صراحته كادت أن تودي بحياته

كورتيس سليوا.. جمهوري مُحب للقطط يريد أن يصبح عمدة نيويورك

صورة

يستعد الجمهوري، كورتيس سليوا، للمنافسة على منصب عمدة نيويورك. هو رجل يتمتع باللباقة وله تاريخ طويل في استضافة البرامج الإذاعية الحوارية. يسير سليوا في الشوارع القريبة من شقته، معتمراً قبعته الحمراء المميزة، يوقفه الناس بعد كل بضع خطوات، ويرحبون به أو يتحدثون إليه. يوزع بطاقات العمل على كل واحد، ويوجههم إلى موقعه على الإنترنت. لا يقول لهم إنه يريدهم أن يصوتوا له، لكن الكثيرين يعدونه بذلك. يقول رجل لسليوا: «أنا أقدر عملك، آمل أن تنجح»، وتعده امرأة بالتصويت له، ويطلب منه رجل آخر أن يتبنى إحدى قططه.

يتميز عن غيره من المرشحين بأنه يحب القطط، لديه 16 قطة تشاركه السكن، هو وزوجته في شقتهما بمانهاتن. بعض من هذه القطط يتمدد في الصالة، والآخر يختار النوافذ لينام عليها، وبعضها يرقد على السرير، وآخران يختبئان في زاوية. وبينما يناقش سليوا حملته الطويلة للفوز بمنصب عمدة نيويورك، تقفز قطة بيضاء إلى خزانة الملفات، قبل أن تتسلق أعلى الثلاجة لتستقر هناك للراحة.

لا توجد مساحة كبيرة لاستيعاب القطط في الشقة، بعض هذه القطط يرعاه سليوا وزوجته مؤقتاً، وتبلغ مساحة الشقة 328 قدماً مربعة (30.66 متراً مربعاً)، وتساوي مساحة الشقة تقريباً ما يعادل مساحة اثنين من مواقف السيارات. (يبلغ الحد الأدنى للحجم القانوني للشقة الجديدة في نيويورك 400 قدم مربعة، لكن الشقق المبنية قبل عام 1987 يمكن أن تكون أصغر من ذلك بكثير).

سليوا رجل جريء لا يتوانى عن قول الحق حتى ولو تعرضت حياته للخطر، أسس مجموعة «الملائكة الراعية ذوو القبعات الحمراء»، وهي مجموعة تعنى بحماية الضواحي، تلقى ست رصاصات في بطنه خلال حادثة واحدة في التسعينات، بعد أن تحدث بجرأة ضد عائلة إجرامية قوية في نيويورك.

حملة في المترو

يقول بلهجة بروكلين: «أنظم حملتي في أحيان كثيرة في مترو الأنفاق وفي الشوارع، حملتي ليست مثل الحملات التقليدية، لكنها تتصف بالكثير من التفاعل الفردي مع الأشخاص». والسبب في ذلك هو أن سليوا يجد صعوبة في جمع الأموال، واستقطاب اهتمام الناس.

استطاع أن يهزم رجل الأعمال والناشط السياسي، فرناندو ماتيو، الذي حصل على تمويل أفضل، في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين لمنصب العمدة، والتي مرت في الغالب دون أن يلاحظها أحد. وسيواجه سليوا في انتخابات نوفمبر ضابط الشرطة السابق والعضو السابق في مجلس شيوخ ولاية نيويورك، إريك آدامز، الذي فاز في تلك الانتخابات التمهيدية.

شهرة

ويستفيد سليوا، 67 عاماً، من شهرة لا مثيل لها في مدينة نيويورك، حيث استقطب بقوة، وأحياناً بطريقة غير شريفة، اهتمام الصحافة منذ السبعينات، واستضاف برنامجاً إذاعياً حوارياً لمدة ثلاثة عقود. ولكن مع ميل أغلبية سكان نيويورك إلى الديمقراطيين، فإن سياسات المدينة تبدو في غير مصلحته.

تتمثل مشكلته الأخرى في الرئيس السابق، دونالد ترامب. لم يصوّت سليوا لمصلحة ترامب، الذي لم يؤثر رسمياً في السباق على رئاسة البلدية، لكن أكاذيب انتخاب الرئيس السابق تسبب له مشكلات. يقول: «بما أنني أنتمي للجمهوريين، فإن أكبر مشكلاتي هي أنهم لن يساعدوني أبداً لكي أفوز»، ويسترسل «كان أكبر عائق لي خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري هو إقناع الناس بالتصويت لمصلحتي، إنهم يعتقدون بأن أصواتهم لا معنى لها».

صراحة

كانت صراحة سليوا هي التي عرضته لإطلاق النار عليه في يونيو 1992. ظل سليوا ينتقد رئيس عائلة جامبينو الإجرامية، جون جوتي، الذي كان يخضع للمحاكمة في ذلك الوقت، وذات يوم استقل سليوا سيارة أجرة ليجد بداخلها اثنين من أعضاء المافيا، أطلق أحدهم ست رصاصات في بطنه. نجا سليوا بعد أن قفز فوق الرجل المسلح وخرج عبر النافذة الجانبية للسيارة. ولايزال يعاني من شظايا الرصاص في جسده.

ربما كان ماتيو هو مرشح ترامب المفضل في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، لكن سليوا فاز بتأييد من محامي ترامب السابق وعمدة نيويورك لفترتين، رودي جولياني، والذي تم أخيراً تعليق تراخيصه القانونية في نيويورك وواشنطن.

ظل سليوا على معرفة بجولياني منذ فترة طويلة، ويشيد بسياسة جولياني التي لا تتسامح مع الجريمة في نيويورك في تسعينات القرن الماضي. ويقول: «أنا أتعامل الآن مع الأحياء التي يوجد فيها فوضى لم أرَ مثلها من قبل، إنها سلوك مكتسب، وكما تعلم، يبدو الأمر وكأن الناس يدركون أنه يمكنهم الإفلات من العقاب، ولا توجد عواقب على أفعالهم».

وينتقد سليوا الشباب الذين يشغّلون الموسيقى بصوت عالٍ في الشوارع، ويصف ذلك على أنه مثال للسلوك غير المقبول، «يشعر الجميع أنه يمكنهم فعل ما يريدون، عندما يريدون، وبالطريقة التي يريدونها، ولا يخشون عواقب أفعالهم، وظللت أرى ذلك في جميع الأحياء المختلفة». ويسترسل «سيساعد التعديل السلوكي في تعليم الشباب أنه يتعين عليهم احترام حقوق الآخرين، لأن هذا السلوك لا يتعلمونه في المنزل».

ومن المرجح أن يتحاشى الناخبون الأصغر سناً، على وجه الخصوص، مرشحاً تبدو وعوده بـ«تعديل السلوك» مستمدة من زمن قديم. وسيكون هذا مخيباً لآمال سليوا، الذي ينظر الى جيل الألفية بنية حسنة، ولديه حضور متزايد على منصة «تيك توك»، وهو عاشق شغوف لموسيقى الرقص الإلكترونية. وتركز جهوده الرئيسة على استعادة مدينة نيويورك ما بعد «كوفيد-19»، وإعادة الحانات والمطاعم والحياة الليلية في المدينة الى العمل. ويقول: «دعونا نواجه الأمر، يجب أن تكون الطريقة التي يتنقل بها الناس آمنة، لاسيما النساء، النساء مرعوبات بسبب الاعتداء عليهن في مترو الأنفاق، وبسبب العنف والمضطربين عاطفياً والمشردين».

التحدث دون عناء

وكما هو متوقع من مضيف إذاعي حواري، يستطيع سليوا التحدث دون عناء وبصورة مطولة، إنه يتمتع بشخصية كاريزمية لا يمكن إنكارها، ويمارس دوره في التعبير. ويتحدث عن استراتيجية حملته المتمثلة في الظهور في أي مكان والتحدث مع الناس «أذهب إلى الأحياء حيث لا يوجد جمهوري واحد، الجمهوري الوحيد الذي يراه الناس هناك هو أبراهام لينكولن على ورقة الدولار فئة خمسة دولارات».

إذا تمكن سليوا من تحدي الصعاب، وتغلب على الفجوة في جمع التبرعات، والانتصار على الإحصاءات التي تظهر أن نيويورك مدينة ديمقراطية بأغلبية ساحقة، فقد يفوز في انتخابات رئاسة البلدية، ومن المحتمل ألّا يحتاج إلى موسيقى رقص إلكترونية لرفع مزاجه.

• يتميز كورتيس سليوا عن غيره من المرشحين بأن لديه 16 قطة تشاركه السكن، هو وزوجته في شقتهما بمانهاتن.

• استطاع سليوا أن يهزم رجل الأعمال والناشط السياسي، فرناندو ماتيو، الذي يملك تمويلاً أفضل، في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين لمنصب العمدة.

• ينتقد سليوا الشباب الذين يشغّلون موسيقى بصوت عالٍ في الشوارع، ويصف ذلك بأنه مثال للسلوك غير المقبول.

تويتر