بعد أن غادر معظم السكان أحياء المدينة بسبب «كورونا»

مشروع «الفن على الشارع» يبعث الحياة في واجهات نيويورك التجارية

صورة

عندما أصبحت مدينة نيويورك بؤرة لانتشار جائحة «كوفيد-19» العام الماضي، رأت باربرا أندرسون، وهي معلمة بالمدرسة الإعدادية، أن حي أبر ويست سايد يتغير من حولها. غادر الجيران المدينة، وارتفعت معدلات البطالة، وأغلقت المتاجر القديمة أبوابها، تاركة وراءها كتلاً من واجهات المحال الفارغة، لذلك قررت هذه السيدة أن تفعل شيئاً حيال ذلك.

في يونيو الماضي، أسست أندرسون مشروع «الفن على الشارع»، حيث يستخدم هذا المشروع واجهات المحال المغلقة في أحياء مدينة نيويورك كمساحة لعرض اللوحات أمام المارة. وتعتقد هذه السيدة أنه حل مناسب لملء واجهات المحال المهجورة بمشهد طويل الأمد، مشهد فني يجعل من مشروع «الفن على الشارع» في متناول العملاء والفنانين على حد سواء.

وتقول الفنانة باولا بيرموديز، التي شاركت في المعرض الأول الذي جاء تحت اسم «هيلنغ» أو التعافي: «يمكن أن تكون لديك الموهبة، ولكن لا تستطيع أن تجد مكاناً لعرض فنك ليراه الناس»، وتضيف «يجب أن يكون لديك الكثير من جهات الاتصال في نيويورك لكي يتسنى لك ذلك».

وتقول بيرموديز، التي عاشت في نيويورك منذ انتقالها إلى المدينة من كولومبيا قبل عقد من الزمان: «المعرض المجاني للفن في هذا الحي أصبح نعمة بالنسبة لي، لقد بدأت مسيرتي الفنية تصعد للتو بطريقة مذهلة».

الاستماع للفنانين

يمكن للمارة مسح رمز الاستجابة السريعة ضوئياً (كيو آر) الموجود على واجهات المتاجر لسماع الفنانين وهم يتحدثون عن عملهم. ويمكنهم أيضاً العثور على روابط لشراء العمل الفني مباشرة من الفنانين، بالإضافة إلى روابط لمواقع مالكي العقارات لأغراض الاستئجار. وجميع الفنانين من نيويورك، كما تنص شروط العرض، وما يقرب من 40٪ منهم أعضاء في مجموعات الأقليات.

عرض معرض «هيلنغ»، الذي استمر من نوفمبر 2020 حتى يناير 2021، 55 عملاً فنياً لـ41 فناناً عبر 12 واجهة محل. وتم بيع أكثر من 12 قطعة، وكسب الفنانون المحليون ما يقرب من 60 ألف دولار من عمليات البيع. المعرض الحالي «أويكنينغ»، أو الصحوة، والذي انطلق مطلع شهر يوليو، يضم 28 عملاً في 13 موقعاً في ويست فيلدج. وتم بيع أكثر من 12 قطعة بالفعل في المعرض الثاني، وحقق مبيعات وصلت لأكثر من 32 ألف دولار للفنانين المشاركين.

شارع بليكر، على سبيل المثال، هو واحد من أكثر الشوارع ازدحاماً وشعبية في المدينة. ويوجد في مبنى واحد في هذا الشارع 17 واجهة تجارية، سبع منها لاتزال فارغة. ويؤكد مشروع «الفن على الشارع» إمكانية ملء هذه المساحات، بل يمكن أن يتوسع المشروع على مستوى المدينة.

وبينما من المتوقع أن تنتعش مدينة نيويورك نتيجة للوظائف الشاغرة التي ستتاح، بعد أن يتحسن الوضع الصحي، تشعر أندرسون بالثقة بأن مشروع «الفن على الشارع» يمكن أن يستمر في المستقبل. وتعتقد أنه لن يتم أبداً تأجير مساحات البيع بالتجزئة في المدينة بنسبة 100٪، وقد يشارك جميع العارضين أيضاً في الأنشطة التجارية، حيث يرى مديرو المتاجر إمكانية استقطاب مزيد من الزبائن من خلال مجيئهم لرؤية اللوحات المعروضة على الشارع.

ويقبل فريق «الفن على الشارع» حالياً الطلبات المقدمة للمعرض الثالث «رزيلينسي» أو المرونة المقرر تنظيمه هذا الخريف في مانهاتن السفلى، ليتزامن مع الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية.

وتقول أندرسون إن رغبة الملاك في المشاركة تختلف من شخص لآخر، فهم لا يتوقعون أن يدفع لهم الفنانون إيجاراً. وقد يكون الأمر صعباً بالنسبة للفنانين عندما يتم تأجير بعض العقارات أثناء المعرض. وقد حدث ذلك مرات عدة، وفي هذه الحالة يقترح مالك العقار نقل العمل الفني إلى مكان شاغر قريب. وتخاطب بولين أودين، التي تمتلك عقاراً في ويست فيلدج أصحاب هؤلاء العقارات قائلة: «ما أود أن أقوله لأصحاب العقارات الآخرين هو أنه لا يوجد شيء تخسرونه من خلال عرض الصور على واجهات عقاراتكم».

• بينما يتوقع أن تنتعش مدينة نيويورك نتيجة للوظائف الشاغرة التي ستُتاح، بعد أن يتحسن الوضع الصحي، يشعر عارضون بالثقة في أن مشروع «الفن على الشارع» يمكن أن يستمر في المستقبل.

• رغبة الملاك في المشاركة تختلف من شخص لآخر، فهم لا يتوقعون أن يدفع لهم الفنانون إيجاراً. وقد يكون الأمر صعباً بالنسبة للفنانين عندما يتم تأجير بعض العقارات أثناء المعرض.

تويتر