أشرف القدرة: مشهد الأطفال ضحايا العدوان يهزني ويحزنني

طبيب غزة أشرف القدرة يعمل بلا كلل مردداً «لا أمان للإسرائيليين». أرشيفية

الطبيب أشرف القدرة لا ينام سوى ساعتين يومياً في مكتبه الصغير في مستشفى الشفاء منذ بدء العملية العسكرية ضد قطاع غزة قبل 20 يوماً، حيث لا يتوقف هاتفه عن الرنين. ومع أنه يؤكد أنه لا يشعر بتعب، يقول القدرة لوكالة «فرانس برس» إن مشهد الأطفال والنساء الذين يقتلون في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة «يهزه ويحزنه». ويؤكد القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة «لا إحباط في العمل، أشاهد أشلاء ودماء لكن منظر الأطفال والنساء ضحايا القصف الهمجي يهزني ويحزنني.. أشعر كأنهم أولادي».

وفي مكتبه الصغير ينام القدرة (41 عاماً) ساعتين يومياً في مستشفى الشفاء، حيث لا يتوقف هاتفه عن تلقي الاتصالات من معلومات حول قتلى وجرحى في هجمات إسرائيلية جوية وبرية من مستشفيات قطاع غزة يزود بها الصحافيين. وفي مستشفى الشفاء، أكبر المشافي السبعة في القطاع، يقول القدرة لوكالة «فرانس برس»: «لا أمان للإسرائيليين». ويضيف «لقد استهدفوا مستشفى شهداء الأقصى وقبله مستشفى الوفاء ومستشفى غزة الأوروبي، ولا أستبعد أن يقصفونا في المستشفى. العدو تجاوز الجنون»، مؤكداً أنها ستكون «كارثة الكوارث إذا حدث» ذلك. وفي وقت ما من النهار، يتمدد على فرشة بجانب مكتبه الخشبي في غرفة الإعلام في المستشفى، لكن مساعده يصل ليبلغه بغضب عن «شهداء وجرحى كثيرين في قصف إسرائيلي». وبعد حديث مع زوجته، يقول «حياتنا كلها مآسٍ». فمنذ بدء الحرب لم ير الطبيب زوجته وأطفاله الأربعة إلا مرة واحدة. وأضاف الرجل وهو من سكان وسط خانيونس «مررت على البيت ساعة للاطمئنان على زوجتي وأولادي». ولم يتلق القدرة أي راتب أو مكافأة مادية منذ أربعه أشهر، إذ يعد موظفا في حكومة حركة حماس، لكنه مع ذلك لا يغادر المستشفى، موضحاً «أنا أؤمن بمهمتي الإنسانية». ويشير إلى أنه يتلقى أكثر من 700 اتصال هاتفي على مدى اليوم ويجري نحو 200 مقابلة صحافية وإذاعية وتلفزيونية. ولا يخلع القدرة عند ذهابه للنوم معطفه الأبيض الخاص بالأطباء، إذ يؤكد «أريد أن أكون جاهزاً لأي طارئ».

تويتر