زرعها الجيش لمنع عودتهم إلى بيوتهم مرة أخرى

الألغام آفة أخرى على درب تهجير الروهينغا

صورة

في اللحظات الأخيرة من حياته، لم يعد الفتى عزيز الحق، يقوى حتى على الصراخ ألماً، وهو يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، بعد أن مزق جسده لغم مضاد للأفراد زرع على درب الهجرة القسرية للروهينغا.


- قال مسؤول كبير في بنغلاديش إن الجيش البورمي زرع الألغام المضادة للأفراد لمنع الروهينغا من العودة إلى منازلهم. واستخدام الألغام المضادة للأفراد محظور في معظم دول العالم، بموجب اتفاقية أوتاوا لعام 1997، لكن بورما غير موقعة عليها.

- تتعرّض الزعيمة البورمية، أونغ شان سو شي، الحائزة «نوبل للسلام»، لانتقادات دولية، لموقفها المبهم من مصير هذه الأقلية، التي تصنفها سلطات بورما من الأجانب، ولا تمنحها أي حقوق. ومن المقرر أن تخرج عن صمتها، الأسبوع المقبل، في خطاب عبر التلفزيون.

وبدا عزيز الحق، البالغ من العمر 15 عاماً، والممدد على سرير في مستشفى ببنغلاديش، غير بعيد عن الحدود مع بورما، ضعيفاً، حتى إنه بالكاد كان بإمكانه توسل أمه لتمده بعصير. لكن هذه الأخيرة لا تملك مالاً لشراء عصير لابنها.

وفقد عزيز المضمد من الرأس إلى القدمين، والمصاب بشظايا في كل جسده، ساقيه وجزءاً من يده بانفجار لغم حين كان يسير مع مئات آلاف الروهينغا الفارين إلى بنغلاديش، بسبب أعمال العنف والقمع التي يتعرضون لها في غرب بورما.

والتقى فريق من وكالة فرانس برس، عزيز الحق، صباح أول من أمس، في مستشفى كوكس بازار. وتوفي الولد صباح أمس، متأثراً بجروحه، بحسب المستشفى.

وكانت أسرته تفرّ من قريتها ديبينا بولاية راخين البورمية، وكانت قريبة جداً من الحدود مع بنغلاديش المسيّجة بأسلاك شائكة، حين داست قدمه على اللغم.

وتروي أمه، رشيدة بيغوم، التي أمضت معه ليلته الأخيرة «سمعنا دوي انفجار كبير حين داس عزيز الحق على لغم (..) رأيت ساقيه تتطايران».

وأضافت رشيدة، وهي أم لأربعة أطفال، «كان الجميع يتقدم مسرعاً. لا أحد يمكنه الاهتمام بغيره، لأن البورميين كانوا يطردوننا من الخلف، ويحرقون القرى».

وبعد روايات المجازر والتعذيب والاغتصاب الجماعي بيد جيش بورما، التي باتت رائجة بين اللاجئين الروهينغا، تشكل الألغام المضادة للأفراد المزروعة على طريق تهجيرهم، آفة جديدة في معاناة هذه الأقلية المسلمة المضطهدة منذ عقود في بورما.

اضطهاد منهجي

وقال مسؤول كبير في بنغلاديش إن الجيش البورمي زرع هذه الألغام لمنع الروهينغا من العودة إلى منازلهم. واستخدام الألغام المضادة للأفراد محظور في معظم دول العالم بموجب اتفاقية أوتاوا لعام 1997، لكن بورما غير موقعة عليها.

وقالت تيرانا حسن، من منظمة العفو الدولية «إن كل المعلومات تشير بأصابع الاتهام إلى قوات الأمن البورمية، التي تستهدف عمداً نقاط العبور التي يستخدمها لاجئو الروهينغا». وأضافت «انها طريقة قاسية وبلا رحمة لمفاقمة مصير أناس يفرّون من حملة اضطهاد ممنهج».

وأعمال العنف محتدمة في راخين منذ نهاية أغسطس الماضي، حيث شنّ جيش بورما حملة قمع رداً على هجمات مسلحين من الروهينغا.

وطلب مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، من سلطات بورما «خطوات فورية» لوقف التطهير العرقي، الذي دفع نحو 380 ألفاً من الروهينغا إلى اللجوء في بنغلاديش المجاورة، ما تسبب في أزمة إنسانية حادة.

وتتعرّض الزعيمة البورمية أونغ شان سو شي، الحائزة نوبل للسلام، لانتقادات دولية لموقفها المبهم من مصير هذه الأقلية، التي تصنفها سلطات بورما من الأجانب، ولا تمنحها أي حقوق. ومن المقرر أن تخرج عن صمتها الأسبوع المقبل في خطاب عبر التلفزيون.

وكان نحو 20 من الروهينغا يتلقون العلاج من إصابات بالرصاص، والمتفجرات، وحروق، في القاعة ذاتها التي أسلم فيها عزيز الحق الروح. وأصيبت سابيكون نهار (50 عاماً) في ساقيها، بعد أن داست على ما يبدو على لغم غير بعيد من مكان إصابة عزيز الحق. وتقول بينما تنهمر دموعها «لست أدري إن كنت سأتمكن من المشي في يوم ما».

تويتر