المرصد

إقالة صحافية بعد ساعات من توظيفها في «نيويورك تايمز»

بعد ساعات فقط من تعيين كوين نورتون كاتبة رأي تهتم بالتكنولوجيا، أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز» أنها أنهت تعاقدها مع الصحافية، على خلفية تغريداتها على «تويتر»، التي أثارت جدلاً، وعلاقتها المزعومة بالعنصرية. وكانت الصحيفة الرائدة قد أعلنت، الثلاثاء، عن انضمام نورتون إلى فريق التحرير، قائلة «إننا سعداء بالإعلان عن انضمام كوين نورتون إلى هيئة تحرير (نيويورك تايمز)، ككاتبة رئيسة تركز على قوة وثقافة وتبعات التكنولوجيا».

لم تدم سعادة

الصحيفة الأميركية طويلاً،

وسرعان ما تبين أن

توجهات نورتون لا

تتفق معها.

ولم تدم سعادة الصحيفة الأميركية طويلاً، وسرعان ما تبين أن توجهات نورتون لا تتفق معها، وكان من الأفضل إنهاء العلاقة فوراً. قد يكون إجراء فسخ العقد حكيماً، لكن الكثير تساءل عن الحكمة في توظيف الإعلامية من الأساس. وبعد ثماني ساعات فقط من التعيين، قالت «نيويورك تايمز» في بيان أن نورتون لم تعد ضمن الهيئة التحريرية «بسبب تعليقاتها المشينة على (تويتر)، وصداقتها مع أندرو أويرنهيمير، الذي اكتسب سمعة سيئة على الإنترنت، ويعمل الآن في صحيفة (دايلي ستورمر)، وهو موقع محسوب على النازيين الجدد».

لقد أخطأت الصحيفة الاختيار هذه المرة، على الرغم من الاطلاع على كتابات نورتون، وتواصلها مع جهات العمل التي عملت فيها سابقاً. لقد كانت التغريدات المسيئة وعلاقتها بالنازيين الجدد «معلومات جديدة» بالنسبة لـ«نيويورك تايمز»، لذا قررت أن تنهي الأمر.

وعلى الرغم من نفي الصحافية للاتهامات بالنازية، وأن تواصلها مع بعض المنتمين إليها يدخل في نطاق الحوار لا غير، إلا أن «نيويورك تايمز» اختارت جانب الأمان، لأن سمعتها هي الأهم. وقد تعرضت الصحيفة لهجوم لاذع من قبل الرئيس دونالد ترامب، في أعقاب فوزه في الانتخابات الرئاسية، إلا أنها فضّلت لاحقاً الهدنة، والاقتصار على التحقيقات والتحليلات ضمن السياق العام للصحافة الأميركية.

تقول نورتون إن قرار إلغاء عقدها مع الصحيفة العريقة بهذه السرعة، بسبب آراء لم تُفهم بشكل صحيح، لا يخدم حرية الرأي في الولايات المتحدة، وتعتبره إجحافاً في حقها. ولا تنسى أن تذكّر متابعيها وهيئة التحرير في «نيويورك تايمز» بأنها ناشطة منذ 1992. ومع أن حرية الرأي غير قابلة للنقاش في أميركا، إلا أن آراء خارجة عن السياق مرفوضة من قبل الصحيفة، التي لديها توجه معروف. المتطرفون في أميركا حقيقة لا يجب إنكارها، لكن الترويج لأفكارهم مسألة حساسة في الإعلام الأميركي، الذي يسيطر عليه الموالون لإسرائيل. والنازيون الجدد يريدون إعادة بعث الأفكار العنصرية من جديد، ولا يتعين لأي كاتب في الصحف الرائدة أن يحاورهم أو يتعاطف معهم.

هكذا إذاً، فالصحيفة الأميركية العريقة لا تقبل من يخرج على نهج تحريرها، حتى ولو تعلق الأمر بآراء شخصية تنشر على منصات التواصل الاجتماعي. إن إنهاء خدمات صحافية في غضون ساعات من توظيفها إجراء غير مسبوق في الصحافة الأميركية. لقد باتت الشبكة العنكبوتية فضاء جديداً للإعلام، وأصبحت ردود أفعال المتصفحين مهمة للغاية، ويتعين المحافظة على أكبر عدد من المشتركين في هذا الموقع أو ذاك، كما أن تعليقات سلبية على آراء أو مقالات كتابها قد تكبد صحيفة «نيويورك تايمز» خسارة كبيرة، ومن الأفضل وضع الخطوط الحمراء أمامهم.

تويتر