مقاتلون في الظل.. طبيب ومعلمة ومصرفية في مواجهة المجموعة العسكرية في ميانمار

يرفض آلاف المعارضين للمجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار، من مهندسين وموظفين مدنيين وغيرهم العودة إلى العمل بعد ستة أشهر من الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة أونغ سان سو تشي المنتخبة، مجازفين بذلك بحياتهم.

روى ثلاثة من هؤلاء مع تغيير أسمائهم لأسباب أمنية، لوكالة فرانس برس حياتهم اليومية بين الأمل والغضب.

- المصرفية -«أفضل أن أموت جوعا على العودة إلى العمل».
عندما وقع الانقلاب صباح الأول من فبراير، كانت شوي يا مين تعمل منذ 17 عاما في المصرف المركزي الميانماري، وعملت من قبل في ظل الأنظمة العسكرية السابقة.

لكن استيلاء العسكريين على السلطة بعد مرحلة ديموقراطية استمرت عشر سنوات، أثار غضب هذه الشابة.

في الأيام التي تلت الانقلاب، انضمت مع زوجها إلى حملة العصيان المدني الواسعة النطاق التي ما زالت تعطل جزءا كبيرا من الاقتصاد، بما في ذلك القطاع المصرفي.

في مايو، صرفت من عملها وطلب الجيش منها أن تسدد رواتب الأشهر التي لم تعمل خلالها.

ورفضت شوي يا مين ذلك وتوقفت عن دفع الفواتير وعن إرسال ابنتها إلى المدرسة.

ومنذ فصلت رسميا، أصبحت تشعر بدرجة أقل من الخوف من توقيفها من قبل قوات الأمن التي سجنت عددا كبيرا من المضربين.

لكن الحياة اليومية تزداد صعوبة في البلد الذي ينتشر فيه فيروس كورونا إلى جانب فوضى سياسية واقتصادية.

وقالت بحزن إن «كلفة المعيشة ارتفعت بشكل كبير منذ الانقلاب (...). ومدخراتنا تكفينا حتى الشهر المقبل فقط».

وأضافت أن «بعض الزملاء الذين ظلوا مثلي في رانغون يبيعون البيض وجوز التنبول ليتمكنوا من مواصلة دفع إيجار سكنهم؛ كثيرون منهم عادوا إلى قراهم».

- الطبيب -«أخشى أن يقتلوني من الخلف أثناء معالجة» مرضى.
بعيد الانقلاب، غادر يين مونغ (33 عاما) المستشفى الذي كان يعمل فيه ويسيطر عليه الجيش حاليا.

في الأسابيع القليلة الأولى، ساعد في معالجة متظاهرين في عيادة سرية في ماندالاي، ثاني أكبر مدن في البلاد.

لكن خروجه إلى الشارع اليوم محفوف بالمخاطر. فعدد كبير من زملائه مدرجون على اللائحة السوداء للمجموعة العسكرية التي تعتبر المعالجين المضربين «أعداء للدولة».

ويضطر يين مونغ للتشخيص عبر الإنترنت أو الهاتف.

وهذه ضرورة اليوم في ميانمار حيث يرفض العديد من المصابين بكوفيد-19 الذهاب إلى المستشفيات الخاضعة الآن لسيطرة العسكريين.

وأكد يين مونغ أن «المشاركة في حملة العصيان المدني لا تعني التخلي عن المرضى» كما يقول الجيش.

واضاف «نحن نجازف بوظائفنا وحياتنا من أجل جميع السكان».

- المعلمة -قبل الانقلاب «كان المعلمون محترمين» واليوم «لا يعاملنا العسكريون كبشر».
فرت خين لين من المدرسة التي كانت تعمل فيها، وكذلك فعلت شقيقتها ووالدتها قبل ثمانية أشهر من تقاعدها.

منذ ذلك الحين حُرمت الأسرة من رواتب الدولة والمساعدات الحكومية.

ومن أجل تأمين لقمة العيش، تعمل الشابة البالغة من العمر 28 عاما في إعطاء دروس في المنزل. وهي تشعر بالاستياء لأن بعض زملائها «يخونون القضية ويعودون إلى العمل بدلا من الكفاح».

ومنذ أسبوع أصيبت خين لين بكورونا.

وقالت «أيا تكن الصعوبات والتحديات التي أواجهها، قراري لا يتغير: عصيان النظام».

تويتر