المعارضون يرون أنه يقلل عمر البطارية ويرفع حرارة الهاتف.. والمؤيّدون اعتبروها ادعاءات

تجدّد الجدل حول أضرار الشحن اللاسلكي على الأجهزة والصحة

«أبل» اعتمدت أخيراً تقنية «كيو آي» للشحن اللاسلكي للهواتف والأجهزة المحمولة. من المصدر

على الرغم من إعلان شركة «أبل» الأميركية، أخيراً، عن اعتمادها تقنية «كيو آي» للشحن اللاسلكي للهواتف والأجهزة المحمولة، التي دعمها تحالف الشحن اللاسلكي العالمي، إلا أن هذا القرار لم يحسم الجدل حول الأضرار التي تسببها الشواحن اللاسلكية للهواتف المحمولة وبطارياتها، كما لم يدفع بالطمأنينة إلى العديد من الجهات والمنظمات المسؤولة عن سلامة وجودة المنتجات ويجعلها تقبل بالشحن اللاسلكي كتقنية آمنة تماماً بالنسبة للإنسان والأجهزة نفسها.

«صراع البقاء»

أفاد تقرير موقع «كمبيوتر وورلد» بأن قبول شركة «أبل» الأميركية رسمياً بتقنية «كيو آي» التي يدعمها تحالف الشحن اللاسلكي العالمي، وما فعلته قبلها شركة «سامسونغ» وشركات أخرى، أشعل حالة من «صراع البقاء» بين صناع ومنتجي الشواحن السلكية المعتادة والتقليدية، والشواحن اللاسلكية الجديدة بأسلوبها المختلف في العمل، بحيث بات الطرفان يدركان أن الأمور ستتجه عاجلاً أو آجلاً إلى عالم لا يسعهما معاً، ومن ثم يشتعل الجدل.

فقد خرجت في الآونة الاخيرة تقارير وبحوث تشير إلى مخاطر وأضرار الشحن اللاسلكي على الهواتف وبطارياتها، وكيف أنها تعمل على رفع حرارة الهاتف بدرجة قد تعيق استخدامه اثناء الشحن، فضلاً عن تسببها في تدهور عمر البطارية وتلفها، لكن المؤيدين اعتبروها ادعاءات غير صحيحة.

واستعرض تقرير لموقع «كمبيوتر وورلد» هذه القضية، ووصف الجدل القائم حالياً حولها بأنه أشبه «بحمى من الشائعات والمعلومات، والمعلومات المضادة»، التي قسمت الرأي العام في صناعة تقنية المعلومات والاتصالات مجدداً بين مؤيد ومعارض لفكرة استخدام الاتصالات اللاسلكية قريبة المدى كوسيلة أو طريقة لنقل الطاقة وشحن الاجهزة المختلفة بها.

مجالات أخرى

ومن الجوانب المهمة التي أكد عليها خبراء في التقرير، ومنهم خبير البطاريات في الهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة، شتيفان شوير، أن القضية ليست الهواتف المحمولة فقط، بل هي قضية الشحن اللاسلكي في مجالات أخرى عديدة، قائلاً إن «مصنّعي السيارات، مثلاً، قفزوا إلى المركب نفسه وبدأوا بتوفير شواحن لاسلكية في بعض السيّارات لتسهيل العملية قدر الإمكان، كما أن بعض الفنادق العالمية إلى جانب المقاهي والمطاعم، فعلت الشيء نفسه، بحيث أصبح الزبون قادراً على الدخول إلى مكان ما للاستمتاع بكوب من القهوة وبشحن مجّاني سريع لهاتفه دون قلق حول أسلاك التوصيل ومُلاءمتها لهاتفه».

أضرار

ومع اتساع دائرة استخدام الشواحن اللاسلكية، جاء الرد من الجانب الآخر، وبدأ البعض يتحدث عن أضرار الشحن اللاسلكي، إذ أوضح المعارضون أن التيار الكهربائي ينتقل عبر حقل كهرومغناطيسي يمر التيار فيه، فالشاحن اللاسلكي يقوم ببثّ الطاقة لتقوم المُستقبلات الموجودة على الجهاز الذكي باستقبالها. واضافوا أن وجود الهواء وصفائح ولفائف معدنية داخل تلك الأجهزة يؤدّي بشكل أو بآخر إلى ضياع جزء من الطاقة وتحوّلها إلى طاقة حرارية، وهذا يُفسّر أولاً بطء سرعة الشحن لاسلكياً مُقارنة بسرعة الشاحن العادي، وثانياً سبب ارتفاع درجة حرارة الجهاز أثناء وضعه على الشاحن اللاسلكي في بعض الأوقات، وفي نهاية المطاف تبلور الحديث حول أضرار عدة أبرزها، أن الشواحن اللاسلكية تصدر إشعاعات تؤذي صحة الإنسان، كما أن هذه الشواحن تتسبب في النفاد السريع لبطارية الأجهزة الذكية، فضلاً عن أنها تتسبب في تقليل عمر البطارية ككل، إضافة إلى أن الشواحن اللاسلكية تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الاجهزة التي تشحنها بصورة كبيرة، ربما تعيق أو تمنع استخدامها أثناء الشحن.

ادعاءات

ووفقاً لتقرير «كمبيوتر وورلد» لم يقف المؤيدون للشحن اللاسلكي مكتوفي الأيدي أمام هذه الادعاءات، واعتبروا أن ليس لها أساس من الصحة، وتخالف القواعد العلمية التي قام عليها مفهوم الشحن اللاسلكي، وتعتبر من الحقائق المعروفة للجميع.

وبينوا أنه في ما يتعلق بالتسبب في رفع درجة حرارة الأجهزة أثناء الشحن، فإن جميع الشواحن اللاسلكية مزودة بأنظمة لإدارة عملية الشحن اللاسلكي، تتضمن دوائر حماية لمنع إرسال شحنات كهربائية كبيرة لا يُمكن استقبالها، وبهذه الحالة تُصبح فكرة ارتفاع درجة حرارة الجهاز نادرة الحدوث، أو لا تحدث أصلاً.

أما موضوع نفاد البطارية بسرعة أكبر، فأكد المدافعون عن الشحن اللاسلكي أنه غير صحيح، حيث إن نظام إدارة الطاقة في البطارية واحد بغض النظر عن مصدر التزوّد بها.

لكن أوضحوا أن ما يحدث في بعض الأوقات هو تراجع نتيجة لاستخدام وآلية شحن خاطئة، فالمستخدم ولسهولة الشحن يترك هاتفه كلّما سنحت له الفرصة على صفيحة الشحن اللاسلكي، وهذا يعني بقاء الهاتف على نسبة 100% طوال الوقت تقريباً.

وبالنسبة للأضرار على صحة الإنسان، أفاد المدافعون بأن هذا ادعاء ليس بجديد، فقد سبق القول إن الهواتف الذكية نفسها، وليس الشحن اللاسلكي فقط، يسبب الإشعاعات الضارة للإنسان، والبعض ربط بشكل خاطئ بين استخدامها وبين الإصابة بمرض السرطان، وهذه ادعاءات لا أساس لها من الصحّة.

وأضافوا أن الأمر نفسه تكرّر مع الشواحن اللاسلكية، رغم أن جميع الحقائق العلمية التي تستند إليها فكرة الشواحن اللاسلكية تؤكد عدم وجود ذلك أبداً، مشيرين إلى أن أجهزة الشحن اللاسلكية تمنع انبعاث تلك الإشعاعات بالأساس عبر استخدام مواد خاصّة.

تويتر