المرصد.. «في ميزان فرانس برس»

أصدرت وكالة الأنباء الفرنسية، بنهاية الحرب الأخيرة في غزة، في خدمتها المسماة «في ميزان فرانس برس»، تقريراً مهنياً محضاً، مهمته التركيز على «الصور الخاطئة والمضللة» التي تم تداولها أثناء الحرب.

التقرير تضمن 30 صورة مزيفة تم تمريرها على شبكات التواصل الاجتماعي، «منها منشورات ظهرت على حسابات مسؤولين أو شخصيات عامة أو وسائل الإعلام»، بحسب التقرير.

وقالت الوكالة في مقدمة تقريرها إن «الجو المشحون بالاهتمام والمتابعة والانفعال، شكل فرصة لمروجي الأخبار، سواء لمناصرة فريق على آخر، أو لمجرد جذب المشاركات والمشاهدات».

شمل التقرير تقسيمات عدة، من ضمنها نشر صور قديمة من قلب النزاع بوصفها وقائع حالية، مثل صورة الطفلة الفلسطينية التي تجمع كتبها إثر غارة إسرائيلية، وهي صورة ملتقطة منذ 2014، وحدت بمصورها فادي ثابت نفسه، أن يناشد وسائل الإعلام بعدم بثها كصورة حديثة في حرب 2021 لأنه يبتغي الدقة، ومنها نشر صور حقيقية لكن في غير مكانها، مثل نشر صور مصادمات بين فلسطينيين وإسرائيليين في القدس الشرقية، بينما هي لمصادمات في ولاية كاليفورنيا، أو نشر صور مركبة لشخصيات سياسية فلسطينية.

كذلك دخلت حرب الصورالمزيفة مجال كرة القدم، فظهرت صورة تظهر لاعبي برشلونة يرتدون زي الجيش الإسرائيلي إيحاءً بتأييدهم له، بينما كانت الصورة في الواقع زياً للفريق الكروي لاعلاقة له بهذه القصة، وفي المقابل ظهر اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو وهو يحمل العلم الفلسطيني قائلاً إنه تبرع بمليون ونصف المليون دولار لغزة، لكن إدارته اأصدرت بياناً رسمياً بعدم صحة ذلك.

أما أكثر الفبركات فجاجة، كما يشير التقرير، فكانت تلك الصورة الخاصة بمزاعم إرسال قوات تركية الى غزة، والتي أشار إليها التقرير ساخراً بالقول إنه «مع أن دخول قوات تركية الى غزة أمر غير منطقي، نظراً للواقع السياسي والجغرافي، لكن ذلك لم يمنع مشاركة أكثر من 11 ألف شخص للفيديو المشار اليه، والذي قيل إنه يظهر تعزيزات تركية تدخل القطاع المحاصر، مع أن الفيديو في الحقيقة يظهر تعزيزات على الحدود السورية أرسلتها أنقرة عام 2019».

ويمثل التقرير، أياً كانت الملحوظات حوله، نقلة في الوعي بوقائع الحروب، التي كانت الناس لا تصل الى اليقين فيها إلا بعد عقود، وتطور في المهنية التي أصبح معيارها التدقيق قبل السبق، ودرساً في مبدئية الإعلام العسكري، أنه لا يصح إلا الصحيح، أياً كانت قناعتك بقضيتك السياسية.

• الجو المشحون بالاهتمام والمتابعة والانفعال، شكّل فرصة لمروّجي الأخبار.

تويتر