سوالف رمضان

شهر رمضان فرصة لتعزيز صلة الأرحام

صورة

إلى زمن الطيبين، تحملنا سوالف الآباء والأجداد لنستعيد من خلالها ذكريات وملامح الحياة في الإمارات في فترة ما قبل النفط، مثل العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع، والتعاملات اليومية بين الناس، وكيف كانوا يحتفون بالشهر الكريم في أجواء روحانية يسودها الودّ والتراحم والتعاون.

من العام إلى العام، ينتظر الناس شهر رمضان المبارك ليستمتعوا بنفحاته الروحانية، وطقوسه التي تعزز الروابط الاجتماعية والإنسانية بينهم، بفضل التجمعات العائلية واللقاءات اليومية التي تجمع الكبير والصغير في أجواء من المودة والسعادة، وتكرس القيم والعادات والسنع الأصيلة في نفوس الأجيال الجديدة.

وقال الوالد أحمد عيسى آل علي (بوخليفة) لـ«الإمارات اليوم»، إن التجمعات العائلية في رمضان من أهم الذكريات التي ارتبطت في أذهان الناس بهذا الشهر الكريم، وذلك بفضل العادات والتقاليد التي تميزه، والتي يحرص الكبار على زرعها لدى الصغار، لأنها تعزز التكاتف والترابط، وتحفظ صلة الأرحام بين الأسر والعائلات.

وأضاف: «منذ الظهر، كانت النساء يقمن بتجهيز طعام الإفطار والأعمال المنزلية، ومع وقت المغرب كان الرجال يتجمعون في المسجد أو في الساحة لتناول الطعام معاً، وكانوا يفطرون في البداية على التمر، وغالباً ما يتم تناول ثلاث تمرات مع الماء أو الحليب، ثم يقومون لصلاة المغرب، بعد ذلك يتناولون طعام الإفطار، بحيث يحضر كل شخص صنفاً من الطعام، ويوضع على سرود كبير (وهو مفرش مصنوع من الخوص)، وبذلك يتشارك الجميع في الطعام».

وأوضح آل علي أن هناك أكلات معينة كانت تتصدر مائدة الإفطار، وتعد من أساسياتها، مثل الهريس والفريد (الثريد)، إلى جانب أصناف أخرى مثل العيش (الأرز)، والأسماك، وكذلك كان يتم إعداد حلويات مثل هريس المحلبية المصنوعة من حليب الأغنام والرز المطحون، ومازال بعض البيوت يصنعه حتى الآن، والخبيص والبلاليط والكاسترد التقليدي، ويسمونه العرروت، ولم يكن الجيلي والحلويات الحديثة معروفة في ذلك الوقت.

ولفت إلى أن الأهل كانوا يتجمعون مرة أخرى لتناول وجبة الغبقة، التي تقدم عند منتصف الليل بين الإفطار والسحور، وقد يجتمع خلالها أفراد العائلة أو يتجمع الرجال في المسجد أو الحي لتناولها معاً. وأشار «بوخليفة» إلى أن الرجال بعد انتهاء صلاة التراويح كانوا ينطلقون للتزاور لتعزيز صلة الأرحام والسؤال عن الأهل والجيران والأصدقاء والتواصل معهم، وهو أمر لم يعد كما كان في تلك الأيام بعد أن أصبحت التكنولوجيا بديلاً للزيارات وبات الناس يعتمدون على الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل بينهم ومعرفة أخبارهم، وربما كان شهر رمضان هو الفرصة الأهم لإعادة هذه التقاليد وعودة التجمعات بين الأهل والعائلة والأصدقاء.

أحمد آل علي:

. كان الرجال بعد انتهاء صلاة التراويح ينطلقون للتزاور لتعزيز صلة الأرحام والسؤال عن الأهل والجيران والأصدقاء.

. مع وقت المغرب كان الرجال يتجمعون في المسجد أو في الساحة لتناول الطعام معاً.

. هناك أكلات معينة كانت تتصدر مائدة الإفطار وتُعدّ من أساسياتها مثل الهريس والثريد.

تويتر