9 ملايين أفغاني يواجهون الآن حالة طوارئ غذائية

أفغانستان تنزلق نحو المجاعة الشاملة

حالة من البؤس والشقاء يعانيها الأفغان. أ.ف.ب

يواجه تسعة ملايين أفغاني الآن حالة طوارئ غذائية، وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويضطر أكثر من نصف سكان أفغانستان، البالغ عددهم 39 مليون نسمة الآن، إلى اتخاذ خيارات مروعة للعثور على الطعام، ويبيعون كل ما في وسعهم، بمن في ذلك أطفالهم. ومن دون تدخل من الأسرة الدولية، فقد تكون المجاعة الشاملة وشيكة. ويقع على عاتق العالم، والولايات المتحدة وحلفائها على وجه الخصوص، التزام أخلاقي بوقف انزلاق البلاد نحو المجاعة على نطاق واسع.

وحتى قبل استيلاء «طالبان» على السلطة في أغسطس، كان مستوى سوء التغذية في أفغانستان مثيراً للقلق، وعجل بذلك أسوأ موجة جفاف لم تشهدها البلاد منذ 35 عاماً، إضافة إلى تأثيرات الوباء على اقتصاد يعتمد على المساعدات والتحويلات الخارجية. ودخلت حركة طالبان، غير الكفؤة، ببساطة في حقبة جديدة من الأزمة. ويستمر العالم في عدم الاعتراف بالنظام، ويواجه كبار قادة «طالبان» عقوبات دولية.

ويعتقد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى 220 مليون دولار شهرياً لتوفير نحو نصف السعرات الحرارية اللازمة لـ22.8 مليون أفغاني هم الأكثر عرضة لخطر المجاعة، ويعتبر الوقت هو جوهر المسألة، فقد بدأ موسم الشتاء الأفغاني القارس يقترب بسرعة، حيث ستصبح الطرق البعيدة غير سالكة. وبينما تعهدت الحكومات بتقديم نحو مليار دولار لدعم الطوارئ، لم تتلق الأمم المتحدة سوى جزء بسيط من هذه الأموال.

وعلى الولايات المتحدة والدول الأخرى التي انسحبت قوات تحالفها، بشكل كارثي، هذا الصيف، أن تعمل الآن على مساعدة أفغانستان، حيث أدى الخروج السريع للقوات الأميركية إلى تسهيل عودة «طالبان»، لكن أميركا سحبت أيضاً وسيلة الدعم الرئيسة لشرائح واسعة من الاقتصاد الذي يعتمد على المساعدات الخارجية. ويعكس هذا فشل القوات المتحالفة في بناء دولة فاعلة على مدى عقدين من الزمن.

لا يستطيع البنك الدولي ووكالات التنمية الأخرى الآن تقديم المساعدة بشكل مباشر، بسبب نظام المدفوعات الفوضوي، وحالة «طالبان» المنبوذة. الالتفاف على النظام يتطلب تعزيز موارد برنامج الأغذية العالمي، والمنظمات غير الحكومية الأخرى، التي لاتزال على الأرض. ويقولون إن «طالبان»، في الوقت الحالي على الأقل، تسمح لهم بالعمل دون تدخل كبير، كما أن إيصال الطعام للجياع من خلال المنظمات غير الحكومية يقصر فرص حصول «طالبان» على أي فضل.

صياغة استراتيجية حول كيفية ومتى يتم التعامل مع حكام «طالبان» المتشددين يجب أن تكون منفصلة عن كيفية تقديم المساعدة الطارئة للأفغان العاديين، الذين عانوا الكثير، لأسباب ليس أقلها عدم كفاءة الحكومات الأجنبية. وإذا كانت المجاعة الوشيكة لـ 23 مليون شخص لا تكفي للحث على اتخاذ إجراء، فقد تكون المصلحة الذاتية هي الدافع، فكلما غرقت أفغانستان في الفوضى، أصبحت أرضاً خصبة للجماعات الإرهابية الأكثر ضرراً من «طالبان» التي تريد إلحاق الأذى المباشر بأميركا، والمصالح الغربية الأخرى.

كل المجاعات تقريباً لها جذورها في السياسة، وتتطلب محاربة المجاعة دائماً إيجاد طريقة للتعامل مع الأنظمة البغيضة. وفي بلدان أخرى، كان من الممكن الضغط على الحكومات في الوقت نفسه مع تقديم مساعدات الطوارئ لشعبها. ويجب ألا تكون أفغانستان مختلفة.

• لا يستطيع البنك الدولي ووكالات التنمية الأخرى الآن تقديم المساعدة بشكل مباشر بسبب نظام المدفوعات الفوضوي وحالة «طالبان» المنبوذة.

تويتر