10 ملايين بندقية في حوزتهم

حمل السلاح يقسم الأميركيين ويُحدث استقطاباً سياسـياً

اقتناء السلاح أسهل من شراء الكحول في أميركا. رويترز

عندما دان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حادث إطلاق النار في المدرسة بولاية فلوريدا، تفادى بشكل واضح التطرق إلى القضية الرئيسة، المتمثلة في وضع قيود على امتلاك الأسلحة. وكما كان متوقعاً كانت مسألة الهوية سبباً رئيساً للانقسام في أميركا تحت رئاسة دونالد ترامب، لكن بعد مذبحة أخرى في مدرسة أميركية بات ذلك لا معنى لها، وأصبحت السيطرة على السلاح القضية الأكثر استقطاباً في السياسة الأميركية.

وجد استطلاع

رأي أجري أخيراً

أن 42% يعيشون

في منزل توجد

به بندقية واحدة

على الأقل، وأن

72% منهم

أطلقوا النار.


في معظم الولايات

يمكن للشباب شراء

«آر 15» في سن

الـ18، ولكن عليهم

أن ينتظروا حتى

يبلغوا 21 عاماً

ليتمكنوا من شراء

الكحول.


للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

كانت هناك مناشدات لاتخاذ إجراءات ضد العنف المسلح من قبل الناجين وقادة المجتمع، بعد إطلاق النار على مدرسة «مارغوري ستونيمان دوغلاس» الثانوية. ودعا مدرب كرة السلة الشهير، ستيف كير، الحكومة الأميركية إلى التحرك «بدلاً من بناء جدار غبي (عند الحدود المكسيكية) يكلف مليارات الدولارات، الأمر الذي لا علاقة له بالأمن في بلادنا».

تحاشى الرئيس الأميركي بشكل متوقع قضية السيطرة على الأسلحة، وفضّل التركيز على الصحة العقلية للقاتل.

إلى ذلك، قام السياسيون الجمهوريون، الذين يسيطرون على مجموعة الضغط القوية (منظمة البنادق الوطنية)، بنشر صلواتهم وتعاطفهم عبر تغريدات على «تويتر».

كل شيء مألوف بشكل مثير للقلق، وكما لو أن إطلاق النار على مدرسة «ساندي هوك» في ولاية كونيتيكت، في عام 2012، لم يخلّف 26 قتيلاً، أو الهجوم داخل السينما في كولورادو في العام نفسه لم يخلّف 12 قتيلاً، أو المذبحة في مهرجان لاس فيغاس الموسيقي قبل أربعة أشهر فقط لم يذهب ضحيتها 58 قتيلاً.

كان إطلاق النار في مدرسة «مارغوري ستونيمان دوغلاس» الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا أعنف هجوم على مدرسة أميركية منذ حادثة «ساندي هوك» قبل ست سنوات، ويعتبر أيضاً الحادث السادس من نوعه في الولايات المتحدة حتى الآن هذا العام. نعم نحن مازلنا في شهر فبراير.

هل ستتعلم أميركا أي دروس من حادثة المدرسة في ولاية فلوريدا؟ يعتمد ذلك على ما إذا كانت هناك إصابات أخرى، والأمر يتعلق بالمسار المهني لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي. ويواجه الأخير دعوات للاستقالة، بعد أن اعترفت وكالته بأنهم فشلوا في التصرف، بناء على معلومات تفيد بأن المتهم بارتكاب المجزرة، نيكولاس كروز، يمتلك أسلحة، وقد يكون بصدد التخطيط لهجوم.

وقال حاكم ولاية فلوريدا، ريك سكوت، إن سوء تعامل مكتب التحقيقات الفيدرالي أمر «غير مقبول»، متابعاً أن «مكتب التحقيقات لم يتحرك». والأمر غير المقبول أيضاً أن الطالب السابق، البالغ من العمر 19 عاماً، كان قادراً على شراء بندقية هجومية من طراز «آر 15» شبه الآلية، التي يمكن أن تطلق 45 رصاصة في الدقيقة الواحدة. ومن المثير للقلق أيضاً أن هذه البندقية هي الأكثر شعبية في أميركا.

ووفقاً للمؤسسة الوطنية للرماية الرياضية، فإن هناك أكثر من 10 ملايين قطعة من هذا النوع في حوزة الأميركيين، ويمكن للناس شراؤها قبل السماح لهم باقتناء الكحول. وفي معظم الولايات، يمكن للشباب شراء «آر 15» في سن الـ18، ولكن عليهم أن ينتظروا حتى يبلغوا 21 عاماً ليتمكنوا من شراء الكحول.

يمكن لأي شخص الذهاب إلى متجر في الولايات المتحدة، وشراء بنادق هجومية شبه آلية عند بلوغ سن الـ18، بعد أن يخضع لفحص سيرته الذاتية، ولكن يجب أن ينتظر ثلاث سنوات لشراء مسدس يدوي. هذا من بين العديد من الأسباب التي تجعل قوانين الأسلحة الأميركية في حاجة ماسة للإصلاح.

السلاح نفسه

لم يكن كروز وحده الذي استخدم بندقية «آر15»، فقد كان السلاح المفضل لأسوأ القتلة الآخرين في الولايات المتحدة، حيث استخدمه مهاجمو «ساندي هوك»، وكولورادو، ولاس فيغاس.

وفي كل مرة يحدث مثل هذا القتل، يتم شراء البنادق نفسها بكميات كبيرة من قبل أميركيين ينتابهم الذعر والقلق بأنهم سيكونون الضحايا في المرة المقبلة. وقبل المجزرة الأخيرة، أظهرت استطلاعات الرأي أن أميركا منقسمة حيال مسألة السيطرة على السلاح.

ووجد الاستطلاع الذي أجراه مركز «بيو» للأبحاث، العام الماضي، أن 47% من الأميركيين يريدون حماية حقوق حمل السلاح، مقارنة بنسبة 51% الذين يؤيدون تشديد الرقابة على الأسلحة. كما وجد الاستطلاع أيضاً أن 42% يعيشون في منزل توجد به بندقية واحدة على الأقل، وأن 72% منهم أطلقوا النار.

ملكية السلاح حق دستوري، وسيكون دائماً، ولكنْ هناك شيء يجب أن يتغير إذا كنا نريد منع المزيد من المذابح.

مارك أيتكن : كاتب صحافي

تويتر