وزير الخارجية الألماني: أخطأنا جميعاً ولابد من الاستفادة من الدروس

إنترفيو.. ماس: قرارات «الناتو» تُتخذ في واشنطن.. والحلف في «بروكسل» لا يملك إبداء الرأي فيها

صورة

يتعرض وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، لانتقادات شديدة منذ سقوط كابول في أيدي حركة «طالبان». وتحدث في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل»، الألمانية عن الأخطاء التي ارتكبت وخطورة عملية الإنقاذ الجارية حالياً في أفغانستان، وكيف يتعين إجلاء أكبر عدد ممكن من الأفغان الفارين من حكم حركة «طالبان». وفي ما يلي مقتطفات من الحوار:

■ هل فكرت في الاستقالة خلال الأيام الماضية؟

■■ صدّق أو لا تصدّق؛ في الأيام القليلة الماضية، كنت أفكر فقط في شيء واحد، وهو التعلم من الأخطاء التي ارتكبناها جميعاً، والتأكد من إخراج أكبر عدد ممكن من الأشخاص من أفغانستان. وهذا هو الواجب لكل من شارك في التطورات خلال الأسابيع الأخيرة.

■ لقد قلت إن تقييم الحكومة الألمانية للوضع غير صحيح. وأدى سوء التقدير هذا إلى الفوضى واليأس في أفغانستان. وقد استقال وزراء، في السابق، من مناصبهم لأسباب أقل من ذلك.

■■ لا أحد يستطيع أن يجادل بجدية وجود أحكام خاطئة. وسيتعين علينا أن نلقي نظرة فاحصة على كل ذلك، من الأحداث المحددة في الأيام والأسابيع الماضية، إلى القضايا السياسية التي تم تناولها في ألمانيا، ولكن أيضاً بالنسبة للمجتمع الدولي. والناس في أفغانستان، يناشدوننا ويريدون شيئاً واحداً وهو المساعدة.

■ والآن، هل تعتقد أنه يمكن تدارك الأخطاء في عملية الإجلاء؟

■■ لا أعرف ما إذا كان من الممكن تدارك كل شيء. ولكن الناس في مطار كابول يتوقعون منا، بحق، أن نعتني بهم ونخرجهم من هناك. ونريد المساعدة في تمكين الأشخاص اليائسين من اللحاق بالركب بعد ارتكاب الأخطاء.

■ عملية إخلاء خطيرة جارية حالياً. هل ستبقى في منصبك إذا أصيب رجال الإنقاذ أو الموظفون المحليون الذين عملوا مع القوات المسلحة الألمانية، أو الوكالات الأخرى، أو قُتلوا؟

■■ لديّ احترام كبير للجنود والنساء، وكذلك الألمان الآخرين من ضباط شرطة ودبلوماسيين وكل شخص آخر. وهذه عملية خطيرة للغاية، ولكننا فعلنا كل ما في وسعنا لضمان استمرار الإجلاء، كما تفعل الدول الأخرى، أيضاً.

■ ما الاستنتاجات الواضحة التي تستخلصها من كارثة أفغانستان؟

■■ إلى جانب الأسئلة المحددة المتعلقة بما حدث في الأيام والأسابيع والأشهر الماضية، هناك أسئلة سياسية كبيرة: كيف نريد أن نتحمل المسؤولية الدولية في المستقبل؟ بالنسبة لي، هناك شيء واحد مؤكد، وهو ألا تكون نتيجة هذه العملية أننا لم نعد نتحمل أي مسؤولية دولية.

■ هل تعتقد أن حلف شمال الأطلسي يجب أن يصبح سياسياً أكثر؟

■■ نعم، بلا شك. كما تعلم، هذا نقاش تطرقنا إليه لبعض الوقت. وفي بعض الأحيان، تتخذ قرارات حلف «الناتو» بحكم الأمر الواقع، في واشنطن، ولا يملك «الناتو» في بروكسل أي فرصة لإبداء الرأي، بل يقوم فقط بتفعيل القرارات. ونحن بحاجة إلى مزيد من النقاش السياسي قبل أن نرسل جنودنا إلى أي مكان. وخلاف ذلك، فإننا نخاطر بمجرد اتباع قرارات واشنطن، دائماً، بغض النظر عمّن هو الرئيس هناك.

• «نحن بحاجة إلى مزيد من النقاش السياسي قبل أن نرسل جنودنا إلى أي مكان».

تويتر