أرشيف الجيش الإسرائيلي ينشر يوميات حرب 1973

«هآرتس»: مائير فكّرت في الطيران سراً إلى أميركا في 9 أكتوبر

صورة

كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في عددها الصادر أول من أمس (الأربعاء)، عن تفاصيل ردود الأفعال داخل حلبة القرار السياسي والعسكري الإسرائيلي، في الساعات والأيام الأولى لحرب أكتوبر 1973، التي اتسمت بالإحساس بالصدمة من المفاجأة، عبر نشر تفاصيل تذاع للمرة الأولى عن يوميات كواليس الإدارة العسكرية والسياسية للحرب.

وقالت «هآرتس» في التقرير الذي نشره الصحافي اوفر اديريت، نقلاً عن أرشيف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر 1973، وحمل عنوان «نحن في كارثة، هكذا كانت ردة فعلنا خلف الستار في يوم كيبور»، إن التسريبات الجديدة أفصحت عن ردود فعل راوحت بين «جنون دايان.. وهستيريا غولدا مائير».

وأشار التقرير الذي نشر يوميات المسؤولين الإسرائيليين أثناء الحرب، عبر مذكرات مدير مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، افنير شاليف، إلى أن قادة الجيش الإسرائيلي وأعضاء الحكومة، استخدموا كلمات من نوع «كارثة»، و«استغاثة»، و«انهيار جليدي»، و«حزن»، و«حرب من أجل أرض إسرائيل»، لوصف الوضع الخطر للجيش الإسرائيلي على جميع الجبهات.

وكشفت الوثائق أنه كان من ضمن العبارات التي وردت على لسان الجنرالات «مهاجمة دمشق»، و«كسر سورية»، و«ذبح المصريين»، و«إبعاد العرب عن الرؤوس»، دون أن تكشف الوثائق تفاصيل توضيحية لهذه العبارات.

ونقلت الوثائق عن نائب رئيس الأركان، يسرائيل تال، قوله في السابع من أكتوبر 1973، اليوم الثاني للحرب: «الوضع في قناة السويس الجنوبية سيئ، سيئ للغاية».

وكشفت الوثائق أن وزير الأمن، موشيه دايان، كان يخشى استعادة الجولان من قبل السوريين، ونقلت اليوميات عنه قوله «أريد الاقتراب من جبل كنعان لأرى الوضع عن قرب، لأرى ما إذا كنا سنخسر مرتفعات الجولان».

ونقلت الوثائق عن حاييم بارليف قوله إن «الوضع خطر جداً. خطر جداً. ليس لدى مصر أي سبب الآن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. حتى لو صرخت سورية في السماء».

وقال الصحافي اديريت، إن مؤشرات ولادة «حروب الجنرالات» في القيادة الإسرائيلية بدأت بالظهور، ونُقل عن نائب الأركان الإسرائيلية، ديفيد إليعازر، قوله: «أنا أتحدث ولا يتحركون»، في إشارة إلى قائد المنطقة الشمالية هوفي، وقائد الفرقة 162 مدرع في سيناء، أفراهام عدن.

توجه ضد شارون

وكشف الأرشيف عن توجه حاد لرئيس الأركان ضد أرئيل شارون، قائد الفرقة 143 مدرع، التي عبرت قناة السويس بعد نحو أسبوع، في خطوة غيرت وجه الحرب «سأطلب من رئيس الأركان السابق حاييم بارليف، الذي كان الآن يساعد رئيس الأركان، التحقق مما حدث مع شارون، ما إذا كان قد هاجم الفرقة في تحدٍ للأمر، وكذب»، «فليقرر بارليف طرده ومحاكمته بعد الحرب».

ونقل الأرشيف عن إليعازر قوله: «هاجموا دمشق بقوة واطلبوا وقف إطلاق النار. إذا لم يعطونا واحدة، فسنكسر سورية». كما نقل قول دايان بضرورة «ذبح السوريين»، و«ذبح الجيش المصري بدم بارد»، وتضمن وصفاً لدايان بأنه «ذهب إلى حالة من الذعر».

ودعا إسرائيل إلى استبدال القادة، وإحضار جنود يهود من الخارج كتعزيزات، في الوقت نفسه، كما دعا أيضاً إلى التدريب القتالي لـ«كبار السن»، و«الشباب»، و«تجهيز الجالية اليهودية بأكملها في إسرائيل لمواجهة الدبابات».

ونقلت التسريبات عن دايان قوله «لقد أصيبوا بصدمة لدرجة الخوف على صحة مائير». ونقلت عن الوزير يسرائيل جليلي قوله «نحن في الحضيض، وربما لم نشهد أسوأ ما في الأمر حتى الآن».

فكرة مجنونة

ونقلت اليوميات عن تقديم مائير لما وصف بأنها «فكرة مجنونة تماماً» في التاسع من أكتوبر1973، حيث اقترحت ترتيب زيارة سرية إلى واشنطن، للقاء الرئيس الأميركي وقتها، ريتشارد نيكسون، لطلب كثير من المعدات بشكل عاجل، قائلة «هذه هي البطاقة الرئيسة التي يمكننا استخدامها مع الأميركيين، لن يتخلوا عنا». ووصف دايان اقتراح مائير بـ«المجنون»، مضيفاً «لكن يجب القيام به»، وعندما تم سؤال مائير عما ستطلبه من نيكسون إذا ذهبت، ردت «سأسأله أن يعطينا كما لو كانت جبهته، كما لو كان الجيش الأميركي هو الذي يحارب. أن يعطي كل ما هو مطلوب».

وحذر ديفيد اليعازر في اليوم الخامس من الحرب من أن «الخطر الأكبر هو الإدراك العربي أن الإسرائيليين في ورطة، وحينها ستنفتح شهية العرب»، وأعرب عن أمله في وقف إطلاق النار، وقال «اليوم راجعت بنفسي مرة أخرى هدف الحرب. أشك اليوم في إمكانية إنهاء الحرب دون خسارة الأراضي.. تقييم قاتم: إذا عرضوا وقف إطلاق النار اليوم فسأقول نعم، نظراً لأنهم لا يعرضون، يجب أن أحاول تحسينه. سأحاول ألا أجعل الأمر أسوأ. لا يمكن أن يكون أفضل».

وحذر دايان من احتمال وجود جبهة إضافية في الشرق، وقال «ضعوا في اعتباركم أن كلاً من العراق والأردن سينضمان إلى الجبهة السورية». مضيفاً أنه «يمكن إقامة جبهة شرقية»، واستطرد أن «الشعب والحكومة لا يعلمان شيئاً عن الوضع، ولا يمكن وقف إطلاق النار دون موافقة العرب».

وأظهرت إحدى اليوميات الإسرائيلية حجم خسائر الجيش الإسرائيلي البشرية في ذلك اليوم، حيث قُتل 310 جنود، وجرح 1100، وفُقد 100. و«أقترح عدم إبلاغهم قبل تحديد يوم لذلك».

وأوردت اليوميات اقتراحاً بفرض رقابة عسكرية على نشر تقرير وشيك لراديو القاهرة عن أسماء جنود الجيش الإسرائيلي الذين تم أسرهم.

في اليوم السادس للحرب، سجلت اليوميات للمرة الأولى ملاحظات إيجابية من المنظور الإسرائيلي، حيث شملت اليوميات كلمات مثل «نتائج رائعة» في ما يتعلق بالجبهة الجنوبية، و«وضعنا في الشمال من جيد إلى جيد جداً».

لكن رئيس الأركان السابق، حاييم بارليف، حذر في اليوم التالي، قائلاً «الوضع خطر للغاية. خطر جداً. ليس لدى مصر أي سبب الآن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. حتى لو صرخت سورية إلى السماء. إذا استطعنا أن نقود الأمور إلى الدرجة التي تجعل لدى الرئيس المصري أنور السادات سبباً أيضاً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، فهذا أمر جيد. ويمكننا تحقيق ذلك من خلال وضع القوة العسكرية للسادات في موقف صعب.. هذا لا يمكن أن يتم من جانبنا، لأن المبادرة في أيديهم».

في 14 أكتوبر 1973، عاد التفاؤل مجدداً إلى الجانب الإسرائيلي، حيث قالت اليوميات: «الوضع في الجنوب استثنائي ورائع»، لكن لم تنشر بقية المذكرات بعد هذا اليوم، وخضعت للرقابة العسكرية الإسرائيلية.

كشفت الوثائق أن وزير الأمن، موشيه دايان، كان يخشى تمكن السوريين من استعادة الجولان، ونقلت اليوميات عنه قوله «أريد الاقتراب من جبل كنعان لأرى الوضع عن قرب، وما إذا كنا سنخسر مرتفعات الجولان».

أشار التقرير الذي نشر يوميات المسؤولين الإسرائيليين أثناء الحرب، إلى أن قادة الجيش الإسرائيلي، وأعضاء الحكومة، استخدموا كلمات من نوع «كارثة»، و«استغاثة»، و«انهيار جليدي»، و«حزن»، و«حرب من أجل أرض إسرائيل»، لوصف الوضع الخطر للجيش الإسرائيلي على جميع الجبهات.

تويتر