بدء محادثات بين الأمم المتحدة وروسيا بشأن اتفاق تصدير الحبوب

الكرملين: خيرسون جزء من روسيا رغم الانسحاب العسكري منها

عمال الإنقاذ في خدمة الطوارئ الأوكرانية يعملون في موقع مبنى تضرر من القصف في مدينة ميكولاييف. أ.ف.ب

أعلنت موسكو أمس أن قواتها أكملت الانسحاب من مدينة خيرسون الأوكرانية الاستراتيجية، وأن وضعها كجزء من روسيا لم يتغير، فيما أكدت كييف استعادة عشرات المناطق التي تتناثر بها الألغام في الجنوب إثر انسحاب الروس منها. في الأثناء قالت الأمم المتحدة إن محادثات بين وفد روسي ومسؤولين كبار من المنظمة الدولية بدأت في جنيف بشأن اتفاق تصدير الحبوب.

وتفصيلاً، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع القول إنها استكملت سحب القوات من الضفة الغربية لنهر دنيبرو، بعد يومين من إعلان موسكو الانسحاب المفاجئ.

وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالات الأنباء الحكومية الروسية، إن الانسحاب اكتمل في الساعة الخامسة من صباح أمس، ولم تُترك وحدة واحدة من المعدات العسكرية وراءها.

شملت المناطق التي غادرها الجيش الروسي مدينة خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها موسكو خلال حربها في أوكرانيا لمدة ثمانية أشهر ونصف.

وفي أول تصريحات علنية للكرملين منذ أن أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو أن القوات الروسية ستنسحب من مدينة خيرسون إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو، قال بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف «كان هذا اقتراح القائد سوروفيكين وكان هناك قرار وزير الدفاع. ليس لدي ما أضيفه أكثر من ذلك، ليس لدي ما أقوله بشأن هذا الموضوع»، في إشارة إلى تصريحات لوزارة الدفاع، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء أمس.

وقال إن روسيا مازالت ملتزمة بتحقيق أهداف ما تسميه «عمليتها العسكرية الخاصة» في أوكرانيا.

وأضاف أن الصراع «لا يمكن أن ينتهي إلا بعد تحقيق أهدافه أو بتحقيق تلك الأهداف من خلال مفاوضات السلام».

وتابع «لكن نظراً للموقف الذي اتخذه الجانب الأوكراني، فإن محادثات السلام مستحيلة».

على صلة، قال الكرملين إن انسحاب القوات الروسية من خيرسون لن يغير وضع المنطقة التي أعلنت موسكو ضمها من أوكرانيا.

وأضاف أن منطقة خيرسون الأوكرانية بأكملها وعاصمتها تشكلان جزءاً من روسيا على الرغم من انسحاب الجيش الروسي من المنطقة التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر.

وقال المتحدث باسم الكرملين أمس إن منطقة خيرسون «تابعة لروسيا الاتحادية»، و«لا يمكن أن يكون هناك تغيير».

وأضاف أنّ الرئاسة الروسية «غير نادمة» على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله الرئيس فلاديمير بوتين في سبتمبر ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا وبينها خيرسون.

من جانبها، رحبت الخارجية الأوكرانية أمس بإعلان انسحاب روسيا من شمال منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا ووصفته بأنه «نصر مهم».

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر «أوكرانيا تسطر نصراً مهماً آخر في الوقت الحالي وتثبت أن مهما تقول روسيا أو تفعل، أوكرانيا ستنتصر».

ورغم ذلك قالت تقارير أوكرانية إن الآلاف من القوات الروسية لاتزال موجودة على الضفة الغربية من النهر.

وصرح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الخميس لرويترز بأن الانسحاب الروسي من خيرسون سيستغرق أسبوعاً على الأقل.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور الليلة قبل الماضية إن القوات الأوكرانية استعادت 41 منطقة مع تقدمها في الجنوب.

وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أنها ستفرض سرية على تحركاتها الأخيرة لكنها أعلنت قائمة من 12 منطقة قالت إنه جرى استعادتها حتى يوم الأربعاء.

على صعيد آخر قتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح آخرون ليل الخميس الجمعة في ضربة صاروخية على مبنى سكني في مدينة ميكولاييف بجنوب أوكرانيا، كما ذكرت إدارة المنطقة.

وقال رئيس الإدارة الإقليمية فيتالي كيم على تطبيق «تليغرام» إن «أحد الصواريخ أصاب مبنى سكنياً من خمسة طوابق ودمره».

وفي جنيف قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي إن محادثات بين وفد روسي ومسؤولين كبار من المنظمة الدولية بدأت أمس حول شكاوى موسكو بشأن مبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب.

وتأتي المفاوضات قبل ثمانية أيام فقط من الموعد المقرر فيه تجديد الاتفاق. وساعد الاتفاق في تفادي أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بتصدير الأغذية والأسمدة من بضعة موانئ أوكرانية على البحر الأسود.

وقالت فيلوتشي في جنيف إن مارتن غريفيث، منسق مساعدات الأمم المتحدة الذي يرأس المحادثات المتعلقة بالصادرات الأوكرانية، وريبيكا غرينسبان، المسؤولة التجارية الكبيرة في المنظمة الدولية، يجتمعان مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين بمكتب المنظمة في جنيف.

وقالت في إفادة صحافية «نأمل أن تعزز هذه المناقشات التقدم المحرز في تسهيل صادرات الأغذية والأسمدة القادمة من روسيا الاتحادية إلى الأسواق العالمية بلا عراقيل».

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين أمس إن العمل جار لمعالجة عدد من المخاوف الروسية بشأن مبادرة الحبوب، والتي من المقرر أن ينتهي العمل بها في 19 نوفمبر. وأضاف بيسكوف، هناك تفاهم متبادل «بشأن دعوات روسيا للغرب لإزالة العقبات» أمام صادراتها من الأسمدة والحبوب.

تويتر