بعد تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لإسلام آباد

باكستان تلجأ إلى روسيا والصين عوضاً عن واشنطن

صورة

ذكر وزير الدفاع الباكستاني، خورام داستجير، أن باكستان بدأت تعميق علاقاتها مع روسيا والصين، في الوقت الذي استمرت فيه تداعيات القرار الأميركي القاضي بتعليق ملياري دولار كمساعدات عسكرية، ظلت تقدمها أميركا إلى إسلام أباد. وأكد داستجير، لوسائل إعلامية، أن حكومته تعمل على «إعادة تقييم إقليمي للسياسة الخارجية والأمنية الباكستانية»، ما يهدد بتقويض جهود الحرب الأميركية في أفغانستان. وقال خان إن باكستان تتطلع إلى روسيا والصين، وكذلك أوروبا، للحصول على إمدادات عسكرية جديدة، حيث إن الولايات المتحدة «اختارت كيل الانتقادات، بدلاً من التعاون». وقال «لقد اشترينا بالفعل بعض المروحيات الروسية، خلال السنوات الثلاث الماضية». وأضاف «هذا ما نسميه إعادة تقييم إقليمي للسياسة الخارجية والأمنية لباكستان». وذلك لأن الولايات المتحدة ذكرت هذا الشهر أنها ستعلق مساعدات أمنية لباكستان، بقيمة مليارَيْ دولار، بسبب ما تعتبره واشنطن رفض إسلام أباد القيام بما يكفي للتصدي للإرهاب، لاسيما عبر الحدود الأفغانية.

العلاقات الباكستانية المزدهرة مع بكين، تثير

أيضاً قلقاً في واشنطن، في الوقت الذي

يقوم فيه مسؤولون أميركيون بتعزيز التحالفات

مع دول أخرى في المنطقة، بما فيها الهند،

كحصن ضد الطموحات الإقليمية الصينية.

وقد تخلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن سياسة سحب القوات الأميركية من أفغانستان، في محاولة لإعادة الأمن لهذه البلاد، التي عانت سلسلة من الهجمات القاتلة في السنوات الأخيرة، ويبدو أن بعض هذه الهجمات ينطلق من الحدود الباكستانية. وفي وقت سابق من الشهر الماضي، غرد ترامب زاعماً أن باكستان حصلت على 33 مليار دولار من المساعدات الأميركية على مدى 15 عاماً، ولم تقدم شيئاً نظير ذلك «سوى الكذب والخداع». ووصف خان تعليقات ترامب بأنها «عدائية للغاية» و«عديمة الجدوى». وأضاف: «من المؤسف أن نناقش الأرقام (كمية المساعدات)، بينما تنفلت أفغانستان ببطء بعيداً عن السيطرة الأميركية والأفغانية». وأدت هذه المواجهة إلى أكبر تصدع في تحالف دام 70 عاماً بين البلدين. وعلى الرغم من تحذير إسلام أباد من أنها ستشتري أسلحة من دول أخرى، يؤكد خان أن باكستان والولايات المتحدة لاتزالان تشتركان في العديد من المصالح، لكن واشنطن «ظلت في الآونة الأخيرة تركز على نقاط الاختلاف». ورداً على سؤال حول تقارير تفيد بأن إسلام آباد يمكن أن تشتري مجموعة من الطائرات المقاتلة طراز سوخوى سو - 35 من روسيا، قال خان «ليس بعد»، لكنه أضاف «لقد فتحنا حواراً مع روسيا، وهو الأمر الذي لم نكن نقترب منه تقليدياً، لأننا كنا ننتمي بشدة للمخيم الغربي».

ويتألف العمود الفقري للقوات الجوية الباكستانية، حالياً، من طائرات F-16، التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن الأميركية، على الرغم من أن خان قال إن إسلام أباد لم تتلقَّ قطع غيار من الولايات المتحدة لسنوات عدة. وقال «إننا نستخدم ابتكاراتنا، ونستخدم مصادر أخرى للحفاظ على الحالة العملياتية للأسطول». والتي يرى أنها مهمة صعبة للغاية.

وأضاف خان أن هناك جدالاً حول اتخاذ خطوة أكثر جرأة، لمنع الولايات المتحدة من استخدام الأراضي والطرق الجوية المؤدية إلى أفغانستان، على الرغم من أن المسؤولين الباكستانيين ذكروا لوسائل إعلامية أن باكستان ستلجأ بدلاً من ذلك لزيادة رسوم العبور. وقد توقفت إسلام أباد بالفعل عن تقاسم المعلومات الاستخباراتية الرئيسة، التي تجمعها من أفغانستان مع الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه فإن العلاقات الباكستانية المزدهرة مع بكين تثير، أيضاً، قلقاً في واشنطن، في الوقت الذي يقوم فيه مسؤولون أميركيون بتعزيز التحالفات مع دول أخرى بالمنطقة، بما فيها الهند، كحصن ضد الطموحات الإقليمية الصينية.

وتعتزم الصين إنفاق 55 مليار دولار في باكستان، على مشروعات البنية التحتية، كجزء من خطتها لبناء شبكة من الطرق التجارية في جميع أنحاء العالم، ما يثير المخاوف في الولايات المتحدة، من أن باكستان يمكن أن تتحول إلى دولة عميلة لجارتها الشمالية. ويبدو أن المسؤولين في إسلام أباد، وجدوا الدعم من بكين في مواجهتهم مع واشنطن. ويقول خان: في الحقيقة نسعى لعلاقات أفضل مع روسيا، وتعميق علاقتنا مع الصين، وهذا رد طبيعي على ما يفعله الأميركيون بنا، ولديهم أسبابهم الخاصة بهم. إنهم يريدون استخدام الهند، في رأينا، لاحتواء الصين.

تويتر