يرصد حركة الهيكل العظمي للمستخدم.. ويحولها إلى أوامر تنفذها الأجهزة من حوله

«بيكولو».. مساعد رقمي «رؤيوي» للتحكم في أجهزة المنزل الذكي

«بيكولو» لا يرى الصورة كما هو معتاد في الكاميرات العادية وإنما يراقب فقط حركة الهيكل العظمي للمستخدم. من المصدر

تعتبر المساعدات الصوتية الرقمية المنزلية أكثر الأشياء حداثة وجذباً في مجال المنازل الذكية ، إذ إنها تجعل المستخدم يتحكم في كل شيء بالمنزل عبر شبكة «واي فاي»، لكن في ما يبدو أنها لن تظل طويلاً هي الأكثر حداثة، حيث يوجد جهاز جديد قادم يطلق عليه المساعد الرقمي «الرؤيوي»، يمكنه رؤية إيماءات ولفتات وحركات من يعيشون في المنزل، ويدركها ويفهمها، ويترجمها لأوامر وتعليمات تدير وتتحكم في الأجهزة المنزلية من حوله.

• المساعد الجديد عبارة عن كاميرا شديدة الذكاء مزودة بنظام «الرؤية بالحاسب».

• لا منافسة.. ولا خطر

أكدت الشركة المطورة لـ«المساعد الرؤيوي» الجديد أن «بيكولو» لن يكون بديلاً أو يحل محل المساعد الصوتي الرقمي داخل المنزل، ولن يتنافس مع المساعدات الرقمية الصوتية الأخرى، مثل «غوغل هوم»، و«أمازون إيكو»، و«أبل هوم»، وغيرها، وإنما سيكون جزءاً مكملاً لها، يخفف عنها بعض الضغط عبر قيامه بفهم وتنفيذ الأوامر، التي يمكن رصدها وفهمها من خلال الرؤية، وتتبع وتحليل الحركة، لتتفرغ المساعدات الصوتية الرقمية للتعامل مع الأوامر والأشياء الأرقى، التي تحتاج إلى تفاعل عبر الصوتي.

كما أكدت أن «بيكولو» آمن تماماً من الناحية الصحية، إذ إنه لا يستخدم الأشعة السينية، أو أي شيء ضار بالجسم في تتبع حركات الهيكل العظمي، وتصوير وضعياته وحالته، بل يستخدم تقنيات آمنة تماماً.

جاء ذلك في تقرير نشره موقع «تيك كرانش»، أخيراً، إذ كشف أن فكرة «المساعد الرؤيوي» وليس «الصوتي»، وراءها شركة ناشئة في «وادي السيليكون» الأميركي، أسسها مارلون ميسرا ونيل رينا، قبل أشهر عدة، ويعمل معهما فريق من المهندسين في البرمجة والحاسبات ونظم التحكم، وذلك بعد تخرجهما في برنامج تدريبي مكثف في مجال نظم القيادة الذاتية للمركبات، نظمته شركة «أوديستي» للتدريب المتقدم خلال عام 2016، مشيراً إلى أن الشركة تعمل الآن على نموذج تجريبي للمساعد الجديد، وتسعى إلى الدخول في جولات تمويل، للحصول على الأموال الكافية للاستثمار في هذا المجال الواعد.

«بيكولو»

وأوضح التقرير أن مؤسسي الشركة أطلقا على «المساعد الرؤيوي»، الجاري تطويره، اسم «بيكولو» وهي شخصية شهيرة في المسلسل الكرتوني الياباني «دراجون بول»، تتصف بالقوة المتوسطة والذكاء الشديد، لافتاً إلى أن هذه المحاولة ليست الأولى من نوعها في مجال تتبع الحركة، وتحليلها وتحويلها إلى بيانات يمكن ترجمتها إلى أوامر، وإنما كانت هناك محاولة قامت بها شركة تدعى «موشن لييب»، حاولت من خلالها رصد حركات اليد، وترجمتها إلى أوامر تنفذها أجهزة ذكية متصلة عبر شبكة.

وبين تقرير «تيك كرانش» أن المساعد «بيكولو» عبارة عن كاميرا عالية التحديد والوضوح، تعمل من خلال نظام يقوم على علوم الرؤية بالحاسب والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وخوارزمية متقدمة «نموذج رياضي»، إذ تنضوي كل هذه الأشياء لتشكل كياناً تقنياً واحداً، يجعل الكاميرا شديدة الذكاء، وقادرة على تتبع ورصد حركة الهيكل العظمي للإنسان، التي تصاحب ما يقوم به من إشارات وإيماءات ولفتات، لفهم هذه الأشياء جميعها وتحويلها إلى أوامر محددة، يمكن نقلها إلى الأجهزة المنزلية المحيطة بالكاميرا، والتي تقع في نطاق كادر الصورة المصوبة إليه، سواء كانت هذه الأجهزة صغيرة أو كبيرة، طالما أنها الشيء الذي تستهدفه الإشارة أو الالتفاتة، أو الحركة التي يقوم بها الشخص الذي يظهر في الكادر.

مراقبة فقط

وأضاف التقرير أن الكاميرا لا ترى الصورة كما هو معتاد في الكاميرات العادية، فتظهر فيها الأجسام والأشياء بتكويناتها وألوانها وأحجامها الطبيعية، بل هي تراقب فقط حركة الهيكل العظمي للمستخدم أو الشخص الذي يظهر في كادر الصورة، ومن يقم بمراجعة وتحليل ما تسجله الكاميرا يجد فقط تحركات هياكل عظمية للبشر الذين يدخلون في الكادر لا أكثر، دون أي تفاصيل أخرى، أي أنه يحافظ على الخصوصية.

وتابع أن «المساعد الرؤيوي» يعمل كجزء من شبكة المعلومات والتحكم في المنزل الذكي، حيث إنه يتصل بالشبكة، ليكون من أدوات التحكم ونقل وتبادل الأوامر بين قاطني المنزل وبقية الأجهزة المنزلية الذكية، التي غالباً تكون جميعا موصولة بالإنترنت، وتعمل من خلال شبكة «واي فاي» سريعة ومستقرة ومؤمّنة داخل المنزل.

سيناريو

ووفقاً للتقرير، فإنه عند وضع «المساعد الرؤيوي» قيد التشغيل، يمكن أن نتخيل السيناريو الذي سيحدث بأن يدخل شخص ما الغرفة، فيرفع يده اليسرى، مشيراً بإصبعه إلى مصباح موضوع على منضدة صغيرة، فيتم تشغيله أو إطفاؤه حسب نوع الإشارة الصادرة من اليد، كما يمكن أن يشير إلى مصباح آخر في السقف فيتم إطفاؤه، ثم يجلس الشخص على أريكة، ويشير إلى الأمام باتجاه جهاز التلفزيون الذي يعرض فيلماً سينمائياً عبر خدمة البث الحي (سبوتيفاي)، فيوقف الفيلم أو الرجوع به للمشاهدة من البداية، ثم يشير بيد أخرى باتجاه جهاز التكييف، فتتم إعادة ضبط درجة الحرارة إلى الوضع المطلوب.

وأفاد بأن كل ذلك يحدث طالما كانت تلك الأجهزة تظهر جميعاً في مجال رؤية أو «كادر» المساعد، أو بعبارة أخرى يستطيع «المساعد الرؤيوي» مشاهدتها، والشخص الذي يصدر إليها الأوامر في آنٍ واحد.

تويتر