فضيحة تايغر وودز تكشف تفسّخ المجتمع الأميركي

تايغر وودز نجومية تترنح بفعل الفضائح.           أرشيفية

بعد اعتذاره واعترافه بخيانته لزوجته المحبة له، عارضة الأزياء السويدية السابقة إلين نورديغرين، وبعد أن زاد عدد عشيقاته على ،10 قرر أسطورة الغولف الأميركي الأسود الابتعاد عن هذه اللعبة إلى أجل غير مسمى، بينما أصبحت حكايته خلال أقل من ثلاثة أسابيع مادة دسمة تقتات عليها ماكينة الإعلام ليس الأميركية فحسب، بل العالمية أيضاً، ويتندر بها وعليها الصحافيون ومقدمو البرامج الإذاعية والتلفزيونية، لتصبح أخباره المادة الأكثر قراءة ومتابعة، ليس رياضياً، بل سياسياً واجتماعياً.

فقبل أسبوعين، كانت النظرة العامة لوودز الحاصل على لقب البطولة العالمية للغولف 41 مرة، على أنه ذلك المثال القدوة والرياضي النظيف والأب الرائع والزوج المثالي المحب لزوجته، حتى تعرض لحادثة المرور المعروفة في الساعات الأولى من صباح 27 نوفمبر الماضي، والتي قلبت حياته رأساً على عقب، حيث راحت وسائل الإعلام تتناول أخباره الشخصية، فاضحة المستور من تفاصيل علاقاته الغرامية مع نادلات ومضيفات في ملاهٍ ليلية، ونجمات أفلام إباحية ومن بينهن أيضاً مذيعة بريطانية لم يعرف اسمها بعد.

ومنذ الحادثة لم يظهر وودز في أي وسيلة إعلامية، وانسحب من بطولة «شيفرون» العالمية للغولف 2009 في ثاوزاند أوكس بولاية كاليفورنيا، واكتفى حينها بالتعليق على موقعه الرسمي بأنه يعتذر على «الزلات» التي ارتكبها، معتذراً لزوجته التي اعترف بخيانته لها وقال: «إنني أدرك بعمق ما سببه عدم إخلاصي من خيبة وألم للكثير من الناس، خصوصاً زوجتي وولديّ، وأريد أن أعتذر للجميع وأطلب منهم المغفرة. وسأسعى بكل جهد ممكن إلى إصلاح الضرر الذي تسببت فيه وإنقاذ زواجي».

وعلى الرغم من المعلومات التي ترددت عن شجار شرس خاضته في منزلهما الفخم مع زوجها، وأنها ضربته، وأن آثار ذلك مازالت بادية على وجهه، فإن نورديغرين أكدت أنها ستقف بجانب زوجها من أجل طفليهما، لأنها تدرك معنى وحجم المعاناة التي يعانيها الأطفال عندما ينفصل الأبوان، فهي التي عانت الكثير من طلاق أمها السياسية السويدية المعروفة من أبيها الكاتب والمذيع المعروف، وهي لم تكن قد تجاوزت السادسة من عمرها، وهذا ما لا تريده لابنهما تشارلي (10 أشهر)، وابنتهما سام (عامان).

تحصن قضائي

وفي ظل تدفق إعلامي ومعلوماتي وتنافس خطير على الحصول على بيانات وقصص دقيقة وصور عارية للنجم الرياضي الأسطوري، حصل وودز على أمر من المحكمة البريطانية تمنع بموجبه أي وسيلة إعلام بريطانية من بث أو نشر أي صور عارية له، أو أي فيلم مخل له، بعد أن تنافست الصحف البريطانية على نشر أكبر عدد من الاعترافات من النساء اللاتي يدعين أنهن على علاقة به، وقد حصلت مكاتب «شيلينغ» القانونية المختصة بحماية سمعة المشاهير على قرار المحكمة العليا في بريطانيا، الذي يمنع أي مطبوعة من نشر أي صور تمس سمعة اللاعب، غير أن هذه المكاتب لم تشر إلى احتمال وجود أي صور أو أفلام فاضحة لوودز، واكتفت بالقول في رسالة رسمية لها: «موكلنا ليس على علم بوجود أي صور من هذا القبيل».

سيرة ضد العنصرية

ولد وودز في 30 ديسمبر 1975 لليفتنانت كولونيل إيرل وودز الذي حارب في فيتنام ضمن القوات الأميركية الخاصة، وهو خليط من أصول إفريقية وآسيويه، وهندية حمراء. وأخذ عن أبيه احترامه الشديد للعسكريين، ويقول إنه يكن عميق التقدير لكل من قاتل حفاظاً على حياة الأميركيين وإنقاذهم، ودفاعاً عن الأمن القومي للولايات المتحدة وتزوج عام 2005 ،بعارضة الأزياء السويدية، إيلين نورديغرين وأنجبا طفلتهما الأولى سام في يونيو ،2007 وقبل 10 أشهر أنجبا ابنهما الثاني تشارلي.

وجدد في كلمة له في الصيف الماضي دعمه المطلق للرئيس الأميركي باراك أوباما وقال إن من واجب كل أميركي تكريم أولئك الرجال والنساء الذين يرتدون الزي العسكري، ويعملون في مناطق خطرة من العالم دفاعاً عن ذويهم وابناء شعبهم، وإعلاء لقيم الحرية والديمقراطية.

وكغيره من الملونين والمخلطين كان وودز في صغره من ضحايا العنصرية، ويتذكر معاناته الكبيرة وبعض الأحداث، منها أن زملاء له بيضاً في المدرسة ربطوه أول يوم له في المدرسة في شجرة وأوثقوا يديه ورجليه، ورسموا على وجهه وجسمه كلمة «زنجي» وكلمات عنصرية أخرى بالدهان، ثم رشقوه بالحجارة قبل ان يتركوه، ويقول في هذا الشأن «أدركت تماماً هويتي العرقية التي جعلتني مختلفاً عن زملائي البيض منذ اليوم الأول لي في الحضانة ثم في المدرسة». مشيراً إلى أن المعلمين لم يفعلوا الكثير له في ذلك اليوم ولا بعد ذلك. ويضيف أنه عرف لاحقاً من أبويه أن منزلهما كان يتعرض للرشق بالحجارة والنفايات بصورة يومية، وأنهما اعتادا على ذلك. ويقول والده إن كثيراً من الأميركيين السود يشعرون بأن ابنه يكره لونه الأسود، ويعتقدون أنه يتمنى لو كان أبيض اللون، ولكن هذا غير صحيح وهذا الاعتقاد يعود إلى أن وودز لم يعش فترة كبيرة وسط بيئة الأولاد السود، وإنما نشأ وسط بيئة ثقافية للأولاد البيض والآسيويين، ما أكسبه مرونة وتنوعاً وانفتاحاً، وكانت بشرته الفاتحة اللون التي ورثها عن أمه التايلاندية عاملاً مساعداً في ذلك

ويقول إن معاناته من التمييز لم تنته حتى حينما كبر وتفتحت مواهبه في لعبة الغولف، التي لا يجيدها إلا قلة من السود، حيث تعرض للكثير من مضايقات البيض الذين ضاقوا بموهبته التي تتفتح وتزداد نضجاً يوماً بعد آخر، وعلى هذا فكثيرون يعتبرون فضيحته ضربة موجعة للسود، خصوصاً بعد صعود أوباما.

وتحدثت بعض التقارير عن أن وودز غادر منزل الزوجية غاضباً إثر مشاجرة قبيل الحادث، وأنه عرض على الزوجة 55 مليون دولار للوقوف إلى جانبه ومحاولة إصلاح صورته التي هزتها الفضائح، بينما توقعت تقارير أخرى أن تخرج الزوجة بـ300 مليون دولار كتسوية في حال طلاقهما.

وحين نشرت بعض وسائل الإعلام أخباراً عن وقوف روديغرين بجانب زوجها، على الرغم من اعترافه بخيانته لها، أكد مصدر في السويد شراء روديغرين منزلاً مؤلفاً من ست غرف على جزيرة صغيرة قريبة من ستوكهولم لا يمكن الوصول إليها إلا بقارب، حيث أكدت خبيرة في مجال العقارات أن الأمر صحيح، وأن الجزيرة قريبة من العاصمة، إلا أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى المنزل هي الإبحار لمدة 45 دقيقة.

وعن قراره التوقف عن اللعب لأجل غير مسمى، قال مفوض اتحاد لاعبي الغولف المحترفين، تيم فينتشيم، إنه لن يحاول حث وودز على التراجع عن قراره، وقال: «ندرك أولوياته، ونحترم ونقدر طلب عائلته للخصوصية، ونتوق لعودته عندما يرى الوقت مناسباً لذلك».

مغامرات وعشيقات

على الرغم من نفيه في البداية، فإن النادلة الكاليفورنية الجميلة جايمي غروبس (24 عاماً) أكدت أنها أقامت علاقة معه وبثت بريداً صوتياً ادعت أن وودز بعثه لها، في برهان على زعمها إقامة علاقة غرامية معه قالت إنها دامت 13 شهراً.

كما ضمت لائحة العشيقات نجمة الأفلام الإباحية، هولي سيمبسون (36 عاماً)، ومديرة أحد ملاهي لاس فيغاس كاليكا موكين (27 عاماً)، وعارضة الأزياء جايمي جون غيرز (26 عاماً)، وميندي لاوتون (33 عاماً)، وهي نادلة من أورلاندو، وثلاث نساء أخريات لم تحدد هوياتهن تردد أن بينهن مذيعة بريطانية، وبلغ الأمر ببعضهن السخرية من زواج وودز، ووصفه بأنه مجرد خدعة لذر الرماد في العيون، والتغطية على علاقاته النسائية. ومن المفارقات الظريفة التي تبعث على الضحك ما وجهه القس آل شاربتون من تقريع ولوم لنجم الغولف ليس على خيانته لزوجته المحبة له، إنما لأن علاقاته غير المشروعة كانت مع الفتيات البيض وليس السود، حيث قال إنه أمر معيب ويعكس ضيقاً من وودز بأبناء وبنات جنسه ولونه، متسائلاً عن العيب في الفتيات الأميركيات من أصول إفريقية الذي دفع وودز إلى تجنب إقامة علاقات معهن.

شهرة وثروة

يعتبر وودز من أبرز لاعبي الغولف وأكثرهم شهرة في العالم، وسبق أن حطم معظم الأرقام القياسية فيها، أبرزها أنه كان في عام 2001 حيث كان أول لاعب يفوز بالدورات الكبرى على التوالي، ويتضمن سجله 14 لقباً في بطولات «الغراند سلام»، كما أحرز العديد من الجوائز والألقاب المحلية والإقليمية والدولية، وتقدر ثروته بأكثر من مليار دولار، تشكل الإعلانات التجارية جزءاً لا يمكن اغفاله منها، ولكن تضرر سمعته ألحق ضرراً بفرصه في الإعلانات وجهوده للحفاظ على عقود بملايين الدولارات، حيث تم سحب إعلان يظهر فيه وودز لمصلحة شفرات «جيليت» للحلاقة في أوقات الذروة على شاشات أميركية، بعد يومين من وقوع الحادثة، كما تم فسخ عقده مع شركة منتجة للمشروب الرياضي «غاتوراد تايغر»، إلا أن شركة «بيبسي» المالكة للمشروب، قالت إن فسخ العقد ليس له علاقة بما حصل لوودز، إنما هناك رؤية جديدة للشركة لإفساح المجال لإصدار منتجات جديدة لعام 2010.


الزوجة المخدوعة إلين نورديغرين. أرشيفية

أشهر 10 عشيقات في أميركا وبريطانيا

  1. جايمي غروبس

    نادلة من كاليفورنيا (24 عاماً) تقول إنها أقامت علاقة مع وودز دامت 13 شهراً.
  2. ماريا تشابور

    مقدمة برامج تلفزيونية سابقة (41 عاماً) من الأرجنتين، واعترفت في يونيو الماضي بتفاصيل علاقتها بحاكم ولاية كارولينا الجنوبية مارك سانفورد.
  3. ريلي هانتر

    ممثلة ومنتجة أفلام، وهي المرأة الأخرى في حياة المرشح الأميركي للرئاسة السابق 2008 جون إدواردز.
  4. مارلين مونرو

    ممثلة ارتبطت بعلاقة حميمة مع الرئيس الأميركي جون كينيدي، وكانت علاقتهما مادة دسمة للإعلام الأميركي.
  5. آني بولين

    راهبة أقامت علاقة بالملك البريطاني هنري الثامن، وكانت سبباً في نزاع ديني أدى إلى انفصال الأنجليكانيين عن الكاثوليك. وتزوجا لتصبح ملكة.
  6. أشلي دوبري

    مغنية وبائعة هوى ارتبطت بعلاقة مع حاكم نيويورك إليوت سبتزر، الذي استقال تحت ضغط الفضيحة.
  7. لوسي ميرسر

    سكرتيرة إليانور زوجة الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، حيث اكتشفت إليانور رسائل غرامية ساخنة بين ميرسر وزوجها، الذي لم يحترم وعوده لها بإنهاء العلاقة مع ميرسر التي توفيت بعده.
  8. مونيكا لوينسكي

    متدربة في البيت الأبيض استمرت علاقتها مع الرئيس الأميركي بيل كلنتون عامي 1995و1996 وأدت الفضيحة إلى مساءلته أمام مجلس الشيوخ.
  9. كاميلا باركر

    دوقة كورنول، تسربت أول أنباء عن علاقتها بولي العهد البريطاني الأمير تشارلز عام 1993 ،وطلقت زوجها لتتزوج به بعد سنوات من موت زوجته الأميرة ديانا في حادث المرور المأساوي في أحد أنفاق باريس عام 1997.
  10. آمي فيشر

    أقامت عام 1991 وهي في الـ16 علاقة مع جوي بوتافوكو خبير السيارات والميكانيكي الثري في جزيرة لونغ آيلاند القريبة من نيويورك، والذي يكبرها كثيراً في العمر، وبعد مناقشة ساخنة انتهت بتهجمها بالضرب على زوجته ماري جو، تم إيداع فيشر السجن لمدة سبعة أعوام.
تويتر