دور.. وممثل

ياسر النيادي وريم حمدان.. ثنائية بطي ونورة في «ص.ب 1003»

النيادي وريم في مشهد من المسلسل. الإمارات اليوم

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.

تتغير الشخصيات، ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على نجاح العمل أو فشله.


بأداء لافت، يحضر كل من الفنان ياسر النيادي، والفنانة ريم حمدان، في المسلسل الإماراتي «ص.ب 1003»، الذي يُعرض خلال هذا الموسم الدرامي الرمضاني.

يظهر المخرج والمؤلف والمسرحي والسينمائي ياسر النيادي مخرجاً لمشاهد «ص.ب 1003» بلندن، وفي شخصية (بطي)، والعمل من إخراج باسم شعبو، والسيناريو والحوار للكاتب محمد حسن أحمد، وهو مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب سلطان العميمي. (بطي) في «ص.ب 1003» من الممكن ألا تكون الشخصية الرئيسة، لكنها يجب الانتباه إليها، إذ تجسّد شكل المنتمي لتنظيم متطرف بشكل أقرب إلى الواقع، بعيداً عن الصورة النمطية في الدراما العربية وحتى السينما.

بينما تظهر شخصية (نورة) زوجة (بطي) التي أدت دورها الممثلة ريم حمدان بشكل لافت واستفزازي، وهنا حالة الاستفزاز إيجابية، لأنها استطاعت أن تقنع المشاهد بها، وطريقة خطابها المتطرف الذي يقف ضد الحياة، كان النجاح الأكبر لها هو زوجها (بطي)، والمفارقة أنه ينتمي إلى عائلة غنية تؤمن بحقوق المرأة، والدليل أن شقيقته (علياء) تدرس في لندن ويعيشون في بيئة متوازنة، فيها من الخلافات ما يحدث في كل عائلة طبيعية، كل هذا كان بالنسبة لـ(نورة) هو التحدي، إذ بات (بطي) جزءاً منها خاضعاً لها، مؤمناً بكل ما تقوله، حتى لو جاءته الفرصة لاستفسار عابر تعمل الزوجة على أن تزيل هذا التشكك، هي حالة ثنائية فيها الأخذ دون العطاء، تنقل طريقة اجتذاب الناس إلى الفكر المتطرف، و(بطي) يجسّد شريحة من يخضع لهذا الفكر حتى لو كان في داخله تساؤلات كثيرة.

في مشهد جمع بين الشخصيتين، و(نورة) التي أصبحت مسؤولة في (التنظيم) بالجامعة في العين، تستقطب الطالبات، يقول لها (بطي) إذا ما كان من البداية هدفاً، لاسيما أنه متدين، وإذا ما كان اسم عائلته ومستواهم الاجتماعي والمالي هو السبب؟ طبعاً لا جواب لدى (نورة)، كما هي الحال مع أسئلة كثيرة، فـ(بطي) يدرك أنه هدف جيد.. وهذا هو الأهم.

(بطي) الحائر والمؤمن بفكر زوجته نفسها، حسب الظاهر، استطاع ياسر النيادي أن ينقل ذلك الإحساس والتخبط والشعور بأن الدخول إلى هذا العالم المليء بالسواد ليس سهلاً الخروج منه، فهو منقاد بشكل كامل لـ(نورة)، وفي الوقت ذاته تظهر تلك الحيرة حتى لو بأداء، علاقته مع والده ومحاولته دائماً الخروج من المنزل رغبة من زوجته، هي تريد ذلك لأنها تشعر بحيرته وتريد السيطرة عليه أكثر، وهذه هي الحال الحقيقية، لأصحاب الفكر المتطرف لا يخافون شيئاً أكثر من منزل متوازن محبّ، يستغلون أي مشكلة فيه ليرموا فتيلهم ويسيطروا على ضحاياهم، وهذا التجسيد واضح في الثنائية التي تجمع بين (بطي) و(نورة).

• النيادي جسّد شكل المنتمي لتنظيم متطرف بشكل أقرب إلى الواقع.

• «ص.ب 1003» مأخوذ عن رواية الكاتب الإماراتي سلطان العميمي.

تويتر