كبير المحللين بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات:

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني خطوة صائبة

وصف المحلل السياسي الشهير بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، رتشارد غولدبيرغ، انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي بالخطوة السليمة. ويعرف غولدبيرغ إيران جيداً، فقد كان مهندس العقوبات المفروضة عليها، التي رفعتها إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، عام 2016، وبوصفه كبير مستشاري السياسة الخارجية للسيناتور السابق، مارك كيرك، من 2015 إلى 2017، فقد ساعد على صياغة عقوبات إضافية على البنك المركزي الإيراني. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة التي جرت معه بهذا الخصوص:

لدى ترامب فرصة لزيادة الضغط مرة أخرى،

لإعادة جميع العقوبات التي كانت مفروضة

على إيران، واستخدام أي وسيلة أخرى، لإجبار

النظام الإيراني على تغيير سلوكه.

■ دعنا نبدأ من التصريح الذي أدلى به ترامب، بشأن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الإيراني، فقد كنت من مؤيدي الانسحاب منه منذ فترة طويلة، فهل تعتقد أن ترامب اتخذ الخطوة السليمة؟

■■بالفعل.. أعتقد أن كلمته قدمت رؤية متماسكة لما سيحدث بعد ذلك من إجراءات، وأعتقد أنه بدأ باتهام مذهل ودقيق للصفقة نفسها، وانتهى في اتجاهين إيجابيين: أولاً: ربط هذا الأمر بمفاوضات كوريا الشمالية المرتقبة، مذكراً أنه على النقيض من الاتفاق النووي الإيراني، فإن نهجه تجاه كوريا الشمالية هو العكس: أقصى ضغط حتى الوصول إلى خطوات ملموسة نحو نزع السلاح النووي. ثانياً: ترك الباب مفتوحاً لمفاوضات جديدة مع إيران والقوى العالمية الأخرى حول قضايا أوسع، بما في ذلك البرنامج النووي، وبرنامج الصواريخ البالستية، والإرهاب الذي ترعاه إيران.

■ كيف سيؤدي الانسحاب من هذه الصفقة إلى تقليل احتمالات تمكن إيران من الحصول على مفاعل نووي؟

■■دعونا نتذكر أن السياسة المعلنة منذ عهد أوباما، والتي استمرت تحت حكم ترامب هي منع إيران من الحصول على سلاح نووي، مع كل الخيارات المطروحة على الطاولة، من بينها استخدام القوة العسكرية، لمنع إيران من الحصول على هذا السلاح. كما أن إيران لا تريد أن تصبح معزولة سياسياً إذا سعت للحصول على القنبلة، لأنها ستفقد الدعم الذي لاتزال تحظى به الآن في أوروبا وأماكن أخرى. وبعبارة أخرى، لدى ترامب هنا فرصة لزيادة الضغط مرة أخرى، لإعادة جميع العقوبات السابقة، واستخدام أي وسيلة أخرى لإجبار النظام على تغيير سلوكه.

■ هذه بالتأكيد طريقة للنظر للأمور من ناحية، لكن من ناحية أخرى فرض المزيد من العقوبات سيزيد معاناة الشعب الإيراني، ويشجعه على دعم حكومة أكثر تشدداً، ويجعل من شبه المستحيل على أي زعيم إيراني مستقبلي توقيع أي اتفاق مع الولايات المتحدة.

■■في هذا الإطار.. لايزال الإيرانيون من الطبقة العليا يعتقدون أنه يمكنهم أن يصبحوا جزءاً من النظام، وينتخبوا الإصلاحيين والمعتدلين، الذين بإمكانهم تغيير النظام من الداخل. وما رأيناه خلال الأسابيع القليلة الماضية، هم مواطنون في الشوارع ينتمون إلى «المتشددين» و«المعتدلين»، وجميعهم يهتف بالموت للنظام، إنهم يريدون أن يتوقف النظام عن التدخل في سورية واليمن، وأن يعتني بهم. وهذه فرصة لنا لتأكيد أن عقوباتنا تستهدف النظام، وتذكرهم بأن العائد من تخفيف العقوبات عليهم في السنوات القليلة الماضية، لم يذهب إلى جيوبهم، بل ذهب إلى سورية واليمن، وإلى تطوير الصواريخ.

■ سمعت الكثير من الدول التي تتذمر من أن إيران لاتزال تمول «حزب الله»، وتصعّد مع الحكومة السعودية في المنطقة، وتطور الصواريخ، وتضغط بشكل أساسي لفرض نفوذها على المنطقة، لكن ألم يكن هدف الاتفاق النووي هو منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، وليس منعها من ممارسة سياستها الخارجية؟ يبدو لي أننا نخلط بين هذين الهدفين دون داعٍ.

■■ هذا كان مقصد الرئيس أوباما، ووزير الخارجية السابق، جون كيري، من توقيع الاتفاقية النووية. ولا أشاركهما هذا القصد، وليس هذا ما ينبغي أن تتم معالجته، إذا كنت أتفاوض في هذا الموضوع. أولاً وقبل كل شيء، حتى لو قلنا إننا سنركز فقط على الأسلحة النووية، وليس من ضمنها الصواريخ البالستية، التي هي نظام توصيل الأسلحة النووية، فهذا لا معنى له، لأن الضغط هو الضغط، والنشاط الخبيث هو نشاط خبيث، سواء كان إرهاباً، أو صواريخ، أو انتهاكات حقوق الإنسان، كل هذه الأشياء هي انتهاكات للقانون الدولي، ويدينها المجتمع الدولي.

تويتر