ذلك في فترة تقل عن «فيس بوك» بعامين، وفق دراسة حديثة أجرتها شركة «إل 2» لتقييم وضع شركات تجارة التجزئة على الإنترنت.

وبحسب نتائج الدراسة، فإن معظم مستخدمي «إنستغرام» من الشباب والأثرياء والإناث، كما أن 58% منهم يستخدمونه يومياً، وبالمقارنة مع «بنترست» وهو موقع اجتماعي آخر يعتمد على نشر الصور وسبق «إنستغرام» بستة أشهر، فلدى «بنترست» حالياً ثلث عدد مستخدمي «إنستغرام»، 23% منهم فقط يستخدمونه بمعدل يومي. كما أن «إنستغرام» بتوفيره إمكانية مشاركة مقاطع الفيديو بطول 15 ثانية، وهو ما يُلائم الإعلانات، حقق تفوقاً كبيراً على خدمة «فاين» من «تويتر» لمشاركة مقاطع الفيديو حتى ست ثوانٍ.

وإضافة إلى ذلك، فإن 60% من مستخدمي «إنستغرام»، المُتاح بـ25 لغة، يأتون من خارج الولايات المتحدة، وبعكس مواقع اجتماعية أخرى، فإنه يُسمح باستخدام الموقع في الصين، ويشارك مستخدموه الصور في خدمة «ويبو»، المقابل الصيني لموقع «تويتر»، وحتى في الدول العربية يُقبل كثيرون على استخدام «إنستغرام»، ويعتمد عليه بعض المستخدمين في الكويت للتسويق لبضائع مختلفة من الأغنام إلى الأغراض المستعملة.

ويصل الوقت الذي يقضيه كل مستخدم شهرياً في «إنستغرام» إلى 257 دقيقة، وينشر مستخدمو التطبيق 1000 تعليق، ويضعون 8500 إعجاباً، أو «لايك»، في الثانية الواحدة، وفق بيانات دراسة «إل 2».

وقال مؤسس شركة «إل 2» وأستاذ التسويق في «كلية ستيرن لإدارة الأعمال» بجامعة نيويورك، سكوت جالاوي: «يمكنك القول إن (إنستغرام) أقوى منصة للإعلام الاجتماعي في العالم حالياً».

وعلى الجانب المتعلق بإمكانات تحقيق «إنستغرام» للعائدات في المستقبل، فبالفعل يتزايد إقبال مئات من أهم العلامات التجارية في العالم لجذب اهتمام المتعاملين لمنتجاتها، منها دور أزياء مثل «غوتشي»، و«مايكل كورس»، ومتاجر التجزئة مثل «غاب»، و«مايسيز».

وشملت دراسة «إل 2» 250 علامة تجارية تُصنف ضمن العلامات المتخصصة في المظهر مثل شركات الأزياء والمجوهرات والأثاث.

لكن اهتمام «إنستغرام» بالتسويق يظهر فيما نشرته الأسبوع الماضي من نصائح للمُسوقين، منها الاستفادة من الموضوعات المحيطة بعلامتهم التجارية كما فعلت شركة «نايكي» بوسم عن الجري، وكذلك إظهار رؤية شركتهم للعالم مثل الصور التي نشرتها شركة «جنرال إلكتريك» لمحركاتها النفاثة ومزارع الرياح.

ومع الاختلاف في تقييم «إنستغرام» كأقوى المنصات الاجتماعية، إلا أن نجاحه الواضح في الربط بين العلامات التجارية ومشجعيهم أمرٌ مثير للاهتمام، ولاسيما بالنظر إلى منع «إنستغرام» نشر الروابط مع الصور، واتجاهه إلى اختبار الإعلانات ضمن خلاصات الصور في شهر نوفمبر الماضي فقط.

وإذا تمكن «إنستغرام» من تحويل هذه القوة إلى مجال الإعلانات والتجارة الإلكترونية، فسيتحول إلى مصدر مهم للأرباح، وتتوقع دراسة شركة «إل 2» الأميركية، أن يجني «إنستغرام» ما يراوح بين 250 مليوناً و400 مليون دولار إيرادات خلال العام الجاري.

من جانبها، ترى شركة «أولابيك» الأميركية أن «إنستغرام» يُحقق بالفعل عائدات للعلامات التجارية. وتساعد «أولابيك» شركات، منها «أميركان إيغل أوتفيترز» و«ويست إلم» و«لانكوم»، على البحث وتصنيف صور منتجاتها التي يلتقطها المستخدمون العاديون؛ لضمها إلى الصور الاحترافية التي تعرضها في مواقعها على الإنترنت. وتزيد إضافة مثل هذه الصور للمواقع، عدد زوار الموقع الذين يشترون بنسبة تراوح بين 5 و7%، كما ترفع متوسط قيمة طلب الشراء بنسبة 2%.

وقالت نائب الرئيس لتسويق العلامة التجارية والعلاقات العامة في «ويست إلم»، أبيجال جاكوبس، إن شركتها عملت مع «أولابيك» لجذب صور المستهلكين على «إنستغرام» عبر الوسم #mywestelm في سبتمبر 2013. وتعرض حالياً الشركة المتخصصة في الأثاث المنزلي، على موقعها على الإنترنت، قسماً مخصصاً لصور المستخدمين مُقسمة بحسب غرف المنزل، كما ستختار بعضها لضمها إلى دليلها المطبوع.

وأشارت جاكوبس إلى الشعبية الكبيرة التي حظيت بها الحملة.

واعتبر جالاوي، من شركة «إل 2»، أن «إنستغرام» يُمثل تهديداً من ناحية عائدات الإعلانات لكل من موقع التدوين المصغر «تويتر» الذي يقوم على فكرة نشر نصوص لا يتجاوز طولها 140 حرفاً، ولمنصة التدوين «تمبلر» التي استحوذت عليها «ياهو» العام الماضي. وأوضح رأيه في أن المنصات البصرية ستكون أكثر جاذبية للمعلنين، وهو ما يعود إلى كيفية تفاعل البشر مع الصور على نحوٍ غريزي، وقال جالاوي: «نستوعب المعلومات البصرية 50 مرة أسرع من النص، إذ تصل البصريات مباشرةً إلى قلوبنا».

 

تويتر