أكّد أن «الغرب القديم» أصبح منقسماً على نفسه بوجود ترامب

وزير الخارجية الألماني السابق: العالم يتغير بسرعة

غابرييل يريد دوراً أفضل لألمانيا على المسرح الدولي. أ.ف.ب

تحدث وزير الخارجية الألماني السابق، سيغمار غابرييل، عن دعوته بلاده لأن تأخذ دوراً عالمياً جديداً، وتساءل في مقابلة مع «درشبيغل» عن السبب الذي يجعل ألمانيا تقلل الأخطار الناجمة عن الوضع الجيوسياسي الحالي. وفي ما يلي نص المقابلة:

- هل تتمنى لو أنك لاتزال وزيراً لخارجية ألمانيا؟

-- أنا رجل سياسة، ولا أستطيع الادعاء أن السياسة لم تعد تهمني لأنني لم أعد في منصبي، والعالم يتغير بصورة دراماتيكية، ونحن الألمان نعيش خطر التقليل من النتائج المترتبة على ذلك.

- بأي معنى؟

-- الأسئلة الكبيرة المتعلقة بمكانة ألمانيا في العالم لم تتم الإجابة عنها، وأعتقد أن ذلك ينطوي على شيء من الإهمال.

- تستخدم كلمات قوية لوصف الوضع السياسي العالمي الحالي، وأنت تقارنه بما حدث عامي 1945 و1989.

-- نعم، لأنه بوجود هذا الرئيس الأميركي، فإن العالم الغربي القديم قد أصبح منقسماً على نفسه، إنه تغيير جذري لم يحدث منذ 70 عاماً، عندما كنا نعتمد على الولايات المتحدة باعتبارها الدولة القائدة. لكننا نعيش حالة مع الصراع على السيادة الأوروبية في عالم متغير بصورة شاملة. وأنا ترعرعت في ألمانيا الشرقية. وكان التحالف مع الولايات المتحدة بالنسبة لي مسألة طبيعية، مثل الاعتقاد أننا سنعيش في حالة من السلام. لكن ذلك انتهى الآن.

- معظم الألمان لا يريدون أن تصبح دولتهم أكثر نشاطاً على المسرح الدولي.

-- بعض الألمان يريدون بلدهم أن تكون مثل سويسرا لكن بحجم أكبر، لكننا دولة كبيرة. ونحن لا نستطيع الوقوف موقف المتفرج. ونتيجة براميل نظام الأسد على المدنيين كان هناك نحو مليون لاجئ يقفون على أبوابنا. والموضوع لا يتعلق بالعمليات العسكرية وإنما بالوقاية من الأزمات، والدبلوماسية، والتنمية الاقتصادية. ونحن لا نريد تحول ألمانيا من دولة حيادية إلى دولة مؤثرة من الناحية الجيوسياسية. وأتمنى أن نطرح المناقشات الاستراتيجية، بغض النظر عن النتائج. ومن المهم أن نعد الشعب لحقيقة أن العالم تغير.

- هل ارتكبت الحكومة الألمانية التي كنت تشارك فيها أي خطأ؟

-- حتى يومنا هذا أعتقد أن دافع المستشارة الألمانية الأخلاقي لعدم إغلاق الحدود في وجه اللاجئين السوريين كان صحيحاً. واعتقدت في وقت لاحق أنه لم يكن هناك أصلاً بدائل أخرى غير ذلك.

- ثمة قضية مهمة أخرى بالنسبة لك هي التعامل مع روسيا. أكدت أنك «منحاز إيجابياً» إلى روسيا.. ما معنى ذلك؟

-- عانت الشعوب الأوكرانية، والبلاروسية، والروسية، الأمرَّين في الحرب العالمية الثانية. ونتحمل المسؤولية كاملة عن ذلك. لكنني أدرك أن ثمة أوقاتاً قمنا فيها، نحن الألمان، بتحسين علاقاتنا مع روسيا على حساب البولنديين، ولهذا السبب فإنني ضد الطريقة الألمانية الخاصة بالتعامل مع روسيا.

- عندما كنت وزيراً للخارجية اقترحت، دون الرجوع إلى المستشارة، تخفيف العقوبات ضد روسيا تدريجياً، بالتزامن مع نشر قوات الأمم المتحدة في شرق أوكرانيا.

-- قلت ذلك فعلاً، وكان اقتراحاً شخصياً، ولم يكن ذلك موقف الحكومة. وكنت أراهن على حدوث ذلك، فإذا كان الروس مستعدين لسحب أسلحتهم القوية، ووافقوا على مهمة قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة، فإن المنطق يقضي بأن يتم إلغاء العقوبات.


 ثمة أوقات قمنا فيها، نحن الألمان، بتحسين علاقاتنا مع روسيا على حساب البولنديين. ولهذا السبب فإنني ضد الطريقة الألمانية الخاصة بالتعامل مع روسيا.

تويتر