تركيا تطالب روسيا وإيران بالتدخل لوقف الهجوم على إدلب

قوات النظام السوري تصل إلى مطار أبوالظهور العسكري

مدنيون فروا من المعارك في بلدة سنجار جنوب إدلب يتجهون إلى مدينة سراقب. أ.ف.ب

وصلت قوات النظام السوري، أمس، إلى مطار أبوالظهور العسكري في ريف محافظة إدلب، ضمن عملية بدأتها في 25 ديسمبر الماضي للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، فيما طالبت تركيا روسيا وإيران بالتدخل لوقف هجوم قوات النظام على محافظة إدلب المشمولة باتفاق خفض التوتر الذي تضمنه الدول الثلاث.

أعلنت المعارضة عن جولة محادثات جديدة في 21 يناير الجاري بجنيف تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأكد مصدر سوري أن القوات الحكومية وصلت إلى مطار أبوالظهور العسكري في ريف محافظة إدلب ظهر أمس.

وكان مصدر عسكري أوضح أن «الجيش السوري يهدف من ذلك إلى التمهيد أمام القوات الحكومية للوصول إلى سكة القطار»، وبذلك تؤمن قوات النظام خط سكة الحديد من حلب إلى حمص ودمشق، ومن ثم تتقدم باتجاه الأوتوستراد الدولي حلب-دمشق لتأمين الطريق الدولي.

في السياق، حضت تركيا إيران وروسيا على التدخل لوقف الهجوم الذي تشنه القوات السورية على محافظة إدلب المشمولة باتفاق خفض التوتر الذي تضمنه الدول الثلاث، ما يدل على توتر متزايد في ما بينها قبل محادثات سلام جديدة.

وتركيا التي تتعاون بشكل وثيق منذ أشهر مع روسيا في الملف السوري، صعدت الضغوط في الأيام الماضية على موسكو وطهران مع تكثيف قوات النظام السوري قصفها على إدلب الخاضعة بشكل رئيس لـ«هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً).

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لوكالة «أنباء الأناضول» التركية الرسمية، إن «إيران وروسيا يجب أن تتحملا مسؤولياتهما في سورية».

وأضاف «إذا كنتم دولاً ضامنة، والحال كذلك، فيجب وقف النظام. الأمر هناك لا يتعلق بمجرد هجوم جوي، النظام لديه نيات أخرى وهو يتقدم في إدلب».

وتقع محافظة إدلب على حدود تركيا التي تتخوف من تدفق لاجئين الى أراضيها في حال كثفت القوات السورية هجومها.

واستدعت وزارة الخارجية التركية أول من أمس، سفيري إيران وروسيا في أنقرة للإعراب عن «استيائها» إزاء الهجوم قبل أسابيع من اجتماع يفترض أن يجمع في 29 و30 يناير ممثلين عن النظام والمعارضة في سوتشي، على أمل التوصل الى حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 340 ألف قتيل منذ اندلاعه في 2011.

وما زاد من حدة التوتر، إعلان روسيا أن الطائرات المسيرة التي هاجمت قواعدها في سورية قبل ايام انطلقت من محافظة إدلب.

وقالت وزارة الدفاع كما نقلت عنها صحيفة «كراسنايا زفيزدا»، أمس، «لقد تبين أن الطائرات المسيرة أطلقت من بلدة الموزرة الواقعة جنوب غرب إدلب المشمولة باتفاق خفض التوتر، والخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من المعارضة المعتدلة».

وأضافت الصحيفة أنه إثر الهجوم توجهت وزارة الدفاع الروسية لرئيس اركان الجيش ورئيس جهاز الاستخبارات التركي لتأكيد «ضرورة احترام أنقرة التزاماتها الهادفة الى ضمان وقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر في إدلب»، ودعت تركيا إلى «منع وقوع هجمات مماثلة من طائرات مسيرة».

وقال تشاووش أوغلو، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يمكن أن يتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين «إذا لزم الأمر» لكي يحثه على التدخل لدى دمشق.

وقال «لا يمكننا غض الطرف، لقد بذلنا الكثير من الجهود ولا يمكن أن ندع جهودنا تذهب سدى».

من جانب آخر، أعلنت المعارضة السورية عن جولة محادثات جديدة حول النزاع السوري في 21 يناير الجاري في جنيف تحت اشراف الأمم المتحدة، على أن تستمر ثلاثة أيام.

وقال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري، لـ«فرانس برس»، إن الأمم المتحدة تبقى الطرف المؤهل أكثر من غيره للإشراف على مساعي التوصل لحل سياسي في سورية، في إشارة ضمنية الى المحادثات التي دعت إليها روسيا في سوتشي.

وعن محادثات سوتشي هذه،قال الحريري «لم نتلق أي دعوة رسمية ولا نعرف ما هو الهدف الفعلي الذي تسعى إليه روسيا» من الدعوة لهذه المحادثات.

وأضاف أن الأمم المتحدة لم تتخذ بعد قراراً بشأن مشاركتها بمحادثات سوتشي، مشدداً على أن المعارضة السورية «لا تستبعد تماماً» الذهاب الى سوتشي، الا أنه اعتبر أن تحقيق تقدم في محادثات جنيف المقبلة يجعل لقاء سوتشي بلا فائدة.

وقال إن «الأمم المتحدة لن تشارك في سوتشي إلا في حال دعمت محادثات روسيا عملية جنيف».

وأعلن الحريري أنه التقى الاثنين الماضي في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والأمين العام المساعد للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.

وأكد مكتب الاتصال التابع للأمم المتحدة حصول اللقاء بين الحريري وغوتيريس، مكتفياً بالقول إن الأخير «رحب» باستعداد وفد المعارضة «للمشاركة من دون شروط بالجولة المقبلة من المحادثات في جنيف».

تويتر